تقوم الثورة الرقمية بالمساهمة في تغيير أساليب التعليم والتعلم لإعداد الطلاب لمواصلة التعليم والتدريب وخدمة وظائف المستقبل وللعيش في عالم رقمي.
ويرغب الطلاب في أن تساند وسائل الإعلام الرقمية أنشطة العملية التعليمية، بعد أن تضاءل اهتمامهم بالكتاب المطبوع.
وحين يبحر الطالب في مواقع الإنترنت بحثاً عن المعلومات، لا يحتاج لأكثر من كبسة زر، فهناك ملايين الكتب وملايين المقالات في جميع التخصصات والموسوعات المتنوعة المتوفرة على الشبكة، ومثل هذه الأنشطة، ينبغي أن تكون ذات صلة بحياتهم وبدراستهم.
ويرى العديد من الطلاب، أن استخدامات تكنولوجيا المعلومات، من شأنها أن تحسن بشكل كبير مواقفهم تجاه المدرسة والتعلم، فهي توفر لهم التعلم الذاتي، والذهاب إلى أبعد مما يُعلّمه لهم المعلمون.
وأحد الاختلافات الرئيسة بين التعلم الرسمي في الفصول الدراسية، وبين التعلم غير الرسمي الذي يتم خارج الفصول الدراسية، هو أن الدافع للتعلم غير الرسمي، تقوده حماسة الأفراد في متابعة اهتماماتهم ومصالحهم الشخصية، وهذا هو عكس ما يجري في المدارس.
وحينما يستخدم الطالب معلومات المكتبة الرقمية لأغراض التعلم والبحث، سوف تكون مواقف الطالب أكثر إيجابية للتعلم، بحيث تتحقق له زيادة مكاسبه المعلوماتية وتحسين أدائه الأكاديمي. وتحقق مشاركة الطالب والإشباعات والرضا لديه.
ويظهر الطلاب من جميع التخصصات، سلوكيات جديدة، نتيجة لشيوع استخدام تكنولوجيات عالية الأداء، وليست التغييرات هي مجرد استبدال الحقيبة المدرسية بالآي باد أو اللاب توب، بل هي تغييرات أعمق، وعندما يسعى الطلاب طوعاً إلى الخبرة خارج الفصول الدراسية التقليدية، مثل الطريقة التي يقرؤون بها صفحات الويب، ومتابعة واجباتهم على الهاتف الذكي، وهذا يقود إلى تغييرات حقيقية في السلوك، التي نتجت عن هذا التغيير الهائل في وظائف التكنولوجيا واستخداماتها.
وفي المقابل، حذّر العديد من المربين من المبالغة في فوائد وسائل الإعلام الرقمية في التعليم، بسبب بعد هذه التجربة عن تجربة الحياة الواقعية، إذ يقضي الأطفال والمراهقون ما يقرب من ست ساعات، أو يزيد في اليوم من حياتهم، منغمسين مع الهواتف المحمولة، وأجهزة آي باد وأجهزة الكمبيوتر اللوحية أو المحمولة.
وهم يعرفون أن مجرد استخدام أدوات الإعلام الرقمي، ليست علاجاً تعليمياً، وقد أظهرت دراسة حديثة للطلاب في الصفوف 5 -8 من أبناء الأسر المحرومة، أنهم حصلوا على درجات منخفضة ، حينما دخل الإنترنت منازلهم.
وقام باحثون من جامعة ديوك، بتحليل نتائج الاختبارات لأكثر من مئة وخمسين ألف طالب في ولاية كارولينا الشمالية، وذلك بمقارنة علامات القراءة والرياضيات للأطفال قبل وبعد أن حصلوا على الكمبيوتر المنزلي.
وقارنوا تلك الدرجات بأولئك الأطفال الذين لم يحصلوا على الكمبيوتر المنزلي، وكانت درجات الاختبار للأطفال من ذوي الدخل المنخفض من الذين حصلوا على أجهزة الكمبيوتر في المنزل، قد انخفضت أكثر من الأطفال الذين لم يحصلوا على أجهزة الكمبيوتر.
ووجد الباحثون أن طلاب المدارس المتوسطة الذين يستخدمون الشبكات الاجتماعية، واليوتيوب وأشرطة الفيديو والألعاب عبر الإنترنت، هي عوامل إلهاء قوية، تحول دون إنجاز واجباتهم المدرسية وغيرها من الأنشطة الاجتماعية، وهذا يعني أنه لكل تكنولوجيا تدخل المجتمع، لها جوانبها الإيجابية والسلبية، ولا يمكننا تجاهل اعتماد الطالب على وسائل الإعلام الرقمية في التعليم.