يبدو أن العديد من المتغيرات قد دفعت بالقاهرة إلى إنشاء علاقات ودية مع أثيوبيا بعد سنوات من التوتر بشأن بناء سد هائل على نهر النيل.

وتوصلت كل من مصر وأثيوبيا والسودان إلى اتفاقية أولية، أخيراً، يمكنها استبعاد التوتر ووعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال حديثه مع البرلمان الأثيوبي بمرحلة جديدة من الثقة والصداقة بين الدولتين.

القاهرة قلقة من أن السد سيوقف تدفق نهر النيل، وتقدر سلطة أثيوبيا حاجتها من هذه الأخيرة بنحو ستة آلاف ميغاواط لتوليد الطاقة الكهرومائية، وذلك لتوليد مزيد من الطاقة في المنطقة، وتجاهلت أثيوبيا دعوات مصر المتكررة لوقف بناء السد.

وبدا أن كثيراً من تلك المشاحنات التي حدثت، أخيراً، تبخرت مع توقيع إعلان المبادئ العشرة، التي تقبل بحتمية بناء السد وتسعى إلى إدارة تأثيرات بنائه على الدول المجاورة، وسينهي الاتفاق الثلاثي بين مصر وأثيوبيا والسودان إدارة المياه الإقليمية، ولا تعالج هذه الصفقة أصعب القضايا العالقة بشأن عمليات بناء السد، والتي تتضمن تحديد وقت وكيفية ملء أثيوبيا الخزان خلف السد، حيث إنه يمكنه الاحتفاظ بمياه عام كامل من تدفق السد، وهو مصدر قلق وجودي للقاهرة.

ويزيح الاتفاق عقبة رئيسية في العلاقات المصرية الأثيوبية، وقد تكون حالة عدم الاستقرار هذه هي أحد الأسباب التي جعلت السيسي يسعى لنزع فتيل التوتر مع أديس أبابا. وتساعد أثيوبيا في قتال «الشباب» في الصومال، وأشار السيسي خلال حديثه في البرلمان الأثيوبي إلى وجود أهداف مشتركة لمكافحة الإرهاب.

ولايزال هناك قلق كبير بشأن بناء السد والسلامة، فضلاً عن تأثيره البيئي، مثل تلك المتمثلة في مناطق المستنقعات في جنوب السودان، إلا أنه وبعد مرور سنوات من تسميم الجو بين القاهرة وأديس أبابا فإن السد المثير للجدل قد يكون قادراً على توجيه البلدين نحو إقامة علاقات أوثق وأكثر إنتاجية، على الأقل ما دام الأمن مؤمناً.