تنطلق في الثانية ظهر اليوم بطولة كأس الخليج الرابعة لسباقات الهجن 2015 التي تستضيفها سلطنة عمان الشقيقة بمضمار الفليج في ولاية بركاء، برعاية أسعد بن طارق آل سعيد ممثل سلطان عمان، وبمشاركة دول الإمارات والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت، إضافة إلى أصحاب الأرض.
وتأتي البطولة الرابعة امتداداً لثلاث نسخ سابقة استضافتها الإمارات في ميدان الوثبة والكويت وقطر، وتمثل البطولة عرساً خليجياً يعكس الصورة الحقيقية لتراث أبناء الخليج والاهتمام بالموروث الأصيل وترجمته لينعكس في المستقبل على الأجيال القادمة، وتعزز البطولة التقارب والتآخي بين المشاركين من خلال التجمعات التي ترافق هذا الحدث التراثي.
وتنافس المطايا المشاركة في 22 شوطاً، منها 12 لهجن أصحاب السمو الشيوخ و10 للجماعة، ويحصل الفائزون بالأشواط على كأس وميدالية ذهبية، إضافة إلى سيارة، فيما يخص أصحاب المركز الثاني على ميداليات فضية، وينال أصحاب المركز الثالث ميدالية برونزية.
هجن الجماعة
وتبدأ التحديات التي تستمر على مدى يومين مع هجن الجماعة، وذلك بإقامة 10 أشواط خصصت أول أربعة منها لفئات الحول والزمول والثنايا أبكار وجعدان، وتركض خلالها نخب الأصايل لمسافة 6 كلم، تعقبها فئة الإيذاع لمسافة 5 كلم من خلال الشوطين الخامس والسادس للأبكار والجعدان، وخصص الشوطان السابع والثامن للقايا لمسافة 4 كلم لفئتي الأبكار والجعدان، وفي آخر الفئات والشوطين التاسع والعاشر ستركض نخب الأصايل لمسافة 3 كلم لفئة «الحقايق»، وتنطلق مساء الغد منافسات هجن أصحاب السمو الشيوخ، بإقامة 12 شوطاً للمرة الأولى في تاريخ البطولة، بعد إضافة 4 أشواط للمحليات الأبكار.
وكانت المنتخبات المشاركة قد واصلت تحضيراتها وجاهزيتها لانطلاقة المنافسات مساء اليوم، وحضرت بكثافة في العزب المحيطة بالميدان للتحضيرات النهائية قبل انطلاق السباق، وتوافدت قوافل الإبل طوال الأيام الماضية، وحضرت في ميدان الفليج الذي يعد أهم الميادين في سلطنة عمان، للإمكانات الكبيرة الذي يتمتع بها من الناحيتين الفنية والإدارية، إضافة إلى الخدمات التي تقدم لملاك الهجن.
دعم كبير
من جهة أخرى، رفع معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس اللجنة التنظيمية لسباقات الهجن، رئيس اتحاد الإمارات، الشكر الجزيل لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي، على الدعم الكبير والاهتمام الذي تلقاه الرياضات التراثية من القيادة الرشيدة، مثمناً الرعاية السامية لقادة التعاون لرياضات الآباء والأجداد، الأمر الذي أسهم في تعزيز ثقافة الماضي لدى الأجيال القادمة.
وتقدم معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان، بالشكر الجزيل لجلالة السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد سلطان عمان، على استضافة السلطنة للبطولة الخليجية الرابعة لسباقات الهجن، وحسن الضيافة التي لقيها جميع الملاك والمشاركين بمجرد وصولهم إلى أراضي السلطنة، وقال معاليه إن سلطنة عمان عودتنا دائماً على تحقيق النجاحات في جميع الفعاليات التي تحتضنها، ونحن واثقون من أن هذه البطولة ستأتي مكملة لها، لما تمتلكه السلطنة من مقومات وبنية تحتية تؤهلها لهذا النجاح.
دخول الهجن
وتقدم معالي الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، بالشكر إلى الاتحاد العماني برئاسة الشيخ سعيد سعود الغفيلي، على الإجراءات التي اتخذت في تسهيل عملية دخول الهجن المشاركة، وضمان حضورها في منطقة ميدان الفليج بشكل أعطى أريحية للجميع قبل انطلاقة المنافسات مساء اليوم.
وأكد معاليه أن النجاح الذي تحققه هذه الرياضة من خلال حضورها قبل شهر في الأولمبياد الخليجي الذي أقيم في المملكة العربية السعودية، واليوم تدشن رابع بطولاتها يعد مفخرة لجميع ملاك الهجن في دول مجلس التعاون الخليجي، إذ إنها تمثل موروثاً شعبياً لأبناء الخليج وتجد كل الرعاية والاهتمام من قياداتنا الرشيدة في الخليج وهذا ما يعطينا الدافع في بذل المزيد من الجهد لمواصلة النجاحات التي تتحقق يوماً بعد آخر.
