اختتمت أمس فعاليات مؤتمر أبوظبي الدولي الثالث لرياضة المرأة، الذي عقد بقصر الإمارات على مدار يومين، تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»..
وبمتابعة الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، تحت عنوان «رياضة بلا حواجز»، وحضر نقاشات اليوم الختامي فيكتور بونتا رئيس وزراء رومانيا، وعبد المحسن الدوسري الأمين العام المساعد لشؤون الرياضة بالهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وفاضل خليل المنصوري ممثل مجلس أبوظبي الرياضي، وعدد من الشخصيات الرياضية من الدولة وخارجها.
الرعاية الرياضية
وتضمنت فعاليات أمس ثلاث جلسات، كان عنوان الجلسة الأولى (الرعاية الرياضية) وأدارها الإعلامي السعودي علي الغفيلي مقدم أخبار وبرامج في قناة MBC، وناقشت الجلسة استراتيجيات الرعاية الرياضية للشركات والمؤسسات التجارية، ودور تلك المؤسسات في رعاية الأحداث الرياضية عامة ورياضة المرأة خاصة..
وكانت البداية مع باتريك بيرس ممثل شركة الاتحاد للطيران الراعية للمؤتمر، الذي بدأ حديثه موجهاً الشكر لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، ومتابعة ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت هزاع رئيسة مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية..
كما توجه بالشكر للمسؤولين عن المؤتمر لإتاحة الفرصة لطيران الاتحاد للمساهمة في رعاية المؤتمر، وأكد أن التفكير في الاستثمار في المستقبل يتم الرجوع لما قاله المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، «أن دور المرأة لاحق عن دور الرجل»، وأرجع السبب في ذلك لأن المرأة هي المسؤولة عن الأسرة وتعليم أبنائها..
وبالتالي تعم الفائدة في المستقبل، بعكس الرجل الذي يكون الاستثمار قاصراً عليه بمفرده، ومن هذا المنطق أكد حرص طيران الاتحاد على الاستثمار في دعم الرياضة عامة والرياضة النسائية خاصة للعديد من الأسباب، ومنها وأبرزها أن المرأة هي العمود الرئيسي في المجتمع، كما أكد على ضرورة المشاركة في مختلف الفعاليات ورعاية مختلف الأحداث الرياضية وتقديم الدعم لها.
الرياضة النسائية
ومن جانبه أكد كوليا نيفوكس ممثل شركة ساعات تاغ هوييير، أن المسؤولين في منظمتهم لا يعترفون بالعوائق لإيمانهم بأن الرياضة هي مدرسة الحياة، وهي جزء من الحمض النووي لسر تفوق شركتهم، واستعرض نشاط الشركة ودورها في دعم العديد من الأنشطة والفعاليات الرياضية..
كما قام بشرح الربط بين العلامة التجارية لشركتهم الرياضية وهي الساعة والرياضة، وأكد أن الشركة حريصة على دعم العديد من الأنشطة الرياضية النسائية، إيمانا بدور المرأة على اعتبار أن هذا الدعم هو دعم للأسرة وبالتالي المجتمع، وأكد أن الرعاية زادت بعد البث التلفزيوني.
الجلسة الثانية
وكان موضوع الجلسة الرابعة (الطريق إلى اولمبياد ريو دي جانيرو البرازيل 2016)، وأدارها أيضا الإعلامي السعودي علي الغفيلي، وناقشت هذه الجلسة التحضير الذهني والجسدي للأبطال من أجل الوصول إلى دورة الألعاب الأولمبية عام 2016، كما تم مناقشة تأثير خبراتهم السابقة في مجال التنمية المهنية..
وكيف سمحت لهم تلك التجارب أن يصبحوا قدوة للرياضيين وخير سفراء لبلدانهم. وتحدث في هذه الجلسة النجمة العالمية لكرة القدم النسائية البرازيلية مارتا فييرا دا سيلفا، الحائزة على جائزة أفضل لاعبة في العالم لخمس سنوات، والرياضية المصرية الدكتورة رانيا علواني البطلة الدولية والعربية والأفريقية في السباحة..
