المؤسسات الخاصة أو الحكومية لديها كم هائل من الأفكار والتجارب والخبرات، وتعكف العديد منها على عقد جلسات العصف الذهني لتطوير برامجها المهنية، ويكون التحدي الأكبر لديها هو الميزانيات المخصصة لإدارة المشاريع والبرامج والأنشطة، ولكن رأس المال الحقيقي للمؤسسة هو الكادر البشري القادر على إحداث التغيير وتعديل الإجراءات واحتواء المشكلات والنهوض بالعمل الإداري والفني والسعي نحو رسم سياسات جديدة.

لذلك يأتي الحرص على استقطاب من تتوفر فيهم مهارات خاصة بجانب الدرجات العلمية، من أجل الميزانيات وابتكار برامج عمل بتكلفة مخفضة وبطريقة مبدعة، وهذا هو أحد الطرق للنهوض ببرامج التنمية الفاعلة.

الكادر البشري هو الاستثمار الحقيقي، ولاستمرار العملية الإنتاجية لابد أن يكون لدينا إيمان راسخ بأن التوطين هو استثمار وتنمية وتحفيز ومستقبل، وبعض إدارات الموارد البشرية للاسف انحصر اختصاصها بالحضور والانصراف والإجازات ومتابعة إجراءات التعيين بالإضافة إلى بعض الأعمال الروتينية التي لاتكاد تذكر، ولاتحقق أية عوائد إيجابية على التميز المؤسسي، وبعض موظفي هذه الإدارات لا تنمو مهاراتهم ولاتتطور قدراتهم، وبعضهم على استعداد للقيام بأي مهام من أجل أن يشعر الآخرين به إنه يتنفس الهواء، دون القيام بجهد يتناسب مع المهام المنوطة به.

إن صلحت إدارة الموارد البشرية انعكس ذلك على المؤسسة بشكل إيجابي فيتم تحقيق مستوى عال من الاستقرار الوظيفي والإنتاجية مع أنشطة مبتكرة تكون هي رأس المال الحقيقي.