هذه هي الزيارة الثانية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدولة الإمارات خلال العام الجاري، وقد التقى فخامته صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هذه اللقاءات بين قيادتي البلدين، والتي تعددت هذا العام، تعكس بوضوح متانة العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، هذه العلاقات التي شهدت في الآونة الأخيرة تطورات غير عادية على الصعيدين الداخلي والخارجي، خاصة بعد الإطاحة بحكم الجماعة الإرهابية التي عاثت عبثا وخرابا في مصر وفي الإمارات وفي دول أخرى كثيرة، وكانت وقفة الإمارات مع مصر شعباً وقيادة، بعد هذه الانتفاضة التاريخية، خير دليل وانعكاس لعلاقة الأخوة المصيرية بين البلدين.
زيارة الرئيس المصري للإمارات تأتي الآن في ظروف استثنائية تتصاعد فيها وتيرة الأحداث بشكل غير مسبوق، في سوريا واليمن والعراق وغيرها، وتتداخل في المنطقة العديد من القوى الإقليمية والدولية، وبين هذا الخضم الهائل من الأحداث تتميز مواقف الإمارات ومصر بالتطابق والتفاهم والتنسيق الكامل، كما تتميز أيضا، وبشهادة الجميع، بالعقل والحكمة وسعي البلدين لتحقيق التفاهم بين الأطراف المتنازعة بهدف تحقيق الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي، وهذا هو نهج سياسات البلدين المعروف عنهما، والذي يجعل العالم كله يضع عليهما معاً آمالاً كبيرة في تحقيق الأمن والسلام في المنطقة.