تبدأ فترة الانتقالات الشتوية خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث تسعى خلالها الأندية الرياضية إلى تصويب أوضاعها للخروج من النفق المظلم سواء في مقدمة أو وسط أو مؤخرة جدول الترتيب، وعندما أشير إلى النفق المظلم فإنني أتطرق إلى كافة مخرجات العملية الإدارية في أنديتنا المحلية من استقطاب لاعبين محليين وأجانب والتعاقد مع المدربين الخواجات، حيث بدأت الاجتماعات المكوكية لمجالس إدارات الأندية للاتفاق على من سيبقى ومن سيرحل، وإن كنت أتوقع أن تكون طائرة المغادرين مزدحمة لدرجة تضع ألف علامة استفهام!!.
وتعتبر عملية التقييم وسيلة إدارية متطورة في علم الإدارة وتبقى فعاليتها في كيفية تطبيقها والتي يجب أن تكون حسب الأصول العلمية وليس من خلال الديكتاتورية والتفرد بالرأي وضرب اللجان الفنية عرض الحائط، وكما نحسب لمجالس إدارات الأندية قيامها بعمليات التقييم وتفنيد نقاط الضعف نعيب عليها تعاملها بأسلوب (ردة الفعل) في التقييم وهذا مربط الفرس الذي كلّف وسيكلف كاهل إدارات الأندية الملايين من الأموال المهدرة، وكم كنت أتمنى أن تعي تلك الأندية أن عملية التقييم تمر بثلاث مراحل (قبل ـ خلال ـ بعد) وما تفقده معظم مجالس إدارات الأندية هو التقييم قبل الانطلاق في رحلة التعاقد واستقطاب وتشكيل اللجان سواء الفنية أو الإدارية..
ولكن للأسف فقد سارعت أنديتنا في تعبئة السلة بالغالي والرخيص، وفي ظل تلك المعادلة لا نستغرب أن يكون الرخيص هو الغالب في كل تلك التعاقدات والتشكيلات، وأكبر دليل هو إحصاءات التغييرات في فترتي الانتقالات الشتوية ومن ثم الصيفية، وأتمنى أن تكون هناك شجاعة من قبل تلك الأندية للإعلان عن الأرقام المالية في كل تلك التعاقدات بشفافية، ولا نستغرب من الصمت المخيّم في ظل عدم وجود جمعيات عمومية تناقش وتحاسب مجالس الإدارات..
وفي هذا الوضع أوجه نصيحة تتمثل في أن الخلل ليس بالضرورة أن يكون في مدرب أو لاعب فقط، فعملية التقييم عملية مترابطة ومتكاملة وتبدأ من مجلس الإدارة مرورا باللجان العاملة وانتهاء بالمدربين واللاعبين والأطباء وغيرهم، والسؤال الموجه هل يتم تقييم كل تلك العناصر أولاً بأول؟! بصراحة لا أعتقد، فلم أسمع يوما تغييرا إداريا تم بناء على عملية تقييم علمية، وهنا أقول من يقيّم من ؟!.
خلاصة القول إن التعامل بردة الفعل نظرية عقيمة لا تسمن ولا تغني من جوع وفوائدها محدودة إن لم تكن معدومة ومجالس إدارات الأندية تحتضن الكثيرين من أصحاب المؤهلات العلمية التي أتمناها أن تطبق ربع ما تعلمته على مقاعد الدراسة.
همسة: «أتمنى أن يحمل عام 2016 كل الخير لدولتنا الإمارات.. وسنظل أوفياء لترابها وقيادتها أبداً ما حيينا».