والدكتورة مي أحمد سلطان الجابر عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الوطنية، عضو مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، ونجمة التنس السابقة وممثلة اللجنة البرازيلية الأولمبية 2016 البرازيلية جوانا اموريم دوس سانتوس، الحائزة على 7 ألقاب فردية و26 لقباً زوجياً في بطولات اتحاد التنس الدولي.
وفي البداية أكدت النجمة البرازيلية مارتا فييرا دا سيلفا نجمة المنتخب البرازيلي لكرة القدم النسائية، أن كرة القدم النسائية في البرازيل لا تستحوذ على الاهتمام الذي تلقاه كرة القدم للرجال، وانهن يكافحن كمحترفات لتغيير الصورة وأنهن بحاجة للمزيد في هذا المجال.
علاقة مميزة
أكدت النجمة المصرية الدكتور رانيا علواني أنها فخورة بتواجدها في المؤتمر، الذي يعتبر علامة مميزة وسيكون له مردود إيجابي في دعم الرياضة النسائية، من خلال خبرات المتحدثات فيه في مختلف المجالات، وأشارت إلى أن دعم الأسرة مهم في التفوق الرياضي، وأكدت أن المتفوقة رياضياً تكون لديها الغيرة للتفوق العلمي، لأن الرياضة جزء أساسي في تكوين الشخصية.
مي الجابر: أكاديمية فاطمة بنت مبارك مظلة لرياضة المرأة
أكدت الدكتورة مي أحمد سلطان الجابر عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الوطنية، عضو مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، أن البنية التحتية في الإمارات متوفرة، وأكاديمية فاطمة بنت مبارك هي المظلة الحاضنة لرياضة المرأة في الدولة، وأكدت أن الدعم موجود والطموحات كبيرة في في مشاركة الإمارات في الدورات الأولمبية..
واستعرضت تاريخ اللجنة الأولمبية الإماراتية منذ إشهارها عام 1980، وانضمامها للجان الأولمبية القارية والدولية، كما استعرضت استراتيجية اللجنة ورؤيتها التي تتلخص في مجتمع رياضي وباتحادات رياضية وقمم استراتيجية، كما استعرضت أهداف اللجنة.
رؤية أولمبية
وأكدت الدكتورة مي أن رؤية اللجنة الأولمبية 2021 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، أن تكون دولة الإمارات من أفضل دول العالم في اليوبيل الذهبي للاتحاد 2021، ولتحقيق ذلك تم وضع محاور أساسية واستراتيجية واضحة قامت باستعراضها لتحقيق تلك الرؤية.
كما استعرضت رياضة المرأة في الإمارات، ومشاركاتها الخارجية حيث أكدت أن سمو الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم، كانت أول رياضية إماراتية تشارك في دورة خارجية في الألعاب الآسيوية بوسان 2002، كما كانت أول رياضية إماراتية تشارك في دورة أولمبية، وواصلت الدكتورة مي استعراض واقع الرياضة النسائية وما تجده من دعم من القيادة .
واستعرضت كل من نجمة التنس السابقة وممثلة اللجنة البرازيلية الأولمبية 2016، البرازيلية جوانا اموريم دوس سانتوس الحائزة على 7 ألقاب فردية و26 لقباً زوجياً، في بطولات اتحاد التنس الدولي، والفنلندية توولي ميركوسكي عضو مجلس إدارة اللجنة الوطنية الفنلندية، تجربتيهما في بلديهما وكيفية الوصول بالرياضيات لأعلى المستويات.
دور كبير
وأكدت أمل بو شلاخ عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة أمين سر لجنة كرة القدم للسيدات، أن «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، سباقة دائماً لكل ما فيه صالح ونهضة المرأة الإماراتية، كما أشادت بالدور الكبير الذي تلعبه أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، برئاسة الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان..
والتي باتت مظلة ترعى رياضة المرأة وتوفر لها أسباب التفوق. وأضافت إن المؤتمر بدورته الثالثة، مثل نظرة على المستقبل ليس على مستوى الإمارات فحسب، وإنما على صعيد رياضة المرأة في الشرق الأوسط ككل، وأن الإمارات سباقة دائماً بفكرها وبرؤيتها التي تخترق جدار الزمن لتستشرف آفاق المستقبل الرحب، متسلحة بالعلم.
