أجمع عدد من مُلاك الهجن من أبناء القبائل على المكانة المرموقة التي وصلت لها سباقات الهجن في الخليج عموما ودولة الإمارات على وجه التحديد، مرجعين الفضل في ذلك، بعد الله سبحانه وتعالى، لأصحاب السمو الشيوخ بدعمهم اللامحدود وأياديهم السخية من أجل المحافظة على التراث الأصيل، معتبرين مهرجان المرموم التراثي نموذجا حقيقيا للاهتمام الذي تجده رياضة الآباء والأجداد، حيث تجلت الأصالة بكل معانيها في المهرجان من خلال تنظيم السباقات على مدار 11 يوما متصلة تتخللها أجواء تراثية تليق بالحدث تتمثل في القرية التراثية المصاحبة والكثير من الفقرات التي تربط الجيل الحالي من الشباب والصغار بالمعاني السامية والأخلاق الرفيعة.
وأبدى العديد من الملاك سعادتهم وارتياحهم بالمشاركة في مهرجان المرموم التراثي 2016، معربين عن تقديرهم للجهود الكبيرة التي يبذلها نادي دبي لسباقات الهجن لإثراء هذه الرياضة التراثية العريقة، والنظم الحديثة التي ابتكرها لتسهيل إجراءات السباقات وتهيئة المناخ الطيب الذي أسعدهم كثيراً.
اهتمام كبير
وأشاد عبد الواحد بالخزع العامري بالاهتمام الكبير والدعم اللامحدود من أصحاب السمو الشيوخ الكرام للنهوض بهذه الرياضة التي أصبحت تحظى بمكانة كبيرة، وأضاف بالخزع أننا نسعد كثيرا بالمشاركة في مهرجان المرموم التراثي الذي دأب علي التجديد والابتكار وتسهيل مهام المشاركين ونحن مستعدون لهذه الفرحة التي تجمعنا بالأخوة من دول مجلس التعاون الخليجي، ويسعدني أن أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على دعمه اللامنتهي لهذه الرياضة، كما نشكر سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم ولي عهد دبي، على دعمه السخي ومتابعته واهتمامه بهذا الموروث وتشجيعه الدائم للمواطنين.
الأول في الخليج
كما أبدى عبيد بالحلوس العامري قائد القطاع الجنوبي إرتياحه بالمهرجان قائلاً إن مهرجان المرموم يعلو ولا يعلى عليه بتنظيمه الرائع والإعداد الجيد لهذا الحدث الفريد الذي ينتظره ملاك الهجن وعشاق هذه الرياضة التراثية بفارغ الصبر، ونحن نفتخر ونسعد بالمشاركة في هذا المهرجان الذي يعد الأول في منطقة الخليج ويحظى باهتمام كبير من الملاك والمضمرين، كما وأن المشاركة في حد ذاتها ورغم صعوبتها وقوة الهجن إلا أنها تعتبر شرفا عظيما لنا، ونسأل الله التوفيق والسداد.
سمعة كبيرة
كما أشاد المالك المخضرم أحمد بن كراز المهيري بمهرجان المرموم التراثي الذي أصبح قبلة عشاق ومحبي رياضة الهجن في الدولة ودول مجلس التعاون لما يكتسبه من أهمية وقوة المطايا من نخب الأصايل التي تشارك في هذا العرس التراثي الكبير وأضاف بن كراز أن مهرجان المرموم اكتسب سمعة طيبة من حيث الإعداد الجيد والتنظيم الرائع والجوائز القيمة، وبهذه المناسبة أوجه الشكر والعرفان لمقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على دعمه الهائل لهذه الرياضة التي تحظى برعاية كريمة من سموه، والشكر موصول لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد على دعمه وتواجده الدائم في هذا المضمار، مما يؤكد عشقه الجارف لهذه الرياضة.
طعم خاص
أكد علي سلطان بالرشيد الكتبي «دكتور الأصايل» بأن المشاركة في مهرجان المرموم شرف عظيم يتمناه كل مالك هجن، معربا عن سعادته وارتياحه العميق للمشاركة في هذا الحدث الكبير الذي يعتبر من أهم المهرجانات في الدولة والخليج، وقال بالرشيد إن المرموم ظل مرحبا بضيوفه من داخل وخارج الدولة، والكل يستأنس ويتشوق لهذا المجمع الحافل الذي يشد انتباه كل مشارك وعاشق لهذه الرياضة، وأن مهرجان المرموم هو المحطة قبل الأخيرة للختاميات، فله طعم خاص ونحمد الله على أن الطقس طيب وملائم والكل يتطلع للناموس الذي يسعد النفوس.
