تحقيق الإنجاز الرياضي في كرة اليد، يعتبر الهدف المنشود لاتحاد الإمارات لكرة اليد، وكذلك بالنسبة للأندية المنضوية تحت لوائه، والشريك الأساسي في أنشطته، ولن يتحقق هذا الإنجاز، إلا بدخول بعض العناصر المساعدة على تحقيق الهدف، ومن هذا المنطلق، خطت الأندية الإماراتية خطواتها للعام السادس على التوالي، في تجربة اللاعبين الأجانب المشاركين مع الأندية، وكان هذا العام، هو عام اللاعب الأجنبي، مع كل الاحترام والتقدير للعناصر المواطنة، والتي بقليل من الدعم المعنوي والمادي، قادرة على صنع الإنجاز، والذي يمكننا من تحقيق نتائج في المنافسات الخارجية على المستوى الخليجي والقاري، وحتى الدولي. و«البيان الرياضي»، كعادته، في استقراء الواقع الحادث الآن في ملاعب كرة اليد، يطرح هذه القضية من أجل توضيح الصورة أمام الجميع.
إيجابيات أكثر
قال الجزائري كمال عقاب مدرب الشباب، بعد تجربة المحترف بالإمارات الأخيرة، ولمدة 6 سنوات: بالتأكيد لها سلبيات، ولكن إيجابياتها أكثر، ووجوده بالمرحلة الحالية ضروري، ولا بد أن تستمر التجربة، بعد أن شهدت اللعبة تطوراً بشكل عام، وخاصة عند المراحل السنية وقواعد اللعبة، ووجودهم شكل عامل استقطاب للعبة وجماهيرها في كثير من الأحيان. ومن السلبيات، أن وجودهم قد يؤثر في بعض مراكز اللاعبين في الملعب، وخاصة لاعبي الخط الخلفي على مستوى الأندية والمنتخبات، ويمثل اللاعب المنقذ عند البعض، متجاهلاً مكانة وأهمية بقية عناصر الفريق، ولكنه فضل وجود لاعب واحد فقط بالساحة.
ولكنه ركز على عملية حسن ودقة الاختيار، ما بين الهدف منه، هل ليكون قدوة لبقية اللاعبين المواطنين بالملعب ولبقية المراحل السنية، أم لتحقيق النتائج، والتي تسعى معظم إدارات الأندية لتحقيقها بالدرجة الأولى، كمنقذ للفريق، هذا إلى جانب توفر لغة التفاهم مع زملائه والجهاز الفني والإداري للفريق.
تأثير سلبي
وعن تأثير اللاعب الأجنبي في المنتخب قال: بدون شك له تأثير سلبي، وخاصة في بعض مراكز اللعب، كون معظم الأندية تستقدم لاعبين ضاربين من الخط الخلفي، وهذا يشكل عاملاً سلبياً بدرجة كبيرة، لو تم اختيار المحترفين لحراسة المرمى، ومن هذا المنطلق، يحب أن يتمتع المحترف بمواصفات اللاعب المتكامل بجميع المراكز، وألا يقتصر دوره على تسجيل الأهداف، بل يتكامل مع جميع زملائه بالملعب.
وجود مهم
وركز الجزائري نور الدين الصغير مدرب الوصل، على أهمية وجود اللاعب الأجنبي في الملاعب الإماراتية، موضحاً أن له دوراً إيجابياً وكبيراً في نتائج معظم الفرق خلال الموسم، ويمثل حافزاً لزملائه لبذل مزيد من الجهد، ويرسخ عملية المنافسة وإثبات الذات على أرض الواقع، سواءً من خلال المباريات، وحتى أثناء التدريبات، بما فيهم حراس المرمى، بتحفيزهم لصد تصويبات المحترفين.
وعن أهمية وجوده على المستوى الخارجي، أكد أهمية، بل ضرورة، وجوده بساحات اللعبة المحلية بالمرحلة الأولى، والتي تستكمل بالمحطة الثانية، بمشاركته مع ناديه في المحافل الخارجية، من منطلق سماح الاتحادات العربية والخليجية والاتحاد الآسيوي بمشاركة اللاعب في هذه البطولات، لذلك، من الأولى استمرار اللاعب في الدوري المحلي.
