يبدو أن العديد من المتغيرات قد دفعت بالقاهرة إلى إنشاء علاقات ودية مع إثيوبيا بعد سنوات من التوتّر بشأن بناء سد هائل على نهر النيل.
وتوصّلت كل من مصر وإثيوبيا والسودان أخيراً إلى اتفاق يمكنه استبعاد التوتر الذي أثارته خطط إثيوبيا لبناء مشروع سد النهضة. الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي بدا عام 2013 من خلال منصبه كوزير للدفاع، وكأنه يهدّد باستخدام القوات المصرية لوقف بناء السد، وعد خلال حديثه مع البرلمان الإثيوبي بمرحلة جديدة من الثقة والصداقة.
وشهد البلدان خلافات لسنوات عدة بشأن المشروع، فالقاهرة قلقلة من أن يوقف السد تدفق نهر النيل، الذي يشكّل شريان حياة للبلاد.
وبدا أن كثيراً من تلك المشاحنات التي حدثت، أخيراً، تبخّرت مع توقيع إعلان المبادئ العشرة التي تقبل بناء السد وتسعى إلى إدارة تأثيرات بنائه في الدول المجاورة.
وسينهي الاتفاق الثلاثي بين مصر وإثيوبيا والسودان إدارة المياه الإقليمية، وهناك عقود من النزاعات القديمة بين هذه الدول بشأن أيّها لها الحق في امتلاك مياه نهر النيل، ولا تعالج هذه الصفقة أصعب القضايا العالقة بشأن عمليات بناء السد، والتي تتضمن تحديد وقت وكيفية ملء إثيوبيا الخزان خلف السد، حيث إنه يمكنه الاحتفاظ بمياه عام كامل من تدفق السد، وهو مصدر قلق وجودي للقاهرة.
ويزيح الاتفاق عقبة رئيسة في العلاقات المصرية الإثيوبية، لا سيما في الوقت الراهن غير المستقر في المنطقة، حيث أطلقت السعودية ودول عربية أخرى ضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن.
وقد تكون حالة عدم الاستقرار هذه هي أحد الأسباب التي جعلت السيسي يسعى لنزع فتيل التوتر مع أديس أبابا. وتساعد إثيوبيا في قتال «الشباب» في الصومال، وأشار السيسي خلال حديثه في البرلمان الإثيوبي إلى وجود أهداف مشتركة لمكافحة الإرهاب.