رؤى وأفكار
وأشادت أبو شلاخ بالرؤى والأطروحات والعديد من الأفكار التي تم طرحها خلال جلسات المؤتمر وورش العمل، من خلال متخصصين، كل في شق معين، وهو ما يمثل بالتالي إثراء للرياضة النسائية، ويوفر لها مادة خصبة تعينها على المضي في طريقها بثبات متسلحة بأسباب العلم والتطور.
وواصلت مؤكدة أن المنطقة عامة، ودولنا العربية بصفة خاصة بحاجة إلى مثل هذه المؤتمرات النوعية، التي نتابعها كثيراً في الغرب، وتقام هنا في معظم الأحيان من أجل الرياضيين فقط، وتطرح قضاياهم ومشاكلهم الرياضية، ولذا كانت الحاجة ماسة إلى مؤتمر رياضي متخصص، يناقش دور المرأة والرياضة، ويعينها في مهمتها التي بدأتها منذ زمن وحققت فيها نجاحات. وأشارت أمل بو شلاخ إلى أن المرأة الإماراتية حققت مكاسب كثيرة خلال السنوات الماضية..
وأثبتت وجودها وأحقيتها بما حصلت عليه، فرأيناها في الحياة الاجتماعية والسياسية تتقلد أرفع المناصب، وعلى الصعيد الرياضي تحقق الإنجاز تلو الإنجاز، ليس على الصعيد المحلي فقط، وإنما خليجياً وعربياً ودولياً، ومن هنا بات عليها اليوم أن تواكب التجارب الأخرى، وأن تطلع على الحديث أولاً بأول لأن التسلح بالعلم ضروري لتحقق طموحاتها.
ندوة وورشتان
تلي جلسات المؤتمر ندوة لعرض حالات عالمية للاطلاع والدراسة، ومن ثم ورشتين عمل حول علم النفس الرياضي، قدمها رئيس اتحاد الرياضة النسائية الدولية وأخرى حول العلاج الطبيعي للإصابات الرياضية مقدمة من مستشفى هيلث بوينت.
تحطيم الأرقام في الجلسة الخامسة
اختتم المؤتمر بالجلسة الثالثة وكان محورها (تحطيم الأرقام القياسية وتحطيم الحواجز والقيود)، حيث استعرضت سلسلة من قصص النجاح لمختلف الفتيات والسيدات في جميع العالم، وتحدث في تلك الجلسة البريطانية تانسن بن، وأمل بوشلاخ عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، أمين سر لجنة كرة القدم للسيدات، ونجمة الإمارات في رفع الاثقال آمنة الحداد، ونجمة التنس الفرنسية ماريون بارتولي.
ندى عسكر: فرصة للاستفادة من تجارب المتحدثين
وجهت ندى عسكر النقبي مدير إدارة رياضة المرأة بنادي سيدات الشارقة ورئيس اللجنة النسائية بالاتحاد العربي للكاراتيه كل الشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، لرعايتها الكريمة للمؤتمر الدولي الثالث لرياضة المرأة..
كما وجهت الشكر إلى الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، رئيسة نادي أبوظبي للسيدات، على اهتمامها ومتابعتها المتواصلة للنهوض برياضة المرأة في المنطقة. وثمنت الجهود المبذولة في إنجاح المؤتمر في دورته الثالثة..
مشيرة إلى أن النسخة الحالية تشهد تطوراً ملحوظاً عن النسخ السابقة، في المواضيع التي تمت مناقشتها من خلال جلسات المؤتمر، فضلاً عن التنظيم الرائع الذي حظي به المؤتمر. كما أكدت بأن المؤتمر فرصة لجميع ممارسي الرياضة في الدولة، سواء كانوا لاعبات أو إداريات، في الاستفادة من تجارب 18 شخصية رياضية، تمت استضافتهم على أرض الإمارات ضمن وقائع الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي لرياضة المرأة.
وأضافت بأن ورش العمل التي صاحبت المؤتمر جاءت مثمرة بعد حضور عدد كبير من ممارسي الرياضة والمهتمين برياضة المرأة، مشيرة بأن مثل هذه الورشات تعمل على زيادة الوعي بأهمية رياضة المرأة، وتثقيف المجتمع لانخراط المرأة في مختلف الرياضات.