خمسة وثلاثون عاماً انقضت، و«البيان» تتصفح لهفى عيني قارئها، لتعرف ما يريد، أشواقاً ورغبات، تترى وتتلاحق كل صباح، بموازاة ركب دبي الظافر ومسير الإمارات قاطبة باتجاه كبرياء الشمس وسموقها. لم ندخر جهداً ولم نركن إلى قناعة، كما لم نتعالَ على الواقع إلا بقدر علو وطننا الذي يستحق أكثر مما نبذل ليل نهار.
نحن على العهد، وعلى مستوى المسؤولية الوطنية ذاتها، لا من أجل المحافظة على المكتسبات التي لم تكف قيادتنا يوماً عن جنيها بمكاييل وافرة لصالح شعبنا، حتى غدونا مضرب أمثال وأسوة أمم، ولكننا نعاهد وطننا ومواطنينا أيضاً على الابتكار والتجدد، مواكبةً لروح بلادنا وقد غدا الإبداع فيها عقيدة من العقائد. ترون اليوم صحيفتكم بحلتها القشيبة، ونحن نضيء شمعة عامها السادس والثلاثين،..
وهذا ليس كل ما لدينا من أجلكم، ولكن المحتوى الأجود هو ما تنتظرون لا شك، والموضوع المميز هو ما يليق بكم لا غرو، ولذلك فلن يهدأ لنا بال ولن نهمل مما يجب شيئاً. بين 10 مايو 1980م واليوم، قطعت الإمارات مسافات لا تصدق، لولا رأي العين، مسافات بلغت الآفاق حتى أطلقنا صافرة الانطلاق نحو مريخ السماء، في معراج ما كان له أن يـتأتى لولا عزيمة رجال قيضهم الله تعالى لشعبنا، دون كل شعوب الأرض، منذ زايد الخير وراشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراهما، إلى رواد الثريا الماثلين أمامنا.
والإعلام هذا قدره، أن يسير معهم ليسجل للتاريخ الحقائق وللبشرية التجربة الفارقة. فيا لشرف الصحبة ويا لثقل الأمانة الملقاة على كواهلنا، بيد أننا على الدرب نسير قدماً لا نكف.
أيها القارئ الكريم ... صباح البيان.