مضت فترة من الزمن، هي نصف قرن، منذ تأسيس جامعة الكويت، والتي أشعلت النور، وجعلت اكتمال التعليم العالي لأبناء المنطقة سواء من سكان الكويت أو الدول المجاورة، حين كان يذهب أغلبهم إلى الجامعات سواء في جمهورية مصر العربية أو الجامعات العراقية وغيرها من كل أنحاء العالم.
رعاية أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح حفلة الاحتفال بتوزيع شهادات الإجازة الجامعية والدراسات العليا ، هي فرحة تعم أولئك فهو البداية للانخراط في العمل في كل المجالات، أو الانتظار حتى يستدعوا من قبل المؤسسات، متى ما وجدت الدرجة والمجال.
وكان من المتوقع توجيه الدعوة لخريجي الجامعة لمن أنجزوا تعليمهم في هذه الجامعة، والتي كانت بحق هي الجامعة العربية، وفي إطارها تجد مختلف التوجهات السياسية لدى الطلاب، وكان الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الجامعة المظلة، التي يمارس تحتها كل الطلاب والطالبات سواء من البحرين أو الإمارات أو السعودية أو قطر، أو العراق.. إلخ، نشاطاتهم المتنوعة.
من المعلوم أن الجامعة حين ذاك استقطبت الأساتذة المتميزين في العديد من التخصصات فهم على سبيل المثال د. فؤاد زكريا، ود. بدوي، ود. عرفان، و د. سعفان، ود. الالوسي.. وغيرهم كثير، ولا ننسى الأساتذة من دول أجنبية.
ولا عجب أنك ترى المساكن الداخلية للطلاب خلية نحل، تجمع كل الزهور والزهرات، آخذين بعين الاعتبار أن السكن الداخلي سواء للطلاب أو الطالبات خلقت علاقات اجتماعية جديدة، إلا أن ما يجمعهم هو العلم، والعلاقات الإنسانية الراقية.
هذا وقد تنوعت النشاطات على مدار العام الدراسي الجامعي وكل مجموعة تحاول إبراز الملامح الاجتماعية والاقتصادية والفنية لبلدانهم مع العلم بأن الجامعة لا تفرض رسوماً على الطلاب، وتعطيهم كتب المقررات مجاناً، والتخصص الدقيق يتم في السنة الثالثة والرابعة من الدراسة، وهناك مجموعة من الطلاب يطلق عليهم الصمامة أي الحافظين للمواد.
كان أنور النوري الأمين العام يستقبل الطلاب في مكتبه ببشاشة وترحيب وكأنهم أبناؤه وبناته حين ذاك، وكان أمير دولة الكويت وقتها وزيراً للخارجية، ويدرك أن الجامعة هي التي تخرج طلاباً هم الذين ينقلون تجربتهم الإيجابية عن دولة الكويت، آخذين بعين الاعتبار أن المرحوم الشيخ عبد الله السالم الصباح يمد العون لكل العرب، من دون منة أو غيرها، فهو الذي جعل من العائدات المالية للنفط فائدة لكل البشرية.
ومن باب العتب على الأخوة في الكويت أنه لم يكن من الممكن دعوة خريجي جامعة الكويت في هذه المناسبة، التي يتذكرونها بكل ود ومحبة.
خمسة عقود هي عمر هذه المنارة العلمية، والتي أرجو ألا ينسى القائمون عليه في ذكرى المئوية الأولى دعوة من بقي على قيد الحياة حين ذاك، أو أحفادهم لحضور هذه المناسبة الرائعة.