يقول الله سبحانه وتعالى: { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}. التحالف العسكري الإسلامي، هو بمثابة الدرع الحقيقية لمحاربة الإرهاب، وهو أملنا ومطمحنا وعزنا ومجدنا كمسلمين وعرب.
تقوم فكرة التحالف العسكري الإسلامي، على أساس دمج القوات العسكرية الإسلامية في إطار جيش إسلامي موحد، تجمعهم قوة مشتركة واحدة، يهدف إلى محاربة الإرهاب والقضاء عليه.
وهو تحالف يعيد للأمة الإسلامية أمجادها ودورها وقوتها، ويحافظ على أمنها واستقرارها، ويفتح أمامها آفاقاً واسعة، وهو ما أكده ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، في الإعلان عن تشكيل هذا التحالف العسكري، قائلاً: إن «التحالف يضم مجموعة من الدول الإسلامية، التي تشكل أغلبية العالم الإسلامي، وهذا يأتي من حرص العالم الإسلامي على محاربة هذا الداء الذي تضرر منه العالم الإسلامي أولاً، قبل المجتمع الدولي ككل».
الإعلان عن تشكيل التحالف الإسلامي، يؤكد حرص القيادات الرشيدة الإسلامية والعربية على محاربة الإرهاب في كل مكان، ولا شك أن أغلب الدول الإسلامية تعاني من الإرهاب المظلم.
أولى خطوات التحالف الجديد، كما أكده ولي ولي العهد السعودي، بأنه سوف يحارب الإرهاب في كل من سوريا والعراق وسيناء واليمن وليبيا ومالي ونيجيريا وباكستان وأفغانستان.
إن ما شهده العالم العربي خلال العقود القليلة الماضية من تحولات، وما حدث ويحدث في العديد من المناطق الأخرى، قلب البنية العميقة، الاقتصادية الاجتماعية والسياسية والثقافية للمجتمعات الإسلامية والعربية، رأساً على عقب، وهو مؤشر عميق وقوي على ضرورة تشكيل التحالف الإسلامي العسكري ومحاربة الإرهاب، والقضاء على المنظمات الإرهابية التي تقتل وتستعبد المدنيين الأبرياء، وتسلب حقوقهم وحرياتهم وحياتهم.
الإرهاب المظلم اكتسح كثيراً من الدول العربية والإسلامية، ونشر معه الفكر المتطرف والتعصب الديني الذي يخدم مصالح المنظمات الإرهابية. واليوم، بفضل جهود القيادات الإسلامية والعربية، تأسس هذا التحالف، الذي سوف يكون رادعاً للإرهاب في داخل العالم الإسلامي وخارجه.
الإرهاب جعل الأمة الإسلامية متأخرة في شتى المجالات، وأهمها، الاقتصادية والسياسية والسياحية والتكنولوجية والعلمية.
كما دمر كافة مناحي الحياة في أكثر من بقعة ملتهبة في المنطقة، بمرافقها ومستشفياتها ومدارسها، وشلّ الحركة اليومية فيها، فيما يستغل المتطرفون مصادرها لتوسيع إرهابهم ونشر الذعر بين مواطنيها. ولكي تتقدم أمتنا الإسلامية، وتتجاوز هذه المحنة، وجب علينا محاربة الإرهاب والقضاء عليه، ليسود الأمن والاستقرار والأمان، ولتنهض أمتنا من جديد.
إن ما تقوم به قوات التحالف اليوم في اليمن، هو أكبر نموذج على التلاحم بين المسلمين، حيث يحقق أبناؤنا انتصارات يومية، ويمثلون قوة ردع حقيقية للعدو المتربص بالمنطقة، وهم صمام أمان الحفاظ على أمن واستقرار اليمن والمنطقة.
وقد أسهم تحالف القوة العسكرية الإسلامية والعربية أيضاً في تحرير الكويت، وإعادة الأمن والاستقرار للشعب الكويتي الشقيق، كما شاركت في حفظ السلام وإعادة الأمن والاستقرار لدول عدة، منها الصومال ولبنان وكوسوفو وأفغانستان.
ملايين البشر في العالم الإسلامي، هم ضحايا الإرهاب، من شهداء وجرحى ولاجئين ومفقودين ومعتقلين ونازحين، وعددهم في تزايد مستمر كل يوم.
ففي سوريا وحدها، يوجد أكثر من 15 مليوناً من ضحايا العنف الدموي المتصاعد، أغلبهم من النساء والأطفال، كما أصبحت سوريا المحطة الأولى لتصدير الإرهاب حول العالم، وجسر التواصل بين المنظمات الإرهابية الدولية وتجار الأسلحة والمخدرات في الشرق الأوسط.
وفي العراق، شرد الإرهاب، الشعب العراقي من كل محافظاته وأراضيه، فيما تشهد البلاد تفجيرات شبه يومية، وقودها الطائفية والمذهبية، وكذلك الحال في ليبيا، التي يرتع فيها المسلحون المتطرفون، ويسيطرون على مقدرات الدولة ومكتسباتها، ويقتلون ويشردون أبناء البلد. وفي أفغانستان، نشر الإرهاب التعصب الديني والبؤس في وجوه المدنيين الأبرياء. كما لم تسلم مصر وأراضيها، خاصة شبه جزيرة سيناء، من الإرهاب.
الإرهاب أنهك العالم الإسلامي، وحان الوقت لردعه بالقوة، وإنفاذ إرادة الشعوب، ومن هذا المنطلق، كان تشكيل التحالف العسكري الإسلامي، لاستئصال هذا الداء الخبيث، وإنقاذ الشعوب من سمومه.