شتان بين جلسة محاكمة المتهمين بالإساءة إلى رموز الوطن والصور المسيئة، التي قدمتها نيابة أمن الدولة كونها إحدى أدلة دامغة تثبت الإدانة، وما صحبها من ألم اعتصر قلب من رآها، وغصة احتقنت الحلقوم وبين جلسة الأمس، حيث قال القضاء العادل النزيه كلمته، وحكم على المتهمين بما يستحقونه من عقوبات جراء ما اقترفت نفوسهم وأيديهم من عمل دنيء في حق شخصيات، تحتل مكانة واحتراماً ليس في قلوب الإماراتيين فحسب، بل في قلوب العرب والمسلمين.
الألم كان ليس فقط لأنها نالت من رموز ليس لها غير الحب والتقدير، بل لأن الإساءة جاءت من حيث لم يكن في الحسبان ضرب من أقدم عليها لا نقول بالأخلاق والقيم عرض الحائط، بل لم تتحل بأبسط الأدب.
الأرض لو نطقت لفاضت شعراً وأدباً في حب المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولقالت فيه، طيب الله ثراه، ما يعجز الإنسان عن البوح به، ولنثرت في الأرجاء شذى يفوح بمكارم زايد.
ومثل زايد أبناء تحلوا بدماثة الأخلاق وطيب المعشر، وساروا على نهجه، يتربعون من بعده على عرش قلب شعب أحبوه، يبادلهم الحب حباً والإخلاص إخلاصاً، ساءهم ما بدر من المتهمين وهم يخططون تحت جنح الظلام، يرسمون ويحاولون دس أوهام لشق صف البيت المتحد، ولكن هيهات، فاختاروا أسلوباً أساء إليهم أكثر وانقلب السحر على الساحر.
أمس كان استثنائياً وكأن الجميع ينتظر القصاص لإساءة وإهانة أرادوا بها النيل من هيبة ومكانة رموز الدولة، ولكن أنى للثرى أن يمس الثريا، وأنى للصعاليك أن يصلوا العمالقة.
حكم سيقف عنده مطولاً كل من تسول له نفسه التخفي وراء الشبكة المعلوماتية، وبث سموم ترتد عليهم ولا شك.