تتعثر الكلمات بحجم الحدث، وتتلاشى الصدمة بتأكيد الخبر، فلا نملك حبس دموعنا وإخفاء حزن يعتلج في قلوبنا، فالحزن فتح باباً جديداً ليبقينا في أجواء لم نخرج منها بعد فقد كوكبة من جنود الإمارات البواسل.
حزن بفقد أخ عزيز، وابن أعزاء على قلوبنا، الشيخ راشد، ابن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وسمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، طيب الله ثراه وغفر ذنوبه وعفا عنه وثبته عند السؤال.
نعم حزننا كبير لأننا في دولة الإمارات لم نعتبر أنفسنا يوماً بمعزل عن حكامنا وشيوخنا وقادتنا، ما يؤلمهم يؤلمنا، وما يفرحهم يزيدنا فرحاً، ولطالما شاطروا هذا الشعب أفراحه وأحزانه، وكانوا من يقف بجانبه مهنئاً وتارة معزياً، فكيف لا نحزن اليوم ونحن نشهد مصاب وفقد أحد أبنائهم في مقتبل العمر، راشد بن محمد، وإخوته إخوة لنا، وهم أبناء كل أسرة أبقتهم في قلوبها ولم تنسهم يوماً من دعواتها؟.
مهما كتبنا، ومهما قلنا، ومهما كان إيماننا بقضاء الله وقدره، إلا أن الفقد موجع، والفراق محزن.
وإن كنا نشعر بهذا الألم كله والحزن، فلا شك أنه لن يكون مثقال ذرة من حزن والدة فقدت أول من نطق وناداها.. أمي، ومن كنيت باسمه، أم فقدت فلذة كبدها، وودعته إلى جوار ربه، فلن تراه ولن تسمع صوته، ولن ترى محيا وجهه بعد أن واراه التراب.
اللهم لا اعتراض.. اللهم لا اعتراض على حكمك وقضائك وقدرك، اللهم إنا استودعناك أخاً عزيزاً، وابناً غالياً، فاجبر قلوب فاقديه وأفرغ عليهم صبراً برحمتك يا أرحم الراحمين.