«المرموم».. ميدان ذكي بمعايير عالمية
يعد ميدان المرموم من المعالم الحضارية المتميزة في سباقات الهجن، هذا الصرح العملاق له سجل تاريخي حافل منذ أن كان ميداناً فرعياً ضمن الميدان الرئيسي «ند الشبا»، الذي تقام فيه المهرجانات والختاميات. وبعد انتهاء موسم 2005 في شهر مارس، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتشييد ميدان المرموم في منطقة المرموم بإمارة دبي، نظراً للتوسع العمراني، على أن يزود بمواصفات عالمية وبمعايير دولية تقام عليه سباقات الهجن والمهرجانات التراثية، ويكون ميداناً يعمل بتقنيات حديثة، وبالفعل تم إطلاق صافرة العمل لهذا المشروع، وتم إعداد الخرائط والاستشارات الهندسية، وتمت الاستعانة ببيوت الخبرة؛ ليكون الميدان مكتملاً بكل تفاصيله من مضامير للسباقات وطرق ومرافق رسمية ومنصات للجماهير واستوديوهات، وتم تحديد كافة المداخل والمخارج.
واليوم بعد مضي ما يقارب 10 سنوات يبرز ميدان المرموم كأهم وأشهر صرح لسباقات الهجن في الخليج، ويضم ميدان المرموم الذكي لسباقات الهجن دورات (4 كلم -6 كلم -8 كلم) وفيه طرق معبّدة وعدد من المنصات، إضافة إلى المنصة الرئيسية، ويوجد في الميدان استوديو إعلامي والميدان مجهز بكاميرات مراقبة لضمان سير العمل على أتم وجه، وصمم هذا الميدان ليكون ميداناً ذكياً والهدف من ذلك هو إدخال التقنية في عالم سباقات الهجن، كي تسهل على ملاك الهجن ومحبيها وأيضا على منظمي هذه السباقات العديد من الإجراءات المعقدة.
نادي دبي للسباقات
ويعتبر نادي دبي لسباق الهجن مؤسسة رياضية مجتمعية ثقافية تعنى بسباقات الهجن من حيث الإعداد لها وتنظيمها وتطويرها، وبفضل التوجيهات السامية لأصحاب السمو الشيوخ الكرام ودعمهم لهذه الرياضة التراثية العميقة خطا النادي خطوات حثيثة وأصبح من الأندية الرائدة في المنطقة التي تعنى بسباقات الهجن على المستوى المحلي والإقليمي.
ولا شك أن وراء هذا التطور الملموس رجال أكفاء بذلوا جهداً مقدراً للنهوض بهذا النادي، وعملوا بتفانٍ وإخلاص لإبراز هذه الرياضة وتطويرها، ووضعوا اللبنة الأولى لهذا الصرح العملاق بخبراتهم وتجاربهم الكبيرة، يعملون دون كلل أو ملل للسير قدماً بهذا النادي للأمام بكفاءة واقتدار وخطى ثابتة وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وضعت استراتيجية دقيقة للرقي بهذا الموروث الثقافي الاجتماعي والنهوض به من المحلية إلى العالمية.
التأهيل في السباقات.. نقلة نوعية
في أول نوفمبر من عام 2006، تم العمل على إجراء التأهيل في السباقات، وهذا المشروع الجديد أحدث نقلة نوعية كبيرة باختيار النخبة من المطايا وتأهيلها، فوجد هذا المشروع صدى طيباً في أوساط الملاك والمشاركين، ثم بدأ تطبيق التأهيل في ميادين دبي ابتداء من ند الشبا، سويحان، مدينة زايد، ملاقط، الزيد، السوان واللبسة، ثم دول مجلس التعاون «الشحانية في قطر وميدان السيح في المملكة العربية السعودية وميدان الجزيرة وفي الكويت ميدان الكويت»، وسخرت كافة مقومات النجاح من دعم مادي وبشري وتقديم الخدمات التدريبية والتنشيطية المتميزة، والعمل على توفير البيئة الملائمة والجاذبة لكافة فرق الهجن المحلية والإقليمية والعربية للمشاركة في سباقات الهجن التي ينظمها النادي، وبعد عام أصبح هنالك توسع للنادي فقدم نموذجاً يحتذى به في التعامل والتنظيم على جميع المستويات.