إن العلاقة بين الإنسان والزمن تتفاوت من شخص إلى آخر، قد يمر سريعاً كالبرق، وقد يكون مزعجاً كالرعد الذي يخاف منه الأطفال وحتى الكبار، بالرغم من أنه يسبق هطول المطر، وهو محبب للأرض والإنسان والشجر، أليس المطر هو الذي يروي الأرض العطشى، ويزيل الأتربة عن أوراق الشجر، ويصفي مزاج الإنسان.
ولعل الزمن مرتبط بشكل عقارب الساعة؛ فهي قد تكون أبطأ من سير السلحفاة، وذلك حينما تنتظر شيئاً مهماً مثل مقابلة مع جهة حكومية أو أفراد بينكم الكثير من الاهتمامات المشتركة، وبالمقابل تجري عقارب الساعة بسرعة غزال مطارد من حيوان يريد افتراسه أو حتى الإمساك به، والعجيب أن العقرب قاتل حينما يلسعك بشوكته السامة.
إن الزمن لدى بعض الموظفين مهم جداً، وخاصة لمن يقوم بإعداد تقارير يومية أو دراسات لجهات متعددة في النظام السياسي، أو الاقتصادي وحتى الاجتماعي، وكم من مشكلة اجتماعية تحتاج لحل قبل أن تتفاقم.
ولعل سيدة الغناء العربي أم كلثوم -رحمة الله عليها- أبدعت في رائعتها «حسيبك للزمن».. ومن المؤكد أن معظم من استمعوا لها يتذكر كل واحد حكاية مع الزمن.
وقديماً كان الناس يعتمدون على أوقات الصلاة لتحديد المواعيد، فمثلاً يقال قبل أو بعد صلاة الظهر أو غيرها من أوقات الصلاة، إلا أن اختراع الساعة قد ساهم في دقة المواعيد، ومن هنا نجد أن الإنجليز يعتبرون الوقت ذا قيمة مالية لديهم.
ولعل الكثيرين من العرب سواءً من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومعظم الدول العربية يتذكرون مجلة «الأزمنة العربية»؛ فقد ساهمت في صقل العديد من الكُتاب..
وكانت مجلة ثقافية شاملة، وكان المرحوم الأستاذ غانم غباش، ومجموعة من محبي الكتابة والقراءة قد أصدروها لنشر الثقافة، وكانت من المجلات الأسبوعية السباقة على مستوى مجلس التعاون الخليجي، وهذا لا يعني عدم وجود مجلات سابقة لها، وعلى سبيل المثال مجلة (العربي) التي تصدر في دولة الكويت، كانت تحمل العديد من المواضيع الثقافية وغيرها.
وليس من المبالغة أن الزمن كالسيف إن لم تقطعه قطعك، ولعل من أشهر الساعات في العالم هي ساعة بج بن في لندن، وبهذه المناسبة كان معظم المتابعين للأخبار العالمية يتابعون إذاعة لندن بالعربية، وخاصة الساعة الرابعة، فمعظم ذلك الجيل يتناول كوباً من الشاي حينما يستمعون لتلك الإذاعة، وما بها من أخبار شتى.
ومن أشهر الإذاعات حين ذاك صوت العرب من القاهرة، وهي التي كانت تعبر عن روية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إلا أن ذلك الألق زال بعد نكسة حزيران 1967، وغاب صوت أحمد سعيد، الذي جعل من الهزيمة انتصاراً وهمياً.
ولا عجب أن بعض الدول الغربية كانت لها إذاعات تبث باللغة العربية، ولا عجب أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد اهتمت بالإذاعات لبث رؤيتها حول ما يجري في العالم، وكأن من كان يمتلك المذياع أو الراديو يكتسب ثقافة عامة من خلال الاستماع، وفي هذا يتساوى من يجيد القراءة مع غيره من البشر، ومن الممكن أن نطلق على ذلك الزمن، زمن المذياع.