منتخبنا في المركز الأخير وتساؤلات عن غياب الكمالي - 4

«كاريزما» نواف بن محمد تضع السعوديـــــــــة على قمة أم الألعاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يفتح «البيان الرياضي» اعتباراً من اليوم وعلى مدى حلقات متتابعة ملف دورة الألعاب الرياضية الثانية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي أقيمت في عاصمة المنطقة الشرقية الدمام في المملكة العربية السعودية في الفترة من 15إلى 26 أكتوبر 2015..

وحفلت بالعديد من السلبيات والإيجابيات بوصفها النسخة الثانية بعد النسخة الأولى التي أقيمت في البحرين، وهى تحمل آمال وتطلعات دول مجلس التعاون في أن تكون الدورة تيرموتراً لمدى تطور وتقدم الرياضة في المجلس، إلى جانب الهدف السامي وهو الحفاظ على اللحمة الخليجية، وأن تكون الدورة ملتقى يعزز القيم الاجتماعية بين شباب الوطن الخليجي الواحد، فهل نجحت الدورة في تعزيز هذه القيم أم تسبب التنافس الرياضي في بعض البقع السوداء على الثوب الخليجي؟

وهل كانت المحصلة الفنية من وراء تنظيم الدورة على قدر طموحات وتطلعات أبناء المجلس أم أن الجانب الاجتماعي أثر في المردود الفني؟

وهل التنظيم وحفلا الافتتاح والختام كانت على قدر التوقعات أم شابها التعجل وعدم الدقة والرؤية الموحدة؟ وهل مشاركة دولة الإمارات في هذه النسخة والنتائج التي تحققت على قدر الآمال والتمنيات، وهل جاء حصاد الميداليات الذهبية على قدر التطلعات أم أنها سجلت فشلاً ذريعاً يستوجب المحاسبة والمراجعات؟

وما أسباب الانهيار والفشل لمعظم الألعاب الجماعية؟ ووقفات مع أداء البعثة المشاركة إدارياً وفنياً وإعلامياً، وتقديم أوجه القصور ومحفزات النجاح، وهل كانت البعثة متناغمة أم بها نغمات نشاز أثرت في السيمفونية الإماراتية في الأولمبياد الخليجي. جملة من التساؤلات ستجدون إجابات لها في الملف المتكامل اعتباراً من اليوم.

النجاحات التي حققها أبطال ألعاب القوى في المملكة العربية السعودية إبان مشاركتهم في الأولمبياد الخليجي جعلتنا نتوقف عندها كثيراً لمعرفة أسباب هذا التميز..

وبالمقابل لماذا أخفق منتخبنا في هذا المحفل الخليجي ليحتل المركز الأخير برصيد 6 ميداليات ملونة فضية و5 برونزيات وهو ما لم يكن في الحسبان، وهو نتاج الكثير من السلبيات وضعف في الإعداد وضعف في التمثيل الإداري لوفدنا المشارك في الدورة، مقابل «كارزيما» الأمير نواف بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى، الذي كان شعلة من النشاط في جميع فعاليات الدورة وليس في مضامير ألعاب القوى بجانب تواجده الدائم مع أبطال السعودية في ملاعب التدريب قبل مشاركتهم فرحة التتويج، وهو يعتبر الأب الروحي لأم الألعاب السعودية..

ولا يعتمد على ميزانية المملكة ويدفع من ماله الخاص لصناعة الأبطال، فضلاً عن دوره في الاهتمام بالصغار والاعتماد على المواهب السعودية من المدارس للحفاظ على تواصل الأجيال، وبالمقابل نجد مشاركتنا شابها الكثير من أوجه القصور والسلبيات كانت أبرزها غياب رئيس اتحاد ألعاب القوى عن مرافقة البعثة وهو أمر أثار العديد من التساؤلات الحائرة.

حب مع صرامة

وعندما طلبنا من الأمير نواف بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى، أن يكشف عن سر التميز في هذه الدورة ونجاحه في تصدر المنافسة منذ يومها الأول، قال وببساطة شديدة يكمن السر في الحب والانضباط بمعنى ممارسة اللعبة بحب صادق..

