بلغ دورينا الكويتي لكرة القدم من الانحدار الفني درجة كبيرة قياساً مع الدوريات الأخرى، ما جعل المتابعين له «إن وجدوا» يتحسرون على الأيام الخوالي التي مرت بكرتنا «زمان أول» عندما كان دورينا هو الأول على مستوى دول الخليج العربي..

فيما يعتبر وضعه الحالي فاشلاً مع درجة الامتياز، نظراً لوجود عدة عوامل ساهمت بشكل كبير لأن يكون في هكذا وضع، ولعل منها ضعف مستوى اللاعب الأجنبي وقلة حيلة اللاعب المحلي الذي يواجه ضغطا اجتماعيا رهيبا يتمثل مع جهة عمله في وزارات الدولة، مما يصعب عليه تقديم ما في استطاعته من جهد كونه لاعبا هاويا، كما لا ننسى كذلك ضعف المنشأة الرياضية التي تسببت في إصابة العديد من اللاعبين وغيابهم فترات طويلة عن فرقهم.

وقد يكون ما ذكرته سبق وأن تطرقت إليه مرات عدة، ولكن ما لفت النظر هو الظاهرة الجديدة التي شهدها دورينا هذا الموسم وهي هروب اللاعبين الأجانب والمدربين قبل انتهاء عقودهم مع أنديتهم، مما سبب إرباكا كبيرا لدى أنديتهم ومنهم الألماني رولف فولف يانغ مدرب السالمية الذي فاجأ الجميع برحيله عن فريقه رغم أنه أوصله لنهائي كأس سمو ولي العهد بالإضافة إلى وضعه الجيد في الدوري..

حيث كان في المركز الثاني، كما تفاجأت إدارة نادي النصر برحيل لاعبيه التونسيين أحمد الحران وفخر الدين الجنزيري، مما أدى ذلك إلى تأثر العنابي الكويتي وتذيل المركز الأخير بالدوري في سابقة لم يشهدها العنابي منذ سنوات طويلة!

ما ذكرته حاليا يؤكد صحة ما يقال عن دورينا بأنه «ميت إكلينيكيا» ولا يوجد مجال خلال السنوات المقبلة لإعادته إلى الحياة من جديد، بسبب ما يتعرض له من تخطيط غير جيد على مستوى اتحاد الكرة الذي ساهم في أن يكون في هذا الوضع بعدما أقر دوري الدمج، بالإضافة إلى تقليص عدد اللاعبين الأجانب داخل الملعب على عكس الدوريات الأخرى التي تطبق قوانين الاتحاد الآسيوي بشأن مشاركة اللاعب الأجنبي في مسابقاتها، سواء كانت المحلية أو الأجنبية.

تعبنا وهرمنا ونحن نذكر بشكل مستمر ودائم عن المشاكل التي تحيط بدورينا لعل وعسى أن يستجيب لها المسؤولون ويطبقونها التطبيق الذي من خلاله نستطيع القول وبأعلى صوت إنه يوجد لدينا دوري قوي، ولكن للأسف فقد تكون المشاكل الإدارية التي تعاني منها رياضتنا بشكل عام وكرتنا على وجه الخصوص عائقاً أمام ما يتمناه كل مشجع كويتي.

أخر الكلام:

برأيي الشخصي يعتبر دوري عبداللطيف جميل السعودي هو الأفضل فنيا وجماهيريا على مستوى الدول العربية، نظرا لاكتمال جميع العناصر التي تشجع على متابعته بشغف.