اهتمام كبير
وأوضح معاليه أن هذا الاهتمام الكبير من القيادات الخليجية يعزز مكانة رياضة الهجن، وأن ما تحقق يعد ثمرة هذا الدعم، الذي يؤكد لنا أن قياداتنا الخليجية تسعى دائماً للحفاظ على إرث الماضي، دون إغفال للحاضر بمختلف المجالات وضرورة الاستفادة منه في جذب جيل الشباب، وشريحة كبيرة من ملاك الهجن والمضمرين إلى هذه الرياضة التنافسية التي هدفها الأول توطيد أواصر العلاقات الطيبة بين أبناء الخليج، بغض النظر عن الفوز من عدمه لأن الأهم ليس الفوز بالسباقات، ولكن المشاركة بحد ذاتها تعتبر ناموساً للجميع، وأشاد معاليه بالأعداد المرشحة للمشاركة والحضور في نسخة هذا العام من ملاك الهجن، في تحديات هجن أصحاب السمو الشيوخ وهجن الجماعة، موضحاً أنه يعطينا مؤشرات بقوة المنافسة المنتظرة في البطولة.
استعدادات الملاك للمشاركة في الموسم
مع انطلاقة موسم سباقات الهجن لعام 2015 ـ 2016، بدأ ملاك الهجن على مستوى الخليج، مشوار الاستعدادات للمشاركة في المهرجانات والبطولات، وخاضت مطايا الإمارات، غمار عدد من التحديات والمنافسات المحلية، في أكثر من ثلاثين ميداناً على مستوى الدولة وباقي الميادين في دول الخليج العربي، وعادة ما يسعى المضمرون والملاك إلى الدفع بالحلال وتجهيزه خلال فترات متباعدة، خصوصاً مع انطلاقة الموسم، لضمان عدم تعرض الهجن للإصابات، ورفع الجاهزية بشكل تدريجي.
وأقامت اللجنة المنظمة للبطولة، قرية تراثية متكاملة للحرفيين، الذين سيعرضون مختلف الصناعات الحرفية العمانية من السعفيات والفضيات، وكل ما يتعلق بزينة وجمال الهجن، بالإضافة إلى فرق الفنون الشعبية، والتي تتنوع بين فن البادية وفن عمان، مع وجود السهرات والأمسيات الشعرية المتنوعة، بمشاركة عدد من الشعراء الخليجيين.
تحسين
على جانب آخر، انتهت اللجنة المنظمة من تطوير وتحسين ميدان السباقات، بعد إضافة مراحل متعددة، شملت الطرق على الجانبين والبوابة الإلكترونية، بالإضافة إلى الملحقات المتعددة، ويضم الميدان، المقصورة الرئيسة، التي تشمل منصة كبار الشخصيات وأماكن للجمهور، وساعد تطوير المضمار على تجهيزه لاستضافة العروض الاستعراضية المرافقة للمهرجانات والبطولات، كما تم الانتهاء من إنشاء 52 عزبة، خصصت لملاك الهجن المشاركين في كأس الخليج الرابعة، جهزت بكامل التمديدات من ماء وكهرباء وأماكن تنزيل الحلال المشارك في السباقات.
وشهد الميدان خلال الفترة الماضية، إقامة عدد من الفعاليات، كان أبرزها، المهرجان السنوي لسباقات الهجن الأهلية، ومن المتوقع أن تكون الإثارة والمنافسة حاضرة، بوجود أقوى الشعارات الخليجية، التي اعتادت على المشاركة بقوة في هذه السباقات، ويأتي في مقدمها هجن الإمارات، صاحبة النصيب الأكبر في عدد الميداليات، والحاصلة على المركز الأول في دورة الألعاب الخليجية الثانية، التي اختتمت في الدمام الشهر الماضي.
نقلة
خطوات جبارة على أرض الواقع
أكد معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان، أن هناك نقلة نوعية وخطوات جبارة تحققت على أرض الواقع، في سبيل تطوير سباقات الهجن ووضعها على أساس متين يعزز مكانتها، ويجسد الرغبة المتواصلة في التحديث والتطوير، من أجل تحفيز الملاك إلى المشاركة والاهتمام بسباقات الهجن.
وسنعمل على مواصلة العمل بنفس الجهد والجدية والإصرار من أجل مزيد من النجاحات في المستقبل، مشيراً إلى أن مثل هذه المنافسات تشهد نقاشات مثمرة وحوارات مطولة بين المشاركين عن كيفية تطوير رياضة الهجن.