ما يقرب من أربعة عقود مضت على نظام الملالي في إيران، والشعب الإيراني يعيش في أسوأ حال، بينما يرى ثروات بلاده الكبيرة تذهب للإنفاق على الحروب، وتصدير الثورات وتشكيلات الميليشيات المسلحة الإرهابية في الدول الأخرى ودعمها بأحدث الأسلحة وبالأموال، لتعيث إرهاباً وفساداً وخراباً.
وليس أدل على ذلك من حزب الله والحوثيين وغيرهم، بينما قرابة نصف الشعب الإيراني تعيش تحت خط الفقر، والطبقة الوسطى في إيران شبه مطحونة أو منعدمة لا وجود لها في الحياة السياسية ولا الثقافية، حيث يفرض حكم الملالي على الشعب الإيراني الثقافة، التي تتفق مع توجهاته وسياساته في الداخل والخارج.
وقرابة أربعة عقود والنظام الحاكم في إيران يهرب من التزاماته تجاه الشعب، ويذهب للإنفاق على التسليح والأنشطة الإرهابية خارج الدولة، وعلى أجهزة أمنه التي يضرب بها المثل في القمع والترويع والإرهاب، وليس لديه حجة سوى أن إيران مستهدفة من أعداء يريدون تدميرها، وتحت هذه الحجة البالية يجبر النظام الشعب الإيراني على الالتفاف حوله والتمسك به، ومن لا يفعل يتهم بالخيانة والعمالة ويلقى المصير المحتوم، لكن للصبر حدود، والانفجار آت لا محالة.
وها هي الانتفاضة الشعبية تنطلق هاتفةً ضد الفساد والديكتاتورية، ورغم أساليب القمع الأمنية البشعة فالانتفاضة مستمرة، وتنتشر في العديد من المدن الإيرانية، وقد تكون هذه بداية النهاية، أو تكون الدرس الذي يجب أن يتعلمه نظام الملالي لمراجعة سياساته، ولتغليب مصالح شعبه على مغامراته الخارجية الطائشة.