للأدب العربي مكانة كبيرة بين الشعوب.
كما أنه يُعد من أهم أسس تراثنا العريق، والساحة العربية تشهد لِمعارك أدبية كثيرة نمت في ظل اختلاف الأجيال وتجدد المدارس الأدبية. وبين هذا وذاك، يتوسط الساحة الأدبية زخم من الأنشطة الثقافية؛ إذ هناك العديد من الفعاليات والمهرجانات في مختلف أنحاء الدولة، التي خصصت لها ميزانيات ضخمة وبذلت من أجلها جهوداً جبارة، كل ذلك لاستقطاب أسماء لامعة في مجال الأدب والشعر من الذين يتميزون بتاريخ إبداعي حافل، وذلك دعماً من قيادتنا الرشيدة لهذا الحقل الإبداعي ولما للأدب والشعر من مكانة في مجتمعنا.
كذلك، ورغم الدعم اللامحدود للأدباء، فإن المتابع يلاحظ عزوف الجمهور عن حضور هذه الفعاليات بشكل لافت، بينما نجد الوضع مختلفاً تماماً إذا ما قارناه بما يحدث في دول الخليج العربي الأخرى، حيث تشهد الفعاليات الأدبية حضوراً لافتاً من مختلف الشرائح، بل ويحرص عدد كبير من محبي ومتذوقي الشعر وأيضاً المثقفين والأدباء والإعلاميين من الدول المجاورة، على الحضور والمشاركة.
هنا السؤال الذي يطرح نفسه: ما سبب أو أسباب، عزوف الجمهور في الإمارات عن الحضور والمشاركة في مثل هذه الفعاليات الأدبية؟
هل الإعلانات غير جاذبة للجمهور؟ أم أن هناك كثافة في الفعاليات والأنشطة التي تقام في الدولة بدون تنسيق بين المؤسسات المختلفة وتحديد جدول زمني واضح لمختلف الفعاليات الأدبية، الذي بدوره أدى إلى الشعور بالملل ورسوخ حالة من التشتت؟
فلنتصور أنه، وبدلاً من كثرة أعداد الفعاليات الأسبوعية في كل إمارة على حدة، توزع هذه الفعاليات، بصفة دورية وبتوقيتات مناسبة ومدروسة، بشكل لا تتضارب معه في ما بينها، بحيث تنظم، مثلاً فعالية بشكل شهري في إمارة معينة على أن تضم كل فعالية ضيوف شرف كما توزع هدايا عينية على الحضور، أو يعمد المنظمون إلى تنويع الفقرات المقررة كي تثري برنامج الفعالية، ذلك كإقامة مسابقات أدبية بغرض كسر الجمود والرتابة، كما أن هناك ضرورة ملحة لتكثيف التغطية الإعلامية من أجل تحريك المياه الراكدة ولفت نظر مختلف الشرائح إلى أهمية الثقافة والأدب.