يثبت الاتحاد الكويتي لكرة القدم بقيادة رئيسه الشيخ الدكتور طلال الفهد، يوماً بعد يوم، أنهم في واد والتطور الذي يشهده العالم في وادٍ آخر، بسبب ما يقترفونه بحق كرتنا من كوارث ستزيد من آهات الشارع الرياضي المتعطش للصعود إلى المنصات، حيث كان آخرها نيتهم إصدار قرار من قبل الجمعية العمومية التي يمتلك نصابها «بومشعل»، لإقرار تخفيض مشاركة اللاعب الأجنبي داخل الملعب من ثلاثة أجانب وواحد آسيوي إلى لاعبين وواحد «بدون»، بما يخالف شروط ونظم مشاركة اللاعب الأجنبي في المسابقات الخارجية التي تشارك فيها فرقنا المحلية!

ولأن الشيخ الدكتور يمتلك النصاب الكافي من الجمعية العمومية لإقرار الـــقرار الجديد «قريباً»، فإنه بذلك يكون قد قدم خدمة جليلة «لربعه» أندية التكتل صاحبة الإمكانيات المادية العادية، عرفاناً منه بجميلها بالوقوف معه طوال هذه السنوات، والتي هدمت الرياضة الكويتية بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص، وجــاء الوقت المناسب لكي يقول لهم شكراً على كل ما قدمتموه لي، رغم علم الشيخ طلال ومن معه من أعضاء المجلس بأن قرارهم الذي سيتخذ قريباً جداً سيكون مردوده سلبياً للغاية على أنديتنا في مشاركاتها الخارجية.

ولكن ومن منطلق «أنا وأخــي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب»، سيتخذ القرار، وستتضرر منه أندية الكويت والعربي وكاظمة والسالمية التي تعتبر من أندية المعايير وصاحبة الإمكانيات الماليـــة الجيدة القادرة على جلب أفضل اللاعبين المحــــترفين، وهذا الأمر يؤكد وقوف الفهد مع «ربعه» ضارباً بعرض الحائــط كل النداءات التي تطالب بالإصلاح.

على كل حال، فإن مجلس إدارة الاتحاد يؤكد دائماً ما يقال عنه: «فاقد الشي لا يعطيه» أو «هذا سيفوه وهذي خلاجينه»، أي بمعنى أنه لا يمتلك حساً تطويرياً ويعمل وفق إمكانياته المتواضعة جداً، والتي لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تتطور إلى الأفضل، بل تجده يكابر على الأخطاء..

ولا يستمع إلى الرأي الآخر، مما يكون له الأثر السلبي في كرتنا المغلوبة على أمرها، في الوقت الذي تجد فيه المنتخبات الخليجية قد وصلت إلى حال أفضل منا بكثير، وأصبح من الصعوبة تحقيق الفوز عليها، لأنهم باختصار لا يوجد عندهم ترضيات لأندية معينة، بل يعملون كخلية واحدة لتطوير كرتهم، فيما ربعنا يتسابقون على إرضاء «معزبهم»، مهما تكن نتائج هذا التسابق، مما خلق لدينا «كرة قدم ولكن دون هواء بداخلها»!