يصادف الرابع من يناير مناسبة مهمة ليس فقط في مسيرة دبي ولكن في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة. فهو اليوم الذي تولى فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء مقاليد الحكم في إمارة دبي خلفاً لأخيه المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد.
ارتبط اسم محمد بن راشد بإمارة دبي منذ عهد والده المغفور له الشيخ راشد. فهو الشاهد ليس فقط على تطور دبي ولكن على ولادة دولة الإمارات في اجتماع السميح أو سيح السديرة.
فقد كان في عام 1968 أصغر الموجودين في ذلك الاجتماع من قادة معاصرين حسب روايته في محاضرة روح الاتحاد. فقد كان إلى جانب والده عند لقاء راشد بزايد وشاهداً على تطور مفاوضات الاتحاد حتى انتهائها وولادة الاتحاد المباركة.
أظهر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قدرات إدارية فذة حتى قبل توليه أمور الحكم في يناير 2006. قدراته الفذة هي التي جعلت أخاه الشيخ مكتوم يختاره لولاية العهد ويجعله ساعده الأيمن في إدارة شؤون دبي.
فمنذ توليه أمور ولاية العهد رسم محمد بن راشد لدبي طريقاً جديداً قائماً على تطبيق أفضل الممارسات الإدارية واستيراد أفضل أساليب الإدارة الحديثة. وكان الهدف من كل تلك الممارسات الارتقاء بأوضاع الناس والاقتصاد إدراكا منه بأن تطور دبي كان على الدوام مرتبطا بتطور اقتصادها والتي لا شك سوف ينعكس على أوضاع ساكنيها.
عرفت دبي في عهده عدداً من الممارسات الإدارية والنظم الحديثة القائمة على تطوير المجتمع التجاري وانتهاج افضل الممارسات الإدارية المطبقة عالميا، الأمر الذي ساهم في تطور دبي.
كما ساهم في الترويج للإمارة في الخارج كمدينة عصرية متألقة وجاذبة. وهكذا عرفت دبي في الخارج كمدينة ديناميكية ومركز تجاري واقتصادي ومالي حيوي، الأمر الذي أتاح لدبي فرص النجاح والجذب الاقتصادي والسياحي كما أتاح لها مصدرا جديدا ومتنوعا للدخل.
وبينما كان تنويع مصادر الدخل بهدف الدفع بعيدا عن اقتصاد النفط هاجسا لكل الدول النفطية أدركت دبي منذ البداية هذا الهاجس وبدأت في تطوير بنية سياحية كانت جاهزة في الوقت المناسب.
وهكذا وفرت السياحة لدبي مصدرا ماديا جديدا وجعلت من دبي ليس فقط وجهة مالية واقتصادية جاذبة ولكن وجهة سياحية تمتلك أفضل ما وفرته التكنولوجيا والعلم الحديث من معرفة. واتبعت دبي أفضل الممارسات في مجال السياحة من فنادق راقية ومنتجعات تضاهي أجود ما في العالم الأمر الذي جعل دبي تنافس أفضل الوجهات السياحية في العالم.
وفي يناير 2006 أصبح محمد بن راشد حاكماً لإمارة دبي ونائباً لرئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء. وقد شد أنظار المراقبين لمبادراته الدؤوبة للارتقاء بأوضاع ليس فقط شعب الإمارات ولكن جميع بنى البشر. فقد تمتع بنظرة استقرائية قائمة على قراءة المستقبل والاستعداد الجيد للقادم من الأيام بوضع الخطط الاستراتيجية وتبني توجهات إدارية تساهم في الارتقاء بأوضاع البلاد المستقبلية.
أدرك محمد بن راشد قبل الكثيرين بأن الشباب هم عماد المستقبل ولذلك فقد وضع العديد من الخطط والمبادرات لتمكين الشباب عن طريق إعطائهم دورا مهما في صنع القرار العام. كما أدرك قبل غيره ضرورة التغير لأنه سنة الحياة موجهاً حديثه للقادة العرب "إذا لم تغيروا فسوف تغيروا".
وقد جاءت توقعاته صحيحة وتحققت في صورة ثورات الربيع العربي والذي قلب الأوضاع في دول عديدة رأساً على عقب مخلفاً إفرازات سوف تبقى عالقة في النسيج العربي لفترة طويلة قادمة.
إن دولة الإمارات تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لا شك سائرة على الطريق الصحيح الذي رسمه لها الآباء المؤسسون زايد وراشد.
وها هي الإمارات اليوم تشهد عهدا جديدا مكملاً لعهد الآباء وسائرة على خطاهم محققة نجاحاً تلو آخر في كافة المجالات حتى غدت الإمارات الدولة النموذج عالميا في العديد من الميادين التنموية. واستكمالاً لما رسمه لها الآباء المؤسسون لم تشأ الإمارات أن تكون مجرد رقم في المجتمع الدولي بل طرفا فاعلاً في العديد من المبادرات الخيرة والمساهمات الإنسانية التي تهدف إلى إسعاد البشرية.
كما كانت طرفا في العديد من المبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. هذه هي الإمارات التي تستكمل بناءها اليوم تحت راية الأبناء المؤسسين خليفة ومحمد.