ترددت في كتابة هذا المقال كثيراً، هل هو مناسب ونحن في عزاء، وأثناء ترددي تردد في أذني نداء، صدى القلب قال لي نحن للوطن فداء، ودولة الإمارات دائماً تتقدم إلى الأمام في السراء، وكذلك عند الضراء، ولا تزيدها المحن إلا قوة، والمزيد من العطاء، دولة الإمارات لا تتوقف ولو أن العيون سالت دماء، وكل الوطن مأجور، والشكر لله عند الرخاء، والصبر بالله عند العزاء.

وأما مقالي هذا فتحتمه نتائج الجولة الثانية لتصفيات منتخبات الكرة الآسيوية، ويبدو لي أنه تم طرح كرة القدم الآسيوية للبيع، وهي تتميز بالتنوع في الألوان والأصول وفي المستويات والثقافات، مزاد علني مفتوح في ملاعب الكرة الآسيوية، دق جرس المزاد مع انطلاقة صافرة الحكم، البداية من صفر صفر، واحد صفر، اثنان صفر، خمسة، من يزيد؟

سبعة، من يزيد؟ تسعة، من يزيد؟ عشرة، من يزيد؟ من يزيد على الأبيض؟ هناك العنابي، خمسة عشر هدفاً، رقم قياسي وقد يكون تعجيزياً، الفوز بالمزاد لصالح العنابي، والخسائر الثقيلة مسجلة باسم الكرة الآسيوية، هل هذه كرة قدم، أم كرة يد؟

تصفيات القارة الصفراء في الجولة أصابتنا بالإعياء، ومن دون شك أن الاصفرار من أعراض الأمراض، ويبدو أنه في الكرة الآسيوية هو مرض مزمن، فالوصف ملتصق ويبدو أنه منتشر في الجسد، ومع وجود خلايا ضعيفة ومضمحلة تتناقص المناعة وقد تتلاشى. مؤشرات هذه التصفيات تؤكد أن اختيار الدواء لا بتوافق مع الداء، ويبدو أن الجسد لا يتجاوب مع العلاج، ما جدوى مثل هذه النتائج؟ بل ما جدوى مثل هذه المباريات في الأساس؟ وما هي أهدافها؟

 وما هي تأثيراتها، المقصود التأثيرات العكسية السلبية، وهذه الأخيرة هي كثيرة، وقد تكون كلها إن لم يكن معظمها هي مضاعفات سلبية، ستؤدي إلى عدم جدوى العلاج، في تقديري أن الكرة الآسيوية مريضة جداً وربما تحتضر، هل هذه التساؤلات تشاؤمية؟ وهل هذا الكلام مبالغ فيه؟ هذه ليست مباريات ودية تجريبية، هذه مباريات رسمية ..

وقد تحولت في العديد منها إلى نزهات كروية في الحدائق الخضراء وألعاب ترفيهية، من يصنع أهدافاً أكثر؟ ومن يسجل أهدافاً أكثر؟ وأرقام قياسية جديدة تسجل ربما لأول مرة، وأيضاً مجالات تنافسية جديدة، من يدخل مرماه أهداف أقل، تبديل مستمر للحراس وأهداف بالمقاس، والمشكلة أن الجميع يهلل ولا أحد يعلل، هناك مرض وهو بين للعيان، ولا بد من العزل وإلا فإن الضعيف سيمرض ويموت، والقوي سيضعف ويخور.

القارة الآسيوية قارة استثنائية، ومساحة جغرافية غير عادية، وتباين واضح في القدرات الفنية، وبالتأكيد في المنشآت والإمكانيات الفنية، ولا يوجد مجال إلا بإعادة التصنيف، ليس على أساس جغرافي ولا عرقي ولا تاريخي، فقط على أساس فني، ولا يمكن أن تتطور إلا هكذا وبخطط استثنائية لتطوير الكرة البدائية، وفقط للتطوير وكل ذلك تدريجياً وعلى مديين طويل وقصير.

وفي الخلاصة ومن دون شك ستكون نتيجة المنافسات ضعيفة، وهي في النهاية عشرة منتخبات معروفة، وغالباً لن تكون هناك مفاجآت إلا إذا كانت هناك استثناءات، عدد من المنتخبات لديها بطاقات خضراء وهي ضامنة بصفة شبه دائمة، وعدد آخر لديه بطاقات صفراء فهي غير ضامنة..

ولكنها مرشحة ولديها فرص محتملة، وأخرى بطاقاتها حمراء وفرصها محدودة، ولكنها ليست معدومة، وكل التوفيق للأبيض حامل راية الإمارات ومن التصفيات إلى النهائيات، والنصر دائماً لجنود الإمارات في الملعب وفي الميدان وفي كل الساحات.