بعد ما يقارب السنوات العشر من التميز والتقدم المستمر، يعود مهرجان «مزاينة الإبل» هذا العام، الذي انطلق في عام 2008، ليواصل على التوالي نجاحاته في فرض نفسه، ليس كونه مهرجاناً فحسب، وإنما باعتباره تظاهرة تراثية سياحية سنوية، تعدت الحدود المحلية، ليصبح صيته إقليمياً، وقد حقق أيضاً جماهيرية عالمية، وأصبح وجهة سياحية، يقصدها عشاق التراث، والمهتمون من الخليج والعرب وغير العرب، للتعرف على الجانب التراثي لدولة الإمارات.
هذا يمثل أبعاداً تراثية ثقافية وسياحية واقتصادية للإمارات، لصون الموروث الشعبي، وتتسم بالديمومة، حيث تتناقلها الأجيال القادمة، وجسر تواصل إنساني، يربط الإمارات بشعوب العالم.
لم يكن للمهرجان أن يحقق المكانة العالمية، لولا الدعم الذي يحظى به من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكل ما يعنى بالشأن التراثي، كونه ركناً أساسياً في الثقافة الإماراتية، وأهم مرتكزات الحفاظ على الهوية الوطنية، وتعزيزها في أبنائنا، وهدفاً استراتيجياً في جعل المنطقة الغربية، التي وصفتها إحدى الصحف العالمية ببوابة الربع الخالي الساحرة، وحاضنة التراث، محطة جذب سياحي للأنظار العالمية.
هذا العام تبهرنا المدينة الغربية كعادتها في ملتقاها المتجدد سنوياً «مزاينة الإبل»، الذي يعد أكبر تجمع للإبل في العالم، كما وصفته وكالة أنباء عالمية، معززة مكانة الإبل سفينة الصحراء، وأحد الرموز التراثية لعادات وتقاليد الإمارات، إلى جانب العديد من الأنشطة والفعاليات، التي تبرز تراث المنطقة الغربية في إمارة أبوظبي على وجه الخصوص، والإمارات بشكل عام، في الحفاظ على التراث المادي والمعنوي، وتقديمه بقالب يجذب الصغار والكبار للتعرف على الحياة الإماراتية في الماضي، وسبر أغوار التراث، فمهرجان «الظفرة لمزاينة الإبل» أضحى أيقونة تراثية إماراتية، بصيغة عربية، وجماهيرية عالمية.