تطورات الحرب الدائرة في اليمن تعكس بوضوح مدى ضيق الحصار على الانقلابيين الحوثيين، وأنصار المخلوع علي صالح، في الوقت، الذي تتقدم فيه المقاومة الشعبية اليمنية نحو كبرى المدن اليمنية، مثل تعز وصنعاء، وقطعها الإمدادات عن المتمردين الانقلابيين، وذلك بدعم من القصف الجوي المكثف لطائرات التحالف العربي، وبوارجه الحربية من البحر لأوكار الحوثيين، الأمر الذي أسفر عن مقتل العديد منهم، وبينهم قيادات حوثية، مثل أحمد البعران، وعبد رب مشحم القريبان من عبد الملك الحوثي.

ضيق الحصار أدى إلى تصاعد الخلافات، وتراشق الاتهامات بالتقصير والتراجع بين أنصار المخلوع علي صالح، وقادة الحوثيين، واتهامهم بعضهم البعض علناً، بإساءة إدارة المناطق المسيطرة عليها، وإساءة تعاملهم مع المواطنين ومشاكلهم، التي تفاقمت، وباتت تهدد بكوارث صحية واجتماعية.

ومع اقتراب ساعة الحسم تزداد شراسة ووحشية جرائم المتمردين الحوثيين مع المدنيين العزل من الشعب اليمني، وخاصة النساء والأطفال، بينما يحاول المخلوع علي صالح التنصل من هذه الجرائم، مدعياً انعدام صلته بالحرب الدائرة في اليمن.

كل هذا التطورات ترد على الشائعات والادعاءات الكاذبة، التي تروج لها بعض وسائل إعلام الجهات المغرضة من أن قوات التحالف العربي تقصف المدنيين، وتتراجع أمام الحوثيين، بينما تتغاضى هذه الجهات عن تصاعد الغضب الشعبي اليمني في المناطق، التي يسيطر عليها الحوثيون، بسبب سوء الأحوال الاجتماعية والصحية والأمنية.