أكد أحمد الطيب مدير وفد الإمارات الرياضي المشارك بأولمبياد ريو دي جانيرو أن مشاركة رياضيينا في غمار تلك الدورة كشف العديد من النواحي الإيجابية التي يجب تعزيزها والاستفادة منها خلال المرحلة المقبلة مع العمل في الوقت نفسه على معالجة الأخطاء التي ستتحول أيضا بمرور الوقت إلى نقاط قوة في مستويات أبنائنا وآلية نظرتهم للأمور بشكل أفضل.

وقال الطيب: «حققنا مكاسب كبيرة بمشاركتنا في الألعاب الأولمبية هذا العام ولدينا عناصر موهوبة برهنت على جدارتها بتمثيل الوطن في ذلك المحفل، ولكن نحتاج إلى مزيد من العمل وبذل الجهد لصقل قدرات رياضيينا بالصورة التي تتناسب مع هذا النوع من الاستحقاقات .

ولابد أن أتقدم بالشكر لكل اللاعبين على سعيهم لتقديم أداء مشرف باسم الإمارات والحرص على تمثيلها أمام العالم أجمع الذي كان متابعاً ولا يزال لفعاليات أكبر تظاهرة رياضية تأتي كل 4 سنوات لتكلل جهود الباحثين عن المجد والتميز في الألعاب كافة».

خطوة إلى الأمام

وأضاف:«مثَل الإمارات في أولمبياد ريو مجموعة من الرياضيين الذين نجحوا في تسجيل أرقام التأهل في رياضات الجودو والرماية والدراجات ورفع الأثقال بالإضافة إلى بطاقات الدعوة في السباحة وألعاب القوى، وهي بلا شك خطوة جيدة وتجربة فريدة لأبنائنا وبناتنا وأخص بالذكر لاعبي منتخبنا الوطني الذين تحقق من خلالها الإنجاز وحصد الميدالية الأولمبية الثانية في تاريخ دولتنا..

وكنا قريبين جداً من ميدالية أخرى في الرماية عن طريق الرامي الأولمبي خالد الكعبي الذي احتل المركز السابع في جدول الترتيب العام بمسابقة الدبل تراب وسط نخبة من أفضل الرماة على مستوى العالم، وكان على وشك التأهل إلى الدور النهائي والمنافسة على ميدالية ملونة في مشاركته الأولى ولكن غاب عنه التوفيق في بعض اللحظات ويحسب له ثباته وثقته بذاته».

وتابع:«الشيخ سعيد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم أيضا يعد من أفضل رماة العالم، وسيف بن فطيس الذي اكتسب الخبرة المطلوبة من هذا التجمع ولديه الفرصة للعودة مجدداً وتحقيق الإنجاز المنتظر لرياضة الإمارات في المستقبل القريب».

دور بارز

وأردف قائلا «لا يخفى على أحد الدور المميز والبارز الذي لعبه اتحاد المصارعة والجودو والكيك بوكسينج برئاسة محمد بن ثعلوب الدرعي وأمين عام الاتحاد ناصر التميمي من خلال الحرص على دراسة كافة التفاصيل الدقيقة وتطبيق سبل التخطيط السليم منذ سنوات طويلة الذي قاد إلى هذا الإنجاز المشرف لنزاحم كبرى الدول صاحبة الباع المعروف في عالم اللعبة..

ويرفع علم الإمارات عالياً شامخاً في مشهد لن يمحى من ذاكرة الجميع، ومن يتابع استراتيجية هذا الاتحاد المنظمة التي تهتم بالجوانب كافة سيجد أن هناك 4 عناصر مميزة من الناشئين في الفترة الحالية يتم العمل على إعدادهم للبطولات القارية والعربية والخليجية ليكونوا نواة قوية لدعم منتخبنا الوطني واستكمال مسيرته الحافلة.

حسرة

وعبر الطيب عن حزنه لمشاركة الأبطال الأولمبيين الكويتيين فهيد الديحاني وعبد الله الرشيدي تحت راية العلم الأولمبي حيث قال» نبارك للأشقاء الكويتيين إنجازاتهم المشرفة بمسابقة رماية السكيت فهم كانوا على قدر المسؤولية وأثبتوا للجميع استطاعتهم لتحقيق الطفرة ومواجهة التحديات..

ولكن في رحم المعاناة يولد الأبطال القادرون على صنع الفارق، وكنا نتمنى رؤية علم الشقيقة دولة الكويت يرفرف في سماء ريو وهو الأمر الذي يعني الكثير بالنسبة لنا، وأتمنى أن تعود الأمور لمسارها الطبيعي حتى تكتمل الفرحة ويصبح التواجد في تلك المحافل يلبي الغرض الأساسي في تمثيل الأوطان وإعلاء رايتها عند الفوز وحصد الألقاب.

فوائد

وحول استفادة وفد الإمارات الرياضي والإداري من المشاركة بأولمبياد ريو:«هناك العديد من النماذج والحالات التي لن تتعرف عليها إلا عن طريق التواجد في الدورات الأولمبية مهد الأبطال والانطلاقة الحقيقية نحو عالم التميز والتي قد يتحول فيها الرياضي من شخص تقليدي إلى ملهم يؤثر في الأجيال المختلفة ويمنحهم الدفعة المنشودة في المضي قدما لتحقيق الطموحات والآمال..

فعندما أرادت سيمون بيلز لاعبة الجمباز التي نجحت في حصد ميداليتين أولمبيتين حتى الآن بريو ويتوقع لها الخبراء أن تصبح أفضل لاعبة جمباز في التاريخ تقديم مثال في الجدية والتميز لم تكترث بظروفها الاجتماعية الصعبة ولكن أصرت على كتابة المجد بنفسها واستعدت مراراً لنيل هذا الشرف وظلت في تحد مستمر مع الذات حتى بفترات الإرهاق والضعف، وغيرها من النماذج المشرفة التي لا حصر لها».

وأضاف:«هذا ما ينبغي علينا أن نهتم به حينها ستتغير النظرة الخاصة بالرياضة باعتبارها مجرد نشاط بدني أو ذهني وسنصل إلى الأهداف المبتغاة بسهولة ونجني ثمار العمل الدؤوب».

خبرات

واختتم:«كافة الوفود المرافقة لرياضيينا اكتسبت خبرات ومهارات جديدة والجميع حرص على تقديم الدعم اللازم للرياضيين في كل التخصصات.

ولا يسعني إلا أن أتقدم لهم بالشكر على حرصهم للعمل بروح الفريق الواحد الذي انعكس على مجريات العمل سواء داخل القرية الأولمبية أو خارجها، كما أود أيضا أن أتقدم بالشكر والتقدير للبعثة الدبلوماسية التي لم تأل جهداً في خدمة الوفد بالكامل ومتابعة أموره باستمرار».