حديث الساعة

النصيحة بجمل يا الوحدة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كما قالت العرب قديماً إن «النصيحة بجمل»، نظراً لأهميتها في وقت كان معظم الناس بحاجة ماسة لها، بسبب طبيعتهم في ذاك الوقت، التي كانت تدل على طيبتهم ونبل أخلاقهم العالية أو كما يقولون إنهم من «أهل الله»، وذلك لما لها من فائدة إيجابية كبيرة على من يعمل بها، ولكن في زماننا الحالي للأسف فقد أصبح البعض يطبق سياسة «أذن من طين وأخرى من عجين»، لأسباب قد تكون غير مفهومة لدى الكثير من الناس، فقد تغير الحال فبدلاً من أن يشكرك على النصيحة، التي قدمتها له من خلال تجربة سابقة وخبرة في المجال نفسه تجده «ينفر» منك، بل ويتهمك بأنك لك مآرب أخرى وراء تلك النصيحة، التي قدمتها له.

ما جعلني أذكر هذا الأمر هو عندما وجهت هنا من خلال هذه الزاوية نصيحة، ولم أكن حينها أرغب بجمل ولا حتى « دجاجة» من ورائها، بل كان هدفي هو الإصلاح قدر ما استطعت لنادي الوحدة الإماراتي، عندما تعاقدوا مع المدرب السعودي سامي الجابر لتدريب فريقهم الكروي، خلفاً للبرازيلي بيسيرو فوجهت رسالتي الواضحة لجهاز الكرة بنادي الوحدة أن الجابر لا يملك ما يؤهله أن يقود فريقاً كبيراً مثل «أصحاب السعادة» خاصة أنه لا يمتلك الشهادة التدريبية، التي يمتلكها العديد من المدربين غيره، الذين يقودون الفرق الكبيرة وإن كان هذا الأمر لا يعيب «الجابر الإنسان»، الذي أكن له كل التقدير والاحترام، وإنما كنت أقوم بدوري الإعلامي، الذي يحتم عليّ أن أوضح السلبيات قبل الإيجابيات في الجسد الرياضي بشكل عام، حيث إن حالة نادي الوحدة ما هي إلا جزء لا يتجزأ من هذا الأمر، الذي لا يمكن أن لا أتطرق إليه بشكله الصحيح.

الآن وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر من تعيينه مدرباً للعنابي جاء قرار مجلس إدارة النادي بعدم التجديد له في الموسم المقبل، والاكتفاء بما قدمه خلال الفترة الماضية، بعد أن خرج الفريق من كأس رئيس الدولة على يد نادي دبي أحد أندية الهواة.

رسالتي أو نصيحتي التي قدمتها لنادي الوحدة لم تكن بسبب أمور شخصية بيني وبين الجابر مثلما فسرها البعض أو مثلما قال البعض الأخر إنني أريد الشهرة أو التكسب من وراء ما أكتبه ضد الأخ سامي الجابر، الذي طالما كنت أكتب له من شخص يتمنى له الخير، من خلال اعتلائه السلم التدريبي خطوة بخطوة وليس كما فعل عندما قفز مرة واحدة لتدريب الهلال السعودي الموسم الماضي، ولم يحقق معه شيئاً يذكر رغم أن الهلال لم يكن يخرج بموسم إلا وفي جعبته أكثر من بطولة.

على كل حال فإن نادي الوحدة سيظل من الأندية الكبيرة صاحبة القاعدة الجماهيرية العريقة، وما مر به الفريق هذا الموسم يمر على أعرقها، ولكن بشرط الاستفادة من السلبيات، التي حدثت وتلافيها في الموسم المقبل.

آخر الكلام:

«وعلى نياتكم ترزقون».

Email