جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم جائزة قرآنية رائدة، أسسها المغفور له بإذن الله الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رحمه الله، وهي أحد الأنشطة المنبثقة من مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه، والتي تزخر إضافة إلى ذلك بالعديد من الأنشطة والفعاليات المتنوعة في مجال القرآن الكريم وعلومه..
وتحظى بدعم القيادة الحكيمة ورعاية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة رأس الخيمة، وتحرص على أن تكون منارة مشرقة للراغبين في حفظ القرآن وإتقان تلاوته، وأن تجسد سماحة الإسلام ووسطيته وترسخ رؤى القيادة الرشيدة في هذا الميدان الشريف.
ومن ينظر في مسيرة الجائزة منذ تأسيسها يرى كيف أن القيادة الحكيمة لدولة الإمارات تولي العناية الفائقة بالأنشطة القرآنية، وتوفر الدعم اللا محدود لتطويرها، والمتأمل في هذه المسيرة بين الأمس واليوم يجد أنها حققت في سنواتها الأربع الأخيرة قفزات نوعية في جميع النواحي..
فقد كان أعداد المشاركين في عام 2012م لا يتجاوز 198 متسابقاً، ليتضاعف هذا العدد أضعافاً مضاعفة في الدورات اللاحقة ليصل في هذه الدورة السادسة عشرة إلى 3220 متسابقاً من الجنسين، وبنسبة ارتفاع 168% عن الدورة الماضية..
كما تضاعف أعداد المواطنين المشاركين، فبينما كان عددهم في عام 2012م لا يتجاوز 63 مواطناً، تضاعف هذا الرقم ليصل في هذه الدورة إلى 1124 مواطناً من الجنسين..
كما حققت الجائزة قفزات في جنسيات المشاركين في هذه الدورة، إذ بلغت 39 جنسية من مختلف جنسيات العالم وشملت دولاً من قارة آسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية، وشكَّل الإماراتيون النسبة الأكبر في أعداد المشاركين..
كما تميزت الدورة الحالية بالتنوع في أعمار المتسابقين لتتفاوت بين 5 سنوات وحتى 82 سنة، في قفزة نوعية في الأعداد والجنسيات والأعمار مقارنة بالأعوام الماضية منذ تأسيس الجائزة، وقد رفعت الجائزة ميزانيتها المالية السنوية لتصل إلى أكثر من مليون درهم للفائزين.
كما زادت الجائزة مسابقات عديدة في سنواتها الأخيرة، لتصل في هذه الدورة إلى 8 مسابقات، و38 فرعاً. وفي إطار خطتها الاستراتيجية في التطوير والابتكار استحدثت مسابقات جديدة لأول مرة في تاريخها، ومنها: مسابقة المسلمين الجدد، ومسابقة أحاديث فضائل القرآن الكريم، ومسابقة حفظ القرآن الكريم لأئمة ومؤذني المساجد..
كما شملت هذه المسابقات مختلف الشرائح، ومنها فئة المعاقين على مستوى الإمارة وخارجها، ومنها فئة نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية، فالقرآن نور وهداية، وغذاء للقلوب والعقول، ومن ارتبط بالقرآن صلح حاله، واستقام أمره، وكل ذلك أثرى الجائزة وأعطاها تنوعاً كبيراً بحمد الله.
وبالإضافة إلى المسابقات التي تزخر بها الجائزة فقد أطلقت حزمة من الفعاليات الهادفة والتي بلغت 50 فعالية، وشملت مسارات عدة، منها تعظيم القرآن الكريم والعناية به، وإظهار سماحة الدين ومحاسنه، وترسيخ السلوكيات الحميدة، وبيان منزلة شهداء الوطن ومواساة أهلهم، ومكافحة الإرهاب والتطرف،..
وتعزيز الأمن الفكري والاستقرار، وترسيخ قيم الوحدة والتلاحم والالتفاف حول ولاة الأمر، وبيان حقوق الوطن، وواجب المحافظة عليه، وشكر النعم، وأطلقنا على هذه الدورة شعاراً يواكب هذه المضامين وهو «وطن ووفاء.. أمن ورخاء»، وهو يسلط الضوء على ضرورة المحافظة على الوطن والوفاء له، مما يثمر عن الأمن والرخاء والخير الوفير.
وحرصت الجائزة على تعزيز استراتيجية التوطين في برامجها، فجميع المحاضرين هم من المواطنين عدا ضيف واحد، كما حرصت على العناية بشريحة الشباب والشابات، وتحصينهم من الأفكار الدخيلة، وترسيخ الوسطية والاعتدال لديهم، وذلك عبر محاضرات المدارس والكليات، كما عنيت بمختلف شرائح المجتمع من الرجال والنساء..
وتم في هذا الإطار اختيار العديد من العناوين التي تحقق هذه الأهداف، منها دورة «قواعد قرآنية في الحياة الاجتماعية» ودورة «أمثال القرآن» وندوة «دعائم استقرار المجتمع»..
ومحاضرة «الأصول الأمنية في القرآن» و«طرق الوقاية من التطرف» و«حقوق الوطن في ضوء الكتاب والسنة» و«دور المعلم في تعزيز الأمن الفكري» و«رسالة إلى رجل الأمن» و«الهوية الوطنية ولاء وانتماء» و«حماية الأنفس في الإسلام» و«افرحي يا أم الشهيد» إلى غير ذلك من المحاضرات الكثيرة.
وحرصت الجائزة على تعزيز شراكاتها المجتمعية مع المؤسسات الحكومية، مثل الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف برأس الخيمة والقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب برأس الخيمة ومنطقة رأس الخيمة التعليمية وكليات التقنية وغيرها، بالإضافة إلى المؤسسات الاجتماعية مثل جمعية الإمارات للتنمية ومراكز وأندية المعاقين على مستوى الدولة..
كما حرصت الجائزة على تعزيز الجوانب الاجتماعية في المجتمع، فقامت بزيارة لأسرة الشهيد عبد الله جمعة الشامسي لتقديم العزاء بصحبة ضيف شرف الجائزة أد. سليمان الرحيلي الذي واسى أسرة الشهيد وأكد مكانة الشهداء وأنهم محل فخر واعتزاز.
حقاً إن هذه نعمة كبرى نعيشها في دولة الإمارات، أن هيَّأ الله لنا قيادة حكيمة لم تدخر وُسعا في خدمة القرآن الكريم وتكريم أهله، وإننا لنشكر قيادتنا الحكيمة على هذا الدعم المستمر والعناية المتواصلة بالأنشطة القرآنية، سائلين الله تعالى أن يديم علينا الخير ويحفظ قيادتنا ومجتمعنا ويجعل بلدنا زاخراً بالخيرات.