تنطلق بطولة العالم لألعاب القوى على ملعب «عش الطائر» اليوم في بكين، وسط أجواء ملبدة بالمنشطات طغت على الأيام الأخيرة قبل بداية منافسات مونديال أم الألعاب، التي سينافس الرجال في 24 مسابقة مختلفة، بينما تتنافس النساء في 23 لعبة مختلفة، وتتصدر الولايات المتحدة الدول الأكثر حصداً للميداليات بإجمالي 300 ميدالية (138 ذهبية و88 فضية و74 برونزية) خلال 14 مشاركة، بينما تصدرت روسيا على أرضها في النسخة الماضية في 2013 جدول الميداليات بعد فوزها بسبع ذهبيات ومن خلفها جاءت الولايات المتحدة وجامايكا بست ذهبيات ثم كينيا (5) وألمانيا (4).

وبدأ الحديث عن المنشطات بعد أن كشفت القناة الألمانية «اي ار دي» وصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية قبل ثلاثة أسابيع عن أن الثلث من أصل 146 رياضياً نالوا ميداليات عالمية وأولمبية بين 2001 و2012 في سباقي 800 م والماراثون، يمثلون «حالات مشبوهة»، وركزت القناة الألمانية اتهاماتها في وثائقي استندت إليه صنداي تايمز أيضاً، على 12 ألف عينة دم أخذت بين 2001 و2012 من قبل الاتحاد الدولي وعلى الباحثين الأستراليين مايكل اشيندن وروبن باريسوتو اللذين اكتشفا طريقة الكشف عن مادة الايبو المحظورة، ووصف الاتحاد الدولي لألعاب القوى هذه الادعاءات بـ«الخادعة وهدفها الاثارة»، مضيفاً: «الشك وحده لا يشكل برهاناً على التنشط».

أشد العقوبات

ووعد البريطاني سيباستيان كو الذي انتخب رئيساً جديداً خلال الجمعية العمومية للاتحاد قبل يومين، بأنه لن يتسامح على الإطلاق في ما يتعلق بالمتنشطين وسينزل بهم أشد العقوبات وقال في هذا الصدد «سنكون متيقظين تماماً لهذه الآفة ولن نتسامح إطلاقاً في ما يتعلق بالخارجين عن القوانين»، وما يزيد من الضغوط على الاتحاد الدولي أنه من أصل 1935 رياضياً ورياضية سيشاركون في النسخة الخامسة عشرة من بطولة العالم في بكين.

هناك 50 سبقوا أن تناولوا منشطات ونفذوا عقوبتهم، ومن أبرز هؤلاء ثلاثي سباق 100 م الشهير وهم الجامايكي اسافا باول والأميركيان تايسون غاي وجاستين غاتلين، علماً بأن الأخير مرشح بقوة لتطويق عنقه بالميدالية الذهبية بعد أن حقق أفضل رقم هذه السنة ومقداره 74ر9 ثوان في لقاء الدوحة في مايو الماضي ولم يخسر منذ فترة طويلة.

أشهر سباق

والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا سيكون موقف الاتحاد الدولي في حال توج غاتلين الذي غاب عن المضمار فترة خمس سنوات بداعي المنشطات، في أشهر سباق في أم الألعاب الأحد متفوقاً على بولت حامل الرقم القياسي؟ بيد أن بولت يكون متواجداً دائماً في المناسبات الكبرى ولو كان يشك ولو لحظة بخسارته أمام منافسه الاميركي لربما عدل عن قرار المشاركة.

خصوصاً أنه لم يظهر في كامل مستواه خلال الموسم الحالي، وقال بولت في مؤتمر صحافي في بكين أول من أمس الخميس «لا شك في أن الحديث عن المنشطات استأثر باهتمام كبير في الأيام الأخيرة، كل ما سمعته في الأيام الأخيرة كان عن المنشطات ولا شيء سواها»، وأضاف «معظم الأسئلة تتمحور حول المنشطات، إنه أمر محزن بالتأكيد».

تطلعات مغربية

ويسعى المنتخب المغربي المشارك في البطولة إلى وضع حد لصيام طويل دام 8 سنوات عن منصات التتويج، حيث يشارك بـ15 عداء و7 عداءات، ولم يحرز المغرب أي ميدالية منذ أن توجت حسناء بنحسي بفضية سباق 800 م في دورة اوساكا اليابانية عام 2007، ويبرز من المغاربة هذه المرة عبد العاطي إيكيدير، صاحب أفضل توقيت هذا العام في سباق 1500 متر والثالث على الصعيد العالمي.

وأعرب المدير الفني للفريق المغربي أحمد الطناني عن تفاؤله بحظوظ المغرب في الوصول إلى العديد من النهائيات بفضل ايكيدير وأيضاً طالب إبراهيم وهشام سيكيني المتخصصين في مسافة 3000 م موانع، بالإضافة إلى عثمان الغومري (5000 م) الذي قدم مستوى جيداً في لقاء لندن إحدى مراحل الدوري الماس، حيث انتزع المركز الثاني وراء البريطاني مو فرح، بطل العالم وأوروبا عدة مرات.

وكان المنتخب المغربي استعد لبطولة العالم من خلال مشاركته أيضاً في البطولة العربية التي احتضنتها البحرين من 24 إلى 27 أبريل الماضي وأحرز 20 ميدالية منها 8 ذهبيات و6 فضيات و6 برونزيات.