إذا رأينا آلة متقنة الصنع، متميزة في الأداء، فإننا سنبدي إعجابنا بها، ونهتف بلسان الحال أو المقال: «ما أحسن هذه الآلة! وما أحسن صانعها!»، وهكذا إذا رأينا مصنعاً أو شركة أو مؤسسة رائدة في مجالها، فإننا نقر لأهلها بالخبرة والإتقان، وكلما ازداد حجم الإنجاز الذي نلاحظه، وتعددت منافعه، وارتفعت قيمته في الحياة، فستكون درجة إعجابنا أكبر، فكيف إذا الأمر فيضاً من الإنجازات المبهرة على نطاق دولة متميزة بكاملها، فإن درجة إعجابنا حينئذ تتضاعف آلاف المرات، تجاه فرسان هذه الإنجازات.
وهذا ينطبق تماماً على صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فهو رجل الأفعال والإنجازات، الذي لا يجد المنصف إلا أن ينبهر إعجاباً بعبقريته وحسن إدارته وتخطيطه، تتحدث عنه إمارة دبي، وتتحدث عنه دولة الإمارات، ويتحدث عنه العرب والمسلمون والعالم كله، ويصدق فيه قول الشاعر: «كالشمس في كبد السماء ونورُها.. يغشى البلاد مشارقاً ومغاربا».
لقد قاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، مجلس الوزراء من نجاح إلى نجاح، ومن أفضل إلى ما هو أفضل، في ارتقاء مستمر، وصعود متواصل، حتى تبوأت دولة الإمارات المراتب العليا في التنافسية العالمية في العديد من المجالات، وهذا ليس بغريب على سموه، فقد تخرج في مدرسة الشيخ زايد والشيخ راشد، رحمهما الله.
وحين ننظر في رؤية هذا الرجل العظيم، نجد إشراقات ساطعة، فهو ذلك الرجل الذي يجعل إسعاد المجتمع هدفاً، والعمل الجاد المتميز المبتكر طريقاً، والتغلب على التحديات وتجاوز الأزمات نهجاً راسخاً، ومواصلة التميز بعد التميز استراتيجية مستديمة، فهو القائل: «عملنا اليومي تحقيق السعادة»، ويستطرد قائلاً: «ليس هناك أجمل من إدخال السعادة إلى قلوب الناس».
محمد بن راشد شعلة مضيئة في طريق الراغبين في النجاح والتقدم والرقي، فهو رمز في الأمل والطموح والطاقة الإيجابية، ينظر إلى الحياة بعين الاستبشار والتفاؤل، ويحفز النفوس، ويبث فيها النشاط المفعم بالحماس، فالله تعالى خلق الإنسان، وأعطاه المواهب والقدرات، وأمره بفعل الخير وإعمار الأرض، ووعده بالتأييد والتوفيق.
فما على الإنسان سوى أن يجتهد ويحسن الأخذ بالأسباب، ليصنع النجاحات في هذه الحياة، وبمثل هذه الطاقة الإيجابية، يزداد المجِد نشاطاً ورقياً، ويستيقظ الفاتر ليلحق بركب المجدين المتفائلين، ولذلك يقول سموه: «أعطهم تفاؤلاً وإيجابية ويسعطونك إنجازاً وإبداعاً».
محمد بن راشد، رمز الصلابة وقوة العزيمة والإصرار على مواجهة التحديات، فقاموسه لا يعرف اليأس ولا الاستسلام، ولذلك استطاع التغلب على مختلف المصاعب، كالأزمة الاقتصادية العالمية التي عصفت ببعض الدول، فلم ينكسر ولم يستسلم.
بل وضع الخطط والاستراتيجيات الجادة التي استطاعات بها دبي تجاوز هذه الأزمة، واسترداد عافيتها بكل حرفية ونجاح، وترسيخاً لهذا المفهوم، يقول سموه: «الإصرار في مواجهة التحديات التي مرت علينا في حياتنا كان المفتاح للتغلب عليها، لم نكن نستسلم لها أبداً».
محمد بن راشد رمز الإبداع والتميز، فهو لا يقف عند حدود الحلول التقليدية، بل قاموسه قاموس مليء بمفردات الابتكار والإبداع والتميز والعصف الذهني وتوليد الأفكار الجديدة، كيف لا، وهو القائل: «الإبداع هو أهم أصلٍ من أصول أية مؤسسة حكومية»، ويقول أيضاً: «لن تعيش مئات السنين.
ولكن يمكن أن تبدع شيئاً يستمر لمئات السنين»، ولذلك استطاعت دولة الإمارات في ضوء هذه الرؤية المستنيرة، أن تحقق المراكز الأولى في مختلف المجالات، وأن تتبوأ مقاعد الصدارة والريادة، وقد قال سموه: «أنا وشعبي نحب المركز الأول»، وترجم ذلك واقعاً عملياً ملموساً.
محمد بن راشد، رائد الحكومة الذكية، التي تسعى لراحة الناس حيث كانوا، وتقديم الخدمات المتطورة لهم بأيسر الطرق والوسائل، عبر الهواتف المحمولة والأجهزة المتحركة، على مدار الساعة، تسهيلاً لهم، وحرصاً على راحتهم وسعادتهم.
محمد بن راشد، رمز الرجولة والفروسية، فهو فارس ملهم، يعرف كيف يقود جواده نحو الفوز والنجاح، متحلياً بصفات الفارس الشهم النبيل، فالفروسية، كما يقول عنها سموه «تجسد أجمل معاني العزة والشهامة والكرامة والأخلاق النبيلة، وهي صفات لا يستغني عنها القائد».
محمد بن راشد، رمز الحضارة والثقافة والفكر، فهو القائل: «المعرفة هي أقصر طريق للفوز»، وقد ترجم سموه ذلك على أرض الواقع، فأطلق العديد من المبادرات الرائدة، التي تصب في هذا الجانب، ومن أبرزها، مبادرة «تحدي القراءة العربي»، والتي تعد أكبر مشروع عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي.
محمد بن راشد، رمز في المحبة واستجلاب القلوب، فهو ذلك القائد المحبوب، القريب إلى القلوب، وهو القائل: «لا بد من توحيد القلوب قبل توحيد الجهود، ولا بد من روح تسري في المكان قبل بدء البنيان»، ويقول أيضاً: «لعل أهم ما تعلمناه من الشيخ زايد والشيخ راشد، طيب الله ثراهما، هو كيف يكون القائد أباً للجميع، كانا ينظران لجميع أبناء الإمارات كأبناء لهما، وما زالت روح الأسرة الواحدة تسري في أركان هذه الدولة من شرقها لغربها، ومن شمالها لجنوبها».
وأخيراً، فإن هذه الإضاءات ليست سوى غيض من فيض، من مآثر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، ولا نملك إلا أن نقول بملء الفم: شكراً محمد.