وهو أمر ينطبق على جميع الفعاليات لأم الألعاب سواء أن كانت طواقم إدارية أو فنية ولاعبين، ويجيء الانضباط في كامل منظومة العمل وعدم التهاون في أي جزء منها مهما كان.

قول وفعل

وتجسدت استراتيجية الأمير نواف قولاً وفعلاً من خلال سباقات ألعاب القوى فكان شعلة من النشاط ويكاد مقعده في مقصورة كبار الشخصيات في مدينة الأمير نايف بن عبد العزيز في القطيف فارغاً تماماً لأن الأمير كان بمثابة الإداري والمدرب والمشجع ومدير المراسم في استقبال الضيوف.

وكبار الشخصيات وتوفير حتى قوارير الماء لطالبيها وصرامة في معالجة السلبيات والهفوات حتى لا تفسد على الضيوف فعاليات أم الألعاب التي يعشقها بصدق وترجم هذا الحب في المضمار إلى إنجازات وتفوق في الترتيب العام.

صدارة خضراء

وكان من الطبيعي جداً في ظل الروح والدعم الذي يجده الأخضر السعودي من الأمير نواف بن محمد أن يستهل فعاليات اليوم الأول بحصاد وفير من الميداليات، حيث افتتح منافسات اليوم الأول بتحقيق 15 ميدالية 7 منها ذهبية وست فضيات وبرونزيتين في انطلاق منافسات ألعاب القوى في يومها الأول...

وجاءت ميداليات الأمس عندما انتزع الرامي السعودي علي عيسى ذهبية مسابقة رمي الرمح بعد أن رمى لمسافة 67.64 م في نهائي المسابقة، فيما حقق زميله عبد الله الغامدي الميدالية الفضية بمسافة 65.45م، وانتزع الواثب السعودي ذهبية مسابقة الوثب الطويل بمسافة 7.60م، وحقق الذهبية زميله أحمد فايز بمسافة 7.59م، ونال البرونزية البحريني عبد الرحمن خميس بمسافة 6.92م.

مشهد متكرر

وتكرر المشهد نفسه في فعاليات اليوم الثاني والثالث، حيث واصلوا الفوز بأهم سباقات اليوم الأخير ليصلوا بغلتهم إلى 34 ميدالية ملونة 13 منها ذهبية..

وجاءت عن طريق يوسف مسرحي عندما قاد رباعي التتابع السعودي لانتزاع ذهبية سباق القوة والإثارة سباق 4×400 متر عندما أدوا سباقاً مثيراً للغاية أنهوه بالصدارة منذ الانطلاق وحتى خطة النهاية بزمن 3:05.32 دقائق، فيما حل رباعي المنتخب العماني ثانياً بزمن 3:08.34 دقائق ونال الفضية، وحقق البرنزية فريق التتابع القطري عندما حل ثالثاً بزمن 3:09.50 دقائق.

انتزع العداء فهاد السبيعي ذهبية سباق 200 متر بزمن 20.58 ثانية ولم يفصله عن التأهل للأولمبياد «ريو دي جانيرو 2016» سوى جزئين من الثانية عندما أدى أمس سباقاً قوياً للغاية، فيما حقق الفضية نظيره البحريني يعقوب سالم بزمن 20.71 ثانية، وحل السعودي عبد الله أبكر ثالثاً بزمن 21.08 ثانية ونال البرونزية..

واختتم أخصائي المسابقات المركبة العداء السعودي محمد القريع منافساته أمس بانتزاع الميدالية الذهبية بعد أن جمع 7253 نقطة، فيما حقق الفضية زميله هاشم الشرفاء بمجموع 6682 نقطة، وحل ثالثاً ونال البرنزية العماني أحمد العويسي بمجموع 4585 نقطة.

أين الكمالي

وبالمقابل كانت نتائجنا في أم الألعاب تكاد أن تستغيث وتتساءل أين المستشار أحمد الكمالي ولماذا غاب عن حضور هذا العرس الخليجي وهو المعروف عنه مرافقة أبطالنا في كثير من المشاركات الدولية خاصة التي توجت بالذهب والأرقام المميزة فلماذا غاب عن المشاركة فيما كانت معظم الوفود تضم قيادات وكبار الشخصيات التي تواجدت خلف منتخباتها.

