من عجب العجاب، أن بعض الكتاب، يعتقد أنه ذو معرفة واطلاع على العديد من الموضوعات، سواء السياسية، وهي بحر قد يغرق فيه من لا يجيد السباحة..
ويدرك أن التيار القوي قد يقوده إلى الهلاك، أما الاقتصادية، فهي مجال لأولئك الذي يملكون الأدوات والعدة للخوض في الاقتصاد، فهو يعني المصالح.
وهو مجال لا يترك لكل من هب ودب أن يكتب حول القضايا المرتبطة به، وهو عصب الحياة، فالمال هو سيد الموقف، وقيل قديماً، تملك درهماً، فأنت درهم، أما إذا كنت لا تمتلك فلساً واحد، فأنت غارق في هذا المجال، ولا داعي للتلاعب بالألفاظ، فهي حروف قد تتحول إلى سهام قاتلة.
أما مجال الاجتماع، فهو بحر هادئ ظاهرياً، إلا أن مجالاته متعددة، ويزداد التخصص الدقيق يوماً عن يوم، ولم تعد تلك العلوم، سواءً الإنسانية أو الاجتماعية، بها عباقرة يفهمون كل تلك المجالات.
ولا عجب أن المؤتمرات الدولية يحضرها آلاف من المتخصصين في العديد من المجالات، ومنها الرياضي والطبي وغيرهما كثير.
إن الأمم المتحضرة والمتقدمة، تحترم رموزها الوطنية، مهما كانت أخطاء أولئك أو حسناتهم، إنهم جزء من التاريخ، لذلك قالت العرب اذكروا محاسن موتاكم، فلم يتم هدم التماثيل التي هي لأولئك المبدعين في العديد من المجالات.
ولا يدرك أولئك الإنجازات التاريخية، سواءً في مجال التعليم، الصحة، الثقافة، السياسة، ويأتي أحد الكتاب من أنصاف المتعلمين أو الأميين حسب التعريف العالمي الجديد، ليحمل السلم بالعرض، ولا يعلم أن النار قد تولد الرماد، إلا أن تحت ذلك الرماد، هنالك بقايا نار قد تعود للحياة بمجرد هبوب نسيم بارد عليها، وتبرز النار من جديد، معلنة أهميتهما في حياة الإنسان، فهي الحامية له من الحيوانات.
من الشخصيات التاريخية لهذه الأمة، العديد من الشخصيات، سواءً في الخليج العربي أو بقية الدول العربية، ومنهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ــ رحمة الله عليه ــ فهو الذي فتح الجامعات لأبناء الشعب المصري..
وكذلك لأبناء الدول العربية الأخرى، والعديد من أبناء الإمارات هم خريجو الجامعات المصرية في العقد السادس من القرن العشرين. وقدم المساعدات للعديد من الدول العربية والعالم الثالث، وساهم في بروز دول عدم الانحياز في ذلك الوقت، الذي كانت الرأسمالية والاشتراكية في صراع دامي.
ولعل ذلك أنقذ شعوبهم ودولهم من أن يكونوا حطب تلك النار الحامية حين ذاك.
أليس مشروع السد العالي، ساهم اقتصادياً في حياة الشعب المصري الصامد، في تلك المرحلة، ازدهرت الفنون بكل مجالاتها، بل إن عمالقة الفن في الجمهورية هم نتاج تلك المرحلة، ولا تزال الأفلام التي تعرض من تلك الفترة تحمل العديد من القيم الجميلة.
كانت حرب 1967 هي الشعلة التي أزالت الغمامة السوداء عن تفكير ذلك الإنسان القادم من الصعيد، إلا أن إرادة الله سبحانه وتعالى، حالت دون إتمامه تلك المشاريع، وعم الحزن العالم من شماله إلى جنوبه، من الشرق إلى الغرب، إلا أن القيادات اللاحقة أنجزت ما كان يفكر به ذلك الإنسان، فهل من المعقول أن يتم التهجم على إنسان في ذمة الله، أليس هذا عمى ألوان، وبالتالي، لا يفرق الرويبضة بين القامات التاريخية، ويحسب نفسه قاضياً، وهو غير مؤهل لذلك.