وضوح الأهداف
أما وجهة النظر الأخرى، وهي تضرر المنتخبات الوطنية من اللاعب الأجنبي، قال نور الدين، إن تفوق المنتخبات يعتمد في الأساس الأول على وضوح الأهداف، وطرق إعداد المنتخبات، وتغيير المفهوم لدى اللاعب المحلي حول المشاركة مع المنتخبات الوطنية، واعتبر مدرب الوصل، أن وجود اللاعب المحترف بساحات اليد الإماراتية، يشكل نموذجاً وقدوة لممارسي اللعبة، وخاصة قواعدها بمراحلها السنية، وأضاف: لا بد من حسن الاختيار. وفضل أن يكون من الجنسية العربية، وخاصة ساحات اللعبة بوطننا العربي، تزخر بالعديد من النجوم.
عامل تحفيز
اعتبر الجزائري سفيان حيواني مدرب الشارقة، أن وجود اللاعب المحترف بساحات كرة اليد بالدولة، يفيد اللعبة بشكل عام، وكذلك اللاعبين الكبار، ويمثل عامل دفع وتحفيز لبقية اللاعبين خلال التدريبات والمباريات، وكذلك عامل جذب ومحفز للاعبين الصغار، كقوة ومثل أعلى للتقليد، كونه يمثل مدرسة متكاملة فنياً ونفسياً وخلقياً، ولكنه أكد على حسن الاختيار للتوافق مع كل الصفات التي يجب أن يتمتع بها اللاعب المحترف، وذهب لأبعد من ذلك، حينما قال إن دوره إيجابي 2000 %، بوجوده بساحات اللعبة بالدولة. وفي نفس الوقت، قال إنه لا يشكل عاملاً سلبياً على المنتخب، بل محفزاً للاعبين المواطنين، ليثبت كل منهم أحقيته في تمثيل منتخب بلاده، وواصل حديثة قائلاً، قد يؤثر سلباً إذا كان التعاقد مع لاعبين كحراس مرمى للفرق المحلية، وأكد الدور الكبير في المساهمة الفاعلة بنتائج بعض الفرق، مع الحرص على وجود لاعب فقط.
هدف كل دقيقة في موسم الرجال
شهدت منافسات الرجال لكرة اليد، خلال بطولة كأس الإمارات التي مثلت باكورة الموسم، تفعيل الجانب الهجومي بغزارة من الأهداف على الجانب الدفاعي، في سبق للفوز بغض النظر عن تكامل أداء الفرق بالجانبين الهجومي والدفاعي، وتحمل العديد من حراس المرمى المسؤولية، وبحسبة بسيطة بلغ متوسط عدد مرات الهجوم في معظم المباريات 50 هجمة، وكانت نسبة الهجوم المنظم منها 84% والهجوم الخاطف 16%، والحال لم يختلف كثيراً في مباريات الدور الأول لبطولة الدوري العام، بل شهدت غزارة أكثر في الأهداف وبمعدل متوسط 45 إلى 50 هدفاً في معظم المباريات، ونسبة الفوز 35 منها مقارنة بـ33 من مجموع 75 مباراة حتى الآن، مع تعادل لم يتجاوز 7 مباريات بالبطولة.
9 محترفين في الدوري
يبلغ عدد اللاعبين الأجانب المحترفين مع الأندية، ويشاركون ضمن منافسات دوري أقوياء كرة اليد 9 لاعبين، يأتي في مقدمتهم اللاعبان المميزان المصري حسين زكي، والألماني دينس، في حين تم تسجيل الفرنسي جو في قائمة النادي الأهلي بديلاً لأحد اللاعبين، الذي تعرض للإصابة، إلى جانب التونسي سليم الهدوي في نادي الشارقة، والمصري عمر حجاج في نادي الشعب، والجزائري ساسي بولطيف في النصر والآيسلندي بيجورفيتش في الوصل، والسلوفاني كليم في الشباب، والمصري علي الزين في الجزيرة، وفي العين المصري محمد هاشم بسيوني. هذا إلى جانب العديد من اللاعبين العرب والأجانب، ضمن صفوف الفريق الدولي (دي أي اتش سي)، الضيف الجديد على الموسم وبطولاته، رغم عدم احتساب موقعه بالترتيب العام، ضمن الأندية العشرة المشاركة بالبطولات.
أهمية
ضرب سفيان حيواني مثلاً على أهمية وجود المحترف، حينما غاب التونسي سليم الهدوي عن بعض مباريات الشارقة، ليدفع الشارقة الثمن بخسارته لبعض المباريات في آخر الأوقات.