ماذا تعني كلمة «طقاقة»؟ ما زلتُ أذكر هذا السؤال، الذي فاجأتني به ابنتي ذات الاثني عشر ربيعاً، سألتها عن مصدره، فأتتني بمجلة فنية شهيرة في الوطن العربي، يتربع هذا العنوان على إحدى صفحاتها الإلكترونية، ويقول «الطقاقة تحتفل بالذكرى العاشرة لزواجها»، (في إشارة لإحدى الفنانات)!
هذا باختصار هو الحال الذي وصلت إليه بعض الوسائل الإعلامية العربية اليوم، وذاك العنوان هو الأقل إجراماً مما سبقه وتلاه.
شتائم لا تنتهي، وموضوعات مستفزة، وألفاظ تجبرنا على أن نعيد قراءة الخبر أكثر من مرة، وصور تدفعنا لإغماض أعيننا وفتحها ببطء للتأكد أن ما نراه منشور فعلاً، وأننا لا نتوهم، ولنقتنع بأن الإعلام الحديث نجح في أن يحمل لقب «أبو المفاجآت».
سباق الهبوط بات التحدي اليومي الأبرز لبعض المجلات العربية المعروفة على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى بات القراء يصرخون بأعلى أصواتهم «ارحمونا» و«حرام عليكم»!
مفاجآت من العيار الثقيل، تفتح أبواباً من التساؤلات، أبرزها، ما الذي يجبرنا كقراء على قراءة الألفاظ النابية والشتائم، ومشاهدة الفنانات مستلقيات على الشاطئ، أو في غرف نومهن، وهل خلت الدنيا إلا من الموضوعات الجريئة والخاصة جداً، وبشكل علني ؟
ربما نتحمل نحن وزر إضافة هذه المجلات إلى قائمة الأصدقاء، ولكن وزر هذه المجلات أكبر، فبعد أن نجحت في أن تصنع لها اسماً معروفاً كمجلات فنية عربية، ظهر وجهها الحقيقي البعيد كل البعد عن المهنية، متجهة إلى الإثارة.
اليوم، نقول لتلك المجلات، كفى تشهيراً وصراخاً وعبثاً وفوضى، بتنا لا نحتمل، فعقولنا أرقى من ألفاظ وموضوعات تخجل من أن تحتويها سلة المهملات.