جلفار مدينة عرفت عبر التاريخ، واشتهرت كمرفأ هام على سواحل الخليج في القرون الوسطى وهذا ما أكدته الاكتشافات والدراسات الأثرية.
خلال حكم الخليفة عبد الملك بن مروان (65-86هـ) كميناء استراتيجي، وبوابة لبسط النفوذ على عمان عبر الصحراء، وقد كتب عنها لشهرتها في صيد الأسماك؟
بل أنها كانت مركزاً تجارياً ومدينة لعائلات المنطقة من القبائل الصحراوية والجبلية، وذكرها المقدسي ونسبها لصحار، وكتب عنها الأدريسي المتوفى حوالي عام 560هـ، ووصفها بالمرعى الغني بالكلأ وخضرة مراعيها.
كما عرفت واشتهرت بإنتاج الألبان والزبد والأجبان.. مثلما عرفت أيضاً أنها مركز هام للغوص والبحث عن اللؤلؤ.
خلال حكم سيف الدين (820-840هـ) كانت جلفار خاضعة لهرمز أي قبل التدخل البرتغالي في الخليج، وقد كتب عنها المستشرق دوارت باربوزا المتوفى عام 1521، والذي زار جلفار عام 1517م (مكان يقطنه علية القوم، وملاحة كبار، وتجار جملة.
وهناك مكان لصيد عظيم للأسماك، وكذلك اللآلئ الصغيرة والكبيرة، التي يأتي الناس من هرمز لشرائها وحملها إلى الهند وبقاع أخرى من العالم وتجلب التجارة في هذا المكان عائدات ضخمة لملك هرمز).
وتاريخ جلفار يحفل بالعديد من القضايا المصيرية التي مرت بها عبر التاريخ، يقول ديونيسوس آجيوس، صاحب كتاب السفن الكلاسيكية في الإسلام الصادر عن المركز الوطني للوثائق والبحوث، أبوظبي يقول :
استعمل البرتغاليون جلفار كقاعدة عسكرية ليشنوا هجومهم على هرمز إلا أن الشاه عباس الصفوي (996-1038هـ) حاربهم وكذلك فإن الإمام ناصر بن مرشد العماني (1034-1059) هاجم البرتغاليين في جلفار واضطروا لترك المدينة.
ومما يذكر أن جلفار مدينة حيوية جمعت ما بين العرب والفرس وانتعشت فيها تجارة اللؤلؤ واشتهرت بمغاصاتها وتؤكد الاكتشافات الأثرية على أهمية جلفار حيث كانت مستوطنة من الناس ومزدهرة حوالي ثلاثة أو أربعة قرون، كما أكدت هذه الاكتشافات على ازدهار تجارة جلفار،.
وفي آثارها تم اكتشاف العديد من الأشياء المصنعة في الصين، الهند، اليمن، بلاد فارس، العراق، بل وحتى إفريقيا الشرقية.
بعض الدراسات أكدت على القرن الثامن الهجري الموافق الرابع عشر الميلادي، وفي هذه الفترة حدثت طفرة اقتصادية في جلفار .
كما أكدت هذه الدراسات وتطورت من قرية صغيرة على البحر يسكنها صيادو الأسماك إلى مركز تجاري على الساحل في أقل من مائة عام، وقد أكدت كل الدراسات أن أهم وارداتها جاءت من تجارة اللؤلؤ، ويقال إنها اشتهرت أيضاً بتصديرها للخيول العربية الأصيلة.