ما يفعله رجال شرطة المرور تحديداً هو بحق عمل يستحق الشكر والتقدير من المجتمع بأسره، سواء أولئك الذين ذهبت أرواحهم فداء للواجب، أو أولئك الذين يعملون بكل إخلاص ويتفانون في أدائهم على مختلف الطرقات السريعة والداخلية؛ رجال لا يعرفون تقلبات الجو، ولا يمنعهم من أداء مهامهم حر ولا برد، ريح و لا مطر، يعملون تحت كل الظروف وفي كل الأجواء.
نمر على طرقات تتباطأ فيها الحركة نتيجة حوادث سير لا تنقطع، تقع في كل دقيقة نتيجة إهمال السائقين وعوامل أخرى تتطلب تدخلاً سريعاً من رجال شرطة المرور لإعادة الطرق إلى حالها وجعل الحركة فيها انسيابية وسهلة، تنهي حالة ضيق وضجر السائرين فيها.
نشعر في هذا الجو خاصة، بحجم ما يقاسونه، وندرك قيمة ما يقدمونه ليرتاح غيرهم.
قبل أيام فقدت شرطة دبي أحد أفرادها الشباب وهو يساعد في خروج شاحنة على شارع الإمارات، وقبله زملاء آخرون له ذهبت أرواحهم ضحية سائقين متهورين لا يراعون حرمات الطرق ويخلون بالنظام المروري دون أن يردعهم رادع.
واقع الحال على الطرقات وملفات شرطة المرور على مستوى الدولة لا يبشران بانخفاض الحوادث، ولا حتى بزيادة الوعي المروري عند مستخدمي الطرق. الكل يضرب بالنظام عرض الحائط؛ القادم من بلاد تفتقد للنظام المروري أو القادم من بلاد معروفة بصرامة نظامها، الجميع هنا سواء، لا احترام للطريق، ولا التزام بالنظام، وهذه معضلة يجب أن تكون مقلقة للسلطات. السرعات تزيد ولا تنخفض، المخالفات بالأطنان، الهواتف المتحركة لا تبرح أيدي السائقين أثناء القيادة، وهكذا...
البطل، أو ضحية رعونة هؤلاء، هم رجال شرطة المرور، الذين يستحقون الاحتفاء، ليس مرة في العام، بل كل يوم.