الخطوة التي قام بها رئيس اتحاد الكرة بعد «9سنوات» لترؤسه دفة أهم لعبة في سلطنة عمان كانت مفاجئة للبعض ومتوقعة للبعض الآخر..وبالصورة النمطية للمشهد هي عدم رغبة للترشح لولاية ثالثة وفي مفهوم البعض الآخر الذين يعلمون بواطن الأمور هي تنحي وربما انسحاب مبكّر قبل موعد الانتخابات التي ستجرى بعد شهرين من الآن..
خاصة إذا عرفنا بأن رئيس الاتحاد رفض التنازل أو ترك كرسي الاتحاد وتمسك به بل وتشبث بكل قواه في ظروف صعبة ومرة مرت على الكرة بل، وأعلن رسميا انه سيستقبل في حال إخفاق المنتخب ولكنه لم يفعل حينها..!!
طبعا للذين يرون بأن اكتفاء رئيس الاتحاد بالمرحلة التي قضاها على سدة رئاسة الاتحاد، كما جاء في البيان وتداعياته من صف ووصف طويل للإنجازات والمراحل يفوق بكثير طول مقدمة ابن خلدون، يعي تماما بأن الرغبة جاءت طوعا ورغبة شخصية بعد اكتفاء الرئيس بسنوات العمل المضنية، التي أخذت وقته وتفكيره وجهده لتطوير العمل الكروي..
في الوقت الذي قدم فيه الرئيس رؤيته التي أطلقها في بداية الولاية الثانية والتي ترتبط بتحقيق الأمنيات والانتصارات في عام 2020 امتدادا لرؤية الصناعة المزدهرة التي تبناها الرئيس لتحويل كرة القدم من الهواية للاحتراف..من يتوقف هنا مليا يجد بكل وضوح بأن هناك تناقضاً في الموقفين .!!
ففي جولة رئيس الاتحاد في المؤسسات الإعلامية والصحفية التي قام بها قبل عام، كان يرسم خارطة الطريق للكرة العمانية بريشة فنان حالم حتى عام 2020، وهو هدف أساسي قبل نهاية ولايته الثانية التي شهدت الكثير من الأحداث والمتغيرات في مواقف الأندية «الجمعية العمومية»..
فبعد أن كان يتحكم رئيس الاتحاد بخيوط اللعبة وتحريك الأندية بدأت التحركات تنذر بأن عود الأندية قوي، ولم تعد العديد من الأندية تلك التي كانت يستطيع تحريكها بالكلام المنمق والمعسول وبشيء من «البروبوجاندا» التي كان يجيدها الرئيس باحترافية كبيرة..فقد انتفضت الأندية وهذه المرة لم يكن العدد بسيطا يمكن احتواؤه أو إخماد نيرانه..!!
وهو التغيير الجذري في تفكير وتوجهات الأندية الذي بات مقلقا بكل الأحوال، ولم تتوقف أساليب البحث والتقصي لتقسيم هذه المجموعة التي أصبحت تشكل قلقا حقيقيا لصلابة مواقفها.
إضافة إلى ذلك المطالبات الجماهيرية التي باتت تتقطع حناجرها من ألم التراجع الكروي والمطالبة بالتغيير..والصراخ يتزايد إلا أن الإذن كان بها صمم بترك الاتحاد..فالمسألة تحتاج إلى العناء والصمت لأن صوت الجماهير عادة ما يخبو بعد حين..ولكن التكتيكات التي بدأت ترسم المشهد الانتخابي كانت مفاجئة للبعض الذي كان يعتقد بأن أبو زيد سيعود مثل ماغزيت..فيما الحقيقة والتكتل والتحركات أصبحت ليست في مرمى السيطرة كما كانت سابقا..!!
ويرى آخرون أن رئيس الاتحاد اتخذ قراراً بعدم الترشح كان موفقا رغم تأخره، فالقرار في الوقت نفسه يمكن أن يكون فيه من الشجاعة وهذا حق نقوله. ليس لأن الانسحاب طيب في مثل هذه الأمور..ولكن علينا كذلك أن نقول الحقيقة وراء القرار بعد أن تقطعت السبل وعجزت ثلة من الأندية عن إقناع وجمع العدد المطلوب لضمان الترشح الذي كان يحوم في الأفق قبل أيام مِن قرار عدم الاستمرار..ويبقى رضاؤنا أو عدمه على التسع سنوات هي المحور الرئيسي للبحث عن التغيير.. فوداعاً.