في العام 2005 جاءني صديق وأخبرني ضاحكاً عن تلك التي رآها تخرج من المحل وتمشي بين أروقة إحدى الجمعيات التعاونية، والناس تنظر إليها بذهول وكأن على رؤوسهم الطير.
كانت الدموع تنزل من عينيه من شدة الضحك، فلم أستطع مقاومة الرغبة في الذهاب ومشاهدتها.
عندما اتصلت به لأخبره بأنني ذاهب لرؤيتها، قال لي: اصبر، ودعني أتأكد من موعد خروجها أولاً. انتظرت ساعتين قبل أن أتلقى اتصاله الثاني وانطلقت إلى هناك. وصلت الساعة الرابعة عصراً، عندما دخلت المحل وسألت العامل فيه عنها، أشار إلى زاوية خلفه وقال: انتظر قليلاً، وعندما رأيتها ابتسمت وأخبرته بأنني سأنتظر خارج المحل لأحصل على منظر أفضل.
مرت 10 دقائق وإذ بي أسمع صاحب المحل يناديني، وعندما نظرت إليه وجدته يؤشر إليها، وإذا بسلحفاة ضخمة تخرج ببطء شديد من محله وتتجه إلى الداخل حيث المتسوقين وتزحف من بينهم وهم يفسحون لها الطريق بين ضاحك ومبتسم.
اتصلت برئيسي في العمل وأخبرته بفكرة إعداد موضوع صحافي عنها، فاقتنع فوراً. عدت في اليوم التالي مع المصور وانتظرناها تخرج، وقمنا بتصوير العملية كلها في ساعة وربع الساعة، وعدت فوراً إلى مقر عملي حيث كتبت تقريراً عنها وأعطيناها اسماً ليتماشى مع ظرافة الخبر.
لقي ذلك التقرير الظريف استحساناً واسعاً من الجميع داخل العمل وخارجه، وطلب مدير الأخبار إعادتين إضافيتين له بناء على طلب المشاهدين، حيث تم بثه 5 مرات في يومين. لا تتخيلوا مدى متعتي بعمل هذا التقرير رغم بساطته الشديدة، وأكثر مرحلة استمتعت بها هي كتابة التقرير كلمة كلمة.
واجب الصحافي ليس نقل الأخبار فقط، بل خلقها من العدم، فالهدف ليس توعية الناس وتثقيفهم بأمور الحياة، بل وإمتاعهم كذلك.
لن أنسى هذا التقرير أبداً، حيث أعتز به بشدة، وأعتبره من أفضل التقارير الإخبارية التي صنعتها، بل ومن أكثرها متعة.