وكان واضحاً تواجد شخصيات قيادية في بعثتي السباحة والكاراتيه، حيث رافق بعثة الكاراتيه رئيس الاتحاد اللواء ناصر عبد الرزاق الرزوقي وقاد منتخبه لمنصات التتويج بالذهب والمشهد نفسه تكرر مع أحمد الفلاسي الذي حرص على تقليد سباحينا الذهب ومشاركتهم فرحة التميز ولم يكن خارج الميدان كما كان الكمالي في المشهد الأخير والذي حرم جنود ألعاب القوى من حنكة وخبرات القائد في الميدان.

عين أبطالنا بصيرة واليد قصيرة

التصريحات والروح التي استبقت مشاركة أبطالنا في الدمام كانت عالية جدا منذ ان كانوا في صالة قدوم مطار الملك فهد الدولي في الدمام والتصريحات متفائلة جدا على شاكلة "نحن كلاعبين وقبل الحضور إلى الدمام عقدنا العزم على تحمل المسؤولية كاملة في تشريف الدولة في هذا المحفل الخليجي المهم ولن نرتضي بغير الذهب والرقم واحد في جميع المسابقات.

قوة

وكان لاعبونا يعلمون جيدا قوة الأخضر السعودي وهو ما اكدوه في صالة المطار بقولهم إن المنافسة لن تكون سهلة خاصة في ظل الجهوزية العالية للأخضر السعودي الذي سيكون منافسا قويا على منصات التتويج وهو أمر لن يثنينا عن تطلعاتنا في زيادة حصاد الدولة من الميدالية الذهبية..

وقال لاعب منتخبنا الوطني لألعاب القوى والمتخصص في رمي الجلة والقرص أحمد علي حسن انهم كلاعبين وقبل الحضور إلى الدمام عقدوا العزم على تحمل المسؤولية كاملة في تشريف الدولة في هذا المحفل الخليجي المهم ولن يرتضوا بغير الذهب والرقم واحد في جميع المسابقات..

مشيرا إلى أن التحضيرات التي استبقت البطولة كانت مرضية لهم، وسط إشراف إداري كبير اسهم في رفع روحهم المعنوية والحماسية وتعزيز التطلعات في بلوغ منصات التتويج.

وهي تصريحات صادقة في مجملها تؤكد انهم يحملون الوطن في دواخلهم ويريدون تقديم افضل ما عندهم لكنها تمنيات لا تأتي بالذهب ولا المركز الأول في أم الألعاب التي تعتمد بنسبة 100 % على الجاهزية البدنية والإعداد المبكر وهو ما لم يتوفر لأبطالنا الذين تذيلوا معظم السباقات.

برونزية أبكر من أغلى ميداليات الأخضر

وصف رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى الأمير نواف بن محمد الميدالية البرونزية التي حصل عليها العداء عبد الله أبكر في سباق 100 متر بأنها أغلى الميداليات لكون اللاعب لأول مرة يشارك في هذه المسابقات.

وأكد الأمير نواف بأن مسابقة الـ 100 متر تعتبر هي الاميز بين كل المسابقات بسبب تواجد عدائين على مستوى عال أمثال العماني بركات الحارثي والقطري سامويل.

وتابع الأمير نواف بن محمد حديثه بأن العداء فهاد السبيعي كان عند الموعد واستطاع أن يحرز ذهبية هذا السباق.

وعن اكتساح الأخضر السعودي أشار الأمير نواف بن محمد بأنها توفيق من عند الله أولاً ثم بفضل هؤلاء النجوم والاستعداد الجيد لهذه الدورة، مشيرا إلى أن الدورات المجمعة يضعون لها الكثير من الحسابات.

وكانت مشاركة ابكر في هذا السباق تعتبر تحدياً خاصاً للأمير نواف الذي أمر بمشاركته بعد أن كان خارج حسابات الأجهزة الفنية..

