أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما أخيراً بأمر جلي، فقد أفاد بأنه بغية حل حالة الطوارئ الإنسانية الهائلة التي يعانيها كل من الشرق الأوسط وأوروبا: «فإنه يتوجب علينا، بصورة أساسية، علاج مصدر المشكلة، أي الأزمة المستمرة في سوريا».
ومن ثم قدمت إدارة الرئيس الأميركي توضيحاً لافتاً للنظر للسبب في عدم حدوث ذلك. فقد اعترف مسؤولون بأن البرنامج الذي تم إطلاقه العام الماضي لتدريب قوات الثوار السوريين المعتدلين، وقدرت قيمته بنحو 500 مليون دولار، كان بمثابة فشل ذريع. غير أن البيت الابيض جادل بأن باراك أوباما لم يكن مخطئاً لأنه لم يقتنع يوماً بهذه الاستراتيجية، على أية حال.
هنالك حقيقة محزنة في ذلك. إذ إن رفض باراك أوباما الالتزام بخطة متماسكة لإنهاء الهجوم الإجرامي من جانب الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه هو أصل ما سينظر إليه بالتأكيد على أنه أكبر فشل خلال فترته الرئاسية. ولكن الوضع ليس كذلك، وذلك كما أكد المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست:
«هذا ليس أمرا سيضطر النقاد للإجابة عنه». فلو وافق الرئيس الأميركي على نصيحة فريق الأمن القومي الخاص به، في عام 2012، لتسليح وتدريب قوات المعارضة السورية، أو على العديد من المقترحات لإنشاء مناطق آمنة ،حيث يمكن حماية المدنيين من الهجمات الوحشية لنظام بشار الأسد، بالقنابل البرميلية، لكان من الممكن اجتناب الكثير من المجازر اللاحقة، ناهيك عن سيل اللاجئين الذين يتدفقون إلى أوروبا.
إن كل عاقبة حذر الرئيس الأميركي منها، بما في ذلك صعود المتشددين المتطرفين، حدثت في ظل غياب تحرك أميركي.