دائمًا وأبدًا تبقى دبي دانة الدنيا والحب الذي ليس له آخر وأنها فَرَس الرهان لأية فعالية تُـقام على أرضها وبين جماهيرها، وكما عهدناها في السابق واللاحق مبدعة ومتوهجة ومستعدة لتقديم الجديد في مجال التميز والنجاح والإبداع في أي وقت وحين، والدليل على ذلك بطولة ند الشِّـبا الرياضية (ناس) والتي يشرفني ومن خلال إعجابي بها أن أطلق عليها »بطولة السعادة« من باب أنها أدخلت السعادة على قلوب المشاركين والمتابعين لها.
والسعادة مفهوم لا يتحقق إلا من خلال القدوة الحسنة والإدارة الواعية المستنيرة المتسلحة والشغوفة بحب النجاح والإبداع والتميز. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أشيد وأثمِّن الرعاية الكريمة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي لهذا الكرنفال الرياضي الذي دخل مرحلته الثالثة بمشاركة 4000 رياضي يتنافسون في العديد من الرياضات على جوائز مالية قـيّمة وحضور جماهيري كبير وأن هذه البطولة، التي أصبحت حدثًا متميزًا في هذا الشهر الكريم ينتظره الرياضيون من خارج وداخل دولة الإمارات.
وبحمد الله أكدت هذه البطولة ريادتها ودورها البارز في دعم القطاع الرياضي لتجهيز وإعداد العديد من اللاعبين الصاعدين الواعدين في مختلف المراحل العمرية من خلال احتكاكهم بأبطال من كافـّة أنحاء العالم في كافـّة الرياضات وهو ما يصنع لنا أبطالاً لهم القدرة على تحقيق الإنجازات والبطولات على المستويات المحلية والإقليمية والقارية والعالمية ويبشـِّر بمستقبل مشرق وسعيد لرياضة الإمارات.
واللافت في هذا المهرجان الرياضي الكبير الأكثر من رائع الجانبُ الإنساني وما شاهدناه من خلال متابعة سموّ ولي عهد دبي للأم البلغارية التي شاركت في سباق الجري لمسافة 10 كيلومترات وهي تجرُّ عربةً يرقد فيها رضيعها الذي يبلغ من العُمر 10 شهور.
حيث نالت هذه المشاركة إعجاب وإشادة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم والذي أمر بمنحها تكريمًا خاصًا لحرصها على المشاركة وإكمال السباق حتى النهاية. والشيء الآخر استقبال سموّه لمجموعة من الأطفال الأيتام والـقصّر حيث شاركهم مباراة في البادل تنس مما أدخل عليهم البهجة والسعادة وكذلك إفساحه المجال لمشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة باعتبارهم فئة وشريحة هامّة من شرائح المجتمع لهم القدرة على التميز والإبداع وتحقيق التفوق والإنجاز إذا ما أتيحت لهم فرص المشاركة الحقيقية. وكذلك مصافحته للجماهير والتواصل معهم بابتسامته المعهودة وردّ التحية لهم إنها بِحقٍ أخلاق الفرسان.
واختتم بقول سموّه: إن قيادتنا الرشيدة تُقدِم من خلال المُبادرات الإنسانية نموذجًا يُحتذى به في التلاحم المجتمعي والتكاتف والتراحم لاسيما في شهر رمضان. وأضافَ سموّه مخاطبًا شباب الإمارات: لا تبخلوا بوقتكم وجهدكم في التطوع في المجال الإنساني ومساعدة المحتاجين خاصةً الأيتام والقُـصَّر، فمنهم من يحتاج إلى من يشاركه اللعب وممارسة الرياضة أو إحدى هواياته أو من يوفّر له الرعاية الدراسية وإذا كنا اليوم نشاركهم اللعب فالفائز الحقيقي المجتمع الإماراتي الذي يضرب به المثل بتكافله وتلاحمه وتراحمه ونريد أن يكون مجتمعنا المثال الذي يأخذه العالم أجمَع عنا في كل المجالات وعلى مُختلف الأصعدة.
حقًا إنها أخلاق فزّاع الذي أخذ كل الصفات النبيلة والطيبة من خلال معايشتِه لوالده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاهُ الله) الذي يمثّل لنا جميعًا المثل والقدوة في الرفعة والتقدم والتميز والإبداع.