وهو الأمر الذي أكده الخبير الدكتور محجوب سعيد الأمير نواف يمتلك رؤية فنية ثاقبة في تقييم اللاعبين وجاهزيتهم وقدراتهم على التحمل والعطاء لأنه قريبا منهم في كل الأوقات وهي من اهم مواصفات الإداري الناجح وبفضل هذه الرؤية والتناغم بينه وبين اللاعبين والأجهزة الفنية نجحت ألعاب القوى السعودية في التميز والتربع على عرش أم الألعاب خليجياً وتتطلع إلى مواصلة المشوار عالمياً وقارياً.

لامين دياك يشيد بإنجازات أم الألعاب الخليجية

قال الرئيس الفخري للاتحاد الدولي لألعاب القوى لامين دياك، إن الاتحاد العربي السعودي لألعاب القوى يشهد عملاً متطورا باستمرار برئاسة الأمير نواف بن محمد، فهو رجل خبير يعرف جيداً ألعاب القوى وأحد عشاق هذه اللعبة، وأنه في غاية السعادة بترشيحه عضواً في الاتحاد الدولي لألعاب القوى«.

وأضاف»لديّ فكرة جيدة عن اللعبة في منطقة الخليج واهتمام المسؤولين عن هذه الرياضة، وهذه الدورة الخليجية أقوى دليل على ذلك التي تسجل نجاحاً يحسب للجنة المنظمة لهذا الحدث الرياضي المميز، حيث شاهدت شخصياً التنظيم الجيد والمثالي من خلال متابعتي لمسابقة ألعاب القوى«.

وأشار ان تكريم نجوم ألعاب القوى السعودية من قبل الاتحاد الآسيوي و الذين يعتبرون بمثابة سفراء للعبة على المستوى القاري حافزاً لزملائهم ونظرائهم في المنافسات، في بذل المزيد من الجهد، وتتويج أنفسهم بأرقام تاريخية وإنجازات جديدة، وهذا ما يحرص عليه المسؤولون في الاتحاد الدولي للعبة في استمرار هذا التكريم للاعبين المميزين».

و أشار إلى أن المسابقة شهدت منافسة جيدة وبروز لاعبين جدد في عدد من المنافسات، وذلك من خلال متابعته لها رغم غياب المنتخب الكويتي عن المسابقة ورغم ذلك أرى أن المسابقة بشكل عام تشهد إثارة وتشويقاً على نتائجها النهائية.

المدارس منجم مواهب الألعاب الفردية

تعتبر المدارس كلمة السر في اكتشاف المواهب تواصل الأجيال بين أبطال السعودية منذ سنوات طوال وكانت البداية الناجحة عبر مشروع خادم الحرمين، رحمة الله عليه، الملك عبد الله بن عبد العزيز، لتطوير التعليم العام، من خلال شركة "تطوير" للخدمات التعليمية، في تطبيق مشروع تطوير رياضة ألعاب القوى في مدارس التعليم العام بالمملكة..

وفق منهجية وأسلوب علمي يعتمد على فلسفة التربية البدنية الملائمة للنمو والتطور البدني، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والاتحاد العربي السعودي لألعاب القوى. ويعتبر مشروع تطوير ألعاب القوى في التعليم أحد أبرز مشاريع الاستراتيجية الوطنية السعودية لتطوير الرياضة المدرسية التي تعد من الأولويات.

وعبر رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى الأمير نواف بن محمد عن سعادته بمشاركة وزارة التعليم وذلك بهدف اكتشاف المواهب الصاعدة في المدارس وتبنيهم ليمثلوا المملكة في المحافل والأولمبياد الدولي..

وقال إن الرياضة المدرسية ركيزة مهمة لتطور الرياضة بشكل عام في المدارس، وأن معظم المحترفين العالميين كانت انطلاقتهم من المدارس بما تحتويه وتكتنزه من مواهب وقدرات، مبينا أن قدرات وإمكانات الاتحاد السعودي لألعاب القوى سيتم تسخيرها للتعليم فيما يخدم الرياضة في المملكة.

بيان بميداليات اليوم الأول ( غرافيك)

 

Email