لا يفاجئنا كثيراً هذا الحقد المتجدد على دولة الإمارات الذي تفح به الحية الرقطاء المسماة بالحضيف، فهو اسم على مسمى، لكنه تجاوز خبث الأفاعي إلى سوء الطوية وفساد السريرة الذي اتصف به مخبولو السرورية الإخوانية في كل معاركهم الدونكيشوتية ضد الدولة وضد شقيقاتها الخليجيات الواقفات كالطود الشامخ صمودا وعزة وأنفة بفضل الله وعونه في وجه هذه الرياح السوداء التي لا يمثل الإخوان والسرورية فيها إلا بعضا من بُغاثٍ ممزوجٍ بفحيحٍ لا يسمن من خططوا له ولا يغنيهم من جوع!
لكن هذا الأرقط، قبحه الله، امتاز عن غيره من السرورية المتهافتة بصفات يخجل منها كل كريم لديه الحد الأدنى من الاحترام لنفسه، فكيف إذا كان يدعي لذاته الريادة الفكرية والتحضر والدرجة الأكاديمية. إذ كيف يستقيم أن تكون مفكرا ثم تتاجر على الناس بآلام ابنتك في مرضها ثم بموتها، وكيف يستقيم أن تدعي التحضر والأكاديمية وتقوم بتهريب مجرم مطلوب في قضية جنائية قبل أن تضبط أنت يا من تهربه مرتدياً ملابس نسائية؟ وكيف يصح وأنت الداعية الإسلامي المعروف، كما تحاول تصوير نفسك، أنك تحقد على دولتك كلها لأنها أقامت الحد الشرعي على أخيك، فهل كان المطلوب أن يسقط عنه حد من حدود الله لا لشيء إلا لأنه أخوك؟
وإذا أضفنا لهذا وذاك، نمطية خاصة في السلوك الحضيفي تتمثل في سعيه الدائم لتضخيم صورته، من مثل ادعائه أنه كان من مؤسسي النكتة اللندنية السمجة المسماة لجنة الدفاع عن الحقوق (لصاحبيها تاجري الدين الخارجيين المسعري والفقيه) بينما الوقائع تدل أنه كان مجرد ناقل رسائل لا أكثر لديهما، وكذا ادعاؤه أنه لا يتصل بأحد من المسؤولين للتوسط أو طلب العون، بينما الوقائع تؤكد حصول ابنه على بعثة (في آي بي) من الديوان الملكي السعودي، وتوسطه لدى الأمير نايف رحمه الله في أكثر من قضية جنائية تتعلق بأقاربه، إضافة إلى توسطه عدة مرات لدى أحد شيوخ الإمارات مستجديا لتقديم منحة تعليمية لأحد أبنائه.
نعم الإمارات التي يرجمها اليوم بالحجارة ويدعي أن شيوخها هم من يسعون وراءه، كأنهم يلقون بالا لوجوده أصلا، لكن يكفينا للتدليل على سفاهته وقلة قدره أن نذكركم بعدد الذين استجابوا صيف 2013 لدعوته إلى مقاطعة مطار دبي! تذكرون؟!!!!!.
وفي ظل كل هذا النفخ الكاذب في صورته، يبدو أن الرجل أصبحت لديه عقدة ذاتية متضخمة، مثل عقدة أوديب، حتى أصبح يرفع شعارا على موقعه الرسمي يقول: «في البدء أنا»، ولم يبق إلا أن يقول كما قال من سبقوه في الجنون: «أنا الكل والكل أنا».
ولدينا غير ذلك تفاصيل نستأذن القارئ بعدم نشرها لأن نسبة القذارة فيها لا تناسب ذوق وأخلاق قرائنا المحترمين، فمعذرة، ولكننا نذكره مثلاً بالقصة التي حصلت أثناء وجود المرحوم والده في المستشفى.
غير أن أكثر ما يستوقفنا في شخصية هذا الكذاب الأشر والسروري الأرقط، وما ينبثق عنها من قصة عدائه المتجددة لدولة الإمارات وحكامها وشعبها، مسألتان:
الأولى: حرصه الشديد على إظهار نفسه في موقع الند للدولة، أي أنه يتصرف وكأنه دولة مقابل دولة، ولذلك تجد أنه يرحب بالتغريدات التي تخاطب هذه الأنا المتضخمة إلى حد الالتهاب، بل والمبالغة في ذلك. مثلاً، قبل أيام نشر أحد المواقع الجديدة (لم يكمل شهراً) مقالة كشف فيها عددا من الحقائق عن الحضيف، ثم قام عدد من المغردين (أقل من عشرة) بالتغريد برابط المقال، فإذا بالحضيف (ينفجر) متباهياً أن (حكومة... !!!) «توجه أذرعها الإعلامية» ضده! حكومة، يا حضيف؟ حكووووومة؟؟؟ أو كما يقال بالعامية «خُف علينا يا حوحو».
بصراحة، أول مرة في عمري أسمع أن حكومة تستهدف «صرصار»، أجلكم الله! بالله عليكم، كم شهراً يحتاج هذا الشخص في العصفورية لكي يتعافى من هذه النوبة من الأنا الملتهبة؟
أما الثانية فهي أنه في الوقت الذي يدعي فيه أنه دكتور في الصحافة والعلاقات العامة، يفاجئك أنه يفعل عكس ذلك تماماً أي أنه يعتمد كل ما يفترض أن يرفضه الصحفي الموضوعي فضلاً عن الأكاديمي المتخصص الذي يعلم طلابه على الموضوعية والنزاهة والحياد في فهم الخبر وكتابته.
هل تريد أن تقنعني يا حضيف أنك أنت وأنت «خريج بريطانيا» كما تدعي لا تعرف أن جريدة مثل الدايلي مايل لا تعتبر مصدراً موثوقاً للأخبار لأنها محسوبة على الصحافة الصفراء؟
وهل فاتك مثلاً كأستاذ في الصحافة أن المدعو «ديفيد هيرست» تم طرده من عدة صحف بريطانية معتبرة لأسباب مهنية قبل أن يتم تبنيه كاللقيط لتأسيس موقع بروباغندا باللغة الإنجليزية ممول من (دولة مجاورة)، فكيف تقبل على نفسك كأستاذ في الصحافة أن تأخذ أخباره وتعيد توجيهها للناس!
آسف، أعتذر لك هنا، فالكذبة التي بثها هيرست نشرت مترجمة بالعربية في الموقع الذي تقوم أنت عبر الواتس أب بتزويد المشرف عليه (المدعو زعاتره) بحصتك من الأكاذيب الخاصة بالمملكة والخليج، وبالتالي فما الفرق بين أكاذيبك وأكاذيب ديفيد هيرست!
إذن فأستاذ الصحافة المدعي الذي لا يخجل من الكذب هو نفسه في مواقع الإخوان، لن يقلق كثيراً بعد ذلك من ترويج أكاذيب الآخرين وافتراءاتهم!
ثم يبقى التساؤل معلقاً حول شعاره التاريخي «اسجد للقرد في زمانه» فلا تجد تفسيره إلا في الموتو المستحدث على موقعه الرسمي: «في البدء أنا»، ترى يا عزيزي الطبيب النفسي الذي أدخلته دهاليز السرورية العمياء هل تجد في وصفاتك حلا لهذا اللغز أم نتصرف نحن ونحجز له على وجه السرعة جناحاً في العصفورية؟
كفانا الله شر الحية الرقطاء، عفواً أقصد: كفانا الله شر الحضف والحضيف، واسألوا المعاجم تنبئكم ماذا أقصد هنا!