«ينتهي بنا المطاف دوماً إلى التباحث مع الإرهابيين، أليس كذلك؟» حسناً، ليس دائماً، ولكننا نفعل ذلك غالباً، أو حتى عادةً. إذ قدّم القرن العشرون العديد من الأمثلة على أشخاص تمت إدانتهم في وقت من الأوقات كإرهابيين، وأصبحوا في وقت آخر رؤساء أو رؤساء وزراء.
ومنهم نيلسون مانديلا، وهو رئيس جنوب إفريقيا الأسبق، أو جومو كينياتا، وهو أول رئيس لكينيا، أو رئيس وزراء أيرلندا الأسبق، إيمون دي فاليرا.
ربما قال رؤساء الوزراء البريطانيون إن إجراء محادثات مع الجيش الجمهوري الأيرلندي أمر قد يدفعهم للاشمئزاز، غير أنهم أقدموا على ذلك تماماً، والآن كبير الموظفين السابق في مدينة بروفو هو نائب الأول لأيرلندا الشمالية، في حين قد يكون جيري آدامز وزيراً في جمهورية أيرلندا بعد الانتخابات المقبلة.
لذلك، نعم، ينتهي بنا المطاف بالتباحث مع الإرهابيين، وهم أشخاص خططوا وأمروا بارتكاب عمليات قتل. إننا نفعل ذلك عادةً عندما نكون قد قررنا أن هزيمتهم غير ممكنة، وحينما يخلص الإرهابيون أنفسهم إلى أنه لا يمكنهم الفوز أو تحقيق أهدافهم بالوسائل العنيفة.
كما أننا نقدم على ذلك عندما يكون لدينا شيء لنتحدث عنه، كبعض الأُسس للتفاوض، ويُعد ذلك أمراً ضرورياً، لكنه ليس متاحاً دائماً.
يكمن هدف تنظيم «داعش» في استعادة الخلافة، إلا أنه ليس كذلك في الواقع. هو أمر غير قابل للتحقيق، وسيكون كذلك حتى لو لم تسهم بربرية أفعالهم القاسية، في نظر الكثير من المسلمين، في الإساءة إلى الديانة التي يدعون أنهم يعتنقونها.
أولئك إرهابيون، لا يمكننا التفاوض معهم. إذ ليست هناك أرضية مشتركة، ولا أسس للتفاوض. العالم الذي يريدون رسمه يتنافى مع العالم الذي نعيش فيه.