كوريا الشمالية ستأكل العشب ولن تتخلى عن برنامجها النووي، ولن يكون هناك قرار لمجلس الأمن الدولي بخصوص التفجير الكوري الأخير.


كان ذلك كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وليس كلام الرئيس الكوري الشمالي، ذلك الذي يفجر الأزمات وهو صامت، لا يظهر على شاشة تلفزيون، ولا يلقي خطاباً يشعل به حماسة شبابه الذين يتجمهرون في لحظات إذا أمروا بذلك، العشب قدمه من يفترض أنه ليس طرفاً في القضية، بل هو مطالب بتنفيذ اتفاقات الحد من انتشار الأسلحة النووية، فهو عضو دائم في مجلس الأمن.

ومن مهام المجلس الحفاظ على السلام في العالم وتخفيف آثار النزاعات والخلافات على البشرية جمعاء، وتطوع بالحديث، ليس حباً في كوريا الشمالية ولكن كرهاً في الولايات المتحدة، محاولاً رد الصفعات الأخيرة التي وجهت إليه من خلال فرض عقوبات جديدة وإغلاق مقار البعثات الدبلوماسية في بعض المدن الأميركية، فمن يحب أحداً لا يؤكله عشباً.

ولنقل إنه لن يتمنى له أن يأكل عشباً، فهذا أكل البهائم وليس أكل البشر، ولكنه بوتين، الذي يضع رجله ويده في كل أزمة، وينغمس فيها، سلمية كانت أم دموية، لا يفرق كثيراً بين الاثنتين، سيان عنده، فالحصيلة تحسب لاحقاً.


العالم منقسم حول بوتين، من ناحية المشاعر، فمن يحبه ويؤيده في موقف يصدمه موقف لاحق فيكرهه ويعارضه، ويخيل إلي أنه يتعمد ذلك، هو يريد هالة ضبابية تنسج الأساطير حوله، يتشبه بقياصرة ومشاهير مروا على بلاط روسيا وعهودها المختلفة، ولهم حكايات سطرتها كتب التاريخ وروايات كبار الكتاب الروس.


خلال 24 ساعة كان بوتين يتحدث نيابة عن حكومة كوريا الشمالية التي أشعلت فتيلاً قد يفجر حرباً عالمية مدمرة، ويوقع اتفاقات اقتصادية مع كوريا الجنوبية، في أقل من يوم يتناقض الموقف، ولا يدري أحد أين هو بوتين في الحالتين، هل هو اليد التي تبني بمليارات، أم هو اليد التي تحرض وتقدم العشب هدية لشعب قهرته التجارب النووية؟
شتان ما بين هذا وذاك!!