ما هو الحد الفاصل بين الواقع والوهم، وبين الوهم والحلم، وبين الأنانية والطموح، وحب النفس والنرجسية، وكيف نستبين رحيق الحقيقة والعدل من شوائب التعاطف والميول والمصالح؟!
كيف نستشف الفارق بين مصالحة أو مهادنة الآخرين والمصالحة مع النفس؟ وأين وكيف ومتى تكشف لنا تلك الحدود عن أسرار فواصلها؟
كيف نصل إلى الحكمة التي تمنحنا سر أسرارها في القدرة على الإبصار ورؤية ما يكمن خلف الصورة واللون والتعبير، واستقراء الملامح وما تخفيه النفوس؟
كيف نتحرر من رهبة المجهول، والخوف من تبدل الأحوال، وأين تكمن قدراتنا ومتى نستعين بصبرنا، وكيف ندرك أنه سمة قوة فينا، وليس حالة عجز وتسليم؟
هل تكفي تجاربنا في الحياة ومحنها لبناء جسر وصولنا إلى الحكمة، أم أن قراءة ما كتبه من سبقنا من الفلاسفة والمفكرين الذين خلدهم التاريخ كفيل ببناء دربنا إليها؟ أم أن الاستهداء بتجارب الآخرين واختزالها في وعينا كاف للوصول، أم علينا ابتكار طرق جديدة لبناء طريقنا، وكيف ندرك أن الدرب المختار لا يقودنا إلى الحكمة بل الهاوية؟!
هل استخدام الإنسان للأقنعة حاجة فطرية أم تفرضها الانتهازية، وهل جميع الأقنعة التي يتخفى خلفها الإنسان سوداء، أم هناك أقنعة بيضاء موشاة بالتخفي والصمت لتلجم الغضب ولحظات الجنون، وضبط النفس عن التعامل بردود الأفعال؟.
وهل يحتاج الحكيم في حياته للأقنعة، وهل من الحكمة استخدامه لها كالآخرين، والسؤال الأكبر متى يصل الإنسان إلى المرحلة التي يتخلى فيها عن جميع الأقنعة؟ أهي لحظة موته أم فراق طفولته؟.