في فناء قطاع النشر بمؤسسة دبي للإعلام داران، استندت إحداهما على الأخرى، لتشع منهما أنوار الحرف، وتتقدم الكلمة لتنقل خبر الإنجاز الوطني، وتفتح دفاتر التجربة الإماراتية المتميزة لمن أراد أن يغرف من معين رصيدها الحضاري والإداري والتنموي المنساب على ضفاف الخليج الساحر.
في الجريدة اليافعة «الإمارات اليوم» كان هذا العمود، ولعشر سنوات سمان، يجوب جهات الوطن من أدناه إلى أقصاه، يفتش في أوراقه ويسعى مع الساعين لقص أثر خطواته، ومجاراة منجزاته، ولم تثقله رثائيات المتشائمين، بقدر ما فتحت آفاقه ووسعت مداركه أفكار المبدعين ومبادرات الإيجابيين المندفعين بحساب نحو المستقبل بثقة في مقدرات الوطن وقدرات المواطن.
واليوم، وبمسافة خطوة، يستقر في جريدة «البيان»، ذات الرصيد المليء بقصص هذه الأرض وحكايات أهلها في البر وعلى السواحل وبين الوديان، ليستمر التواصل مع وطن فتح قلبه وذراعيه للكلمة الطيبة، وأعمل عقله في صيد كل فكرة، وجنّد كل قواه وطاقاته لإطلاق الأفكار المحبوسة في الرؤوس، وتحرير الطاقات المدفونة داخل النفوس.
نعود للتلاقي لنتنفس معاً نسائم تجربتنا الإماراتية الفريدة، دون أن يشغلنا ذلك عن الإشارة إلى سد حاجة هنا، أو توجيه نقد مسؤول لجهة هناك، أو نقل رأي وتوصيل وجهة نظر. فالنجاح لم يكن معياره في يوم أحادي النظر، والإنجازات لم تكن لتتحقق لو لم تخضع للتقييم وتقبل بثقافة التقويم. وقد كان هذا هو دور الصحافة في الإمارات على الدوام، من يوم أن نشأت الدولة على يد قادة عظام فتحوا قلوبهم وآذانهم لكل كلمة مخلصة وكل رأي حكيم، وجعلوها ثقافة متأصلة سار عليها اللاحقون، حتى غدت الإمارات مصدر جذب واستقطاب لكفاءات عربية وعالمية، وجدت بيئة محفزة وصاحب قرار منفتح وواثق من قدراته وقدرات وطنه ومواطنيه على استيعاب الأفكار وتحويل النافع منها إلى مشاريع ومنجزات كبيرة.
وكلما ارتفع السقف ازدانت الكلمة بأضواء تفتح الطريق للمزيد من الإنجاز، وكلما اتسع الهامش اتسعت رحابة الفكرة وتجمل المشهد بصور تشع ألوانها رغماً عن ناثري السواد. وصحافة الإمارات، مثل كل تفاصيل المشهد الإماراتي، ولاّدة ومتجددة وقادرة على أن تكون بحق مصباحاً يدل من أراد أن يفهم طبيعة دورها مثلما يحرص على إفهام الآخرين طبيعة دوره.