صحيح أن إسرائيل ككيان محتل حتى هذه اللحظة يمسك بزمام الأمور في المنطقة ويحتل أراضي عربية مقدسة، لكنه لن يستطيع الهرب من أنه كيان قائم على الخرافة من تأسيسه وحتى اليوم أو إن شئت قل خرافات لعل آخرها ما خرف فيه نتنياهو مشيرا إلى أمين الحسيني ومسؤوليته عن ما يسمى بالمحرقة اليهودية التي هي في جزء منها خرافة أصلاً.
لكن أكبر هذه الخرافات هي احتلال اليهود لفلسطين بدعوى أنها أرض الميعاد كتبها الله لهم. وحتى تكتمل الخرافة، فلا بد من اعتراف دولي عاجل تكلل بموافقة الأمم المتحدة قبل 60 عاماً على إعطاء أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وعززت ذلك باعترافات أكبر قوتين في العالم وهما الولايات المتحدة وروسيا اللتان كانتا الأسرع في إسباغ الشرعية على خرافة الدولة اليهودية.
اختراع الخرافة وتصديقها عمل برع فيه اليهود، وتطلب ذلك منهم جهدا مضاعفا في فلسطين بالذات، لأن الداخل الفلسطيني لن تنطلي عليه حيل واكاذيب الهيكل حتى لو صدق الخارج. لذلك لجأ اليهود إلى طمس معالم إسلامية عدة وانصبت جهودهم على المسجد الأقصى والذي يقع تحته اكبر خرافاتهم وهو الهيكل، ولولا جهود أهل فلسطين هناك لهدموه منذ زمن وما تلبثوا إلا قليلا.
وكان للحرم الإبراهيمي نصيبه من أعمال التهويد وغيره الكثير، وهو أمر يذكرنا بقيام الإسبان ببناء كنيسة داخل المسجد الجامع في قرطبة لإثارة الانطباع بوجودهم هناك مع المسجد الذي سبق الكنيسة وربما بعشرات السنوات.
بالعودة إلى خرافة الدولة اليهودية فإن الأمر لن يتغير على الأقل بالنسبة لأولئك المرابطين والمدافعين عن الأقصى حتى لو طال أمد الكيان. والتاريخ يروي لنا الكثير من القصص والأحداث التي قامت على الخرافة وبرع فيها يهود منذ زمن ثم ما لبث أن انجلت الحقائق.
الأمر العجيب انه ورغم هذه الخرافات هناك من يصدقها حتى من جار الكيان القريب وهم بعض العرب، والصديق البعيد وهم دول أوروبا وأميركا وقد تجد من يدافع عنها حتى من الجار القريب بحجة تعايش الأديان.