راشد علي الظاهري نجم الإمارات الموهوب بطل الكارتينغ، لم يتعد عمره الثماني سنوات، ورغم صغر سنه نجح في حصد العديد من الألقاب والجوائز على المستويين المحلي والدولي أهلته لاعتلاء منصات التتويج ورفع علم دولة الإمارات خفاقاً في المحافل المحلية والدولية، ما أهله للفوز بجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي عن فئة «الشباب الرياضي المحلي».
ويطمح الشاب الصغير لأن يصبح سائق فورمولا 1 عالمياً ويسير على خطى النجوم الذين يعتبرهم مثله الأعلى وهم ألونسو، سيبستيان فيتيل والبرازيلي فيليبي ماسا.
حرص «البيان الرياضي» على الاقتراب من النجم الإماراتي الصغير الموهوب للتعرف عليه. وإلقاء الضوء على إنجازاته في إطار الاهتمام بالمواهب الصغيرة، والتقينا مع اللاعب بحضور والده علي الظاهري الذي اكتشف موهبته مبكرا وشجعه على الاستمرار ورافقه في جميع البطولات التي شارك فيها محليا وخارجيا، ونظرا لصغر سن الموهبة الصغيرة، قام والده بالإجابة عن أسئلتنا بحضور ساندرو لوراندي وهو المشرف التقني على سباقات راشد في إيطاليا.
وفي البداية اكد علي الظاهري، والد الناشئ الصغير، أن حكاية ابنه راشد مع الكارتينغ بدأت حينما زار ساحة الفورمولا 1 في أبوظبي مع العائلة وهو في الثالثة من عمره ووقف أمام مرآب فريق الفيراري ساعات عدة، وكان مفتوناً بصوت المحركات والمهندسين والميكانيكيين الذين كانوا يعملون في سيارات الفورمولا. ثم دعاه بطل الفورمولا 1 فيرناندو ألونسو إلى داخل المرآب وعند عودة العائلة الى البيت أعرب راشد عن رغبته في أن يصبح سائقاً للفورمولا.
وأشار علي الظاهري إلى شعور ابنه، بالسعادة والفخر والاعتزاز عند مصافحة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عقب فوزه بجائزة الإبداع الرياضي عن فئة «الشباب الرياضي المحلي»، وتعد الجائزة حافزا قويا له بأن يمضي قدما في تحقيق حلمه بالفوز ببطولة الفورمولا1 في يوم من الأيام، ويرفع علم الإمارات في منصة البطولة.
إنجازات
وسرد والد الموهبة الصغيرة إنجازات «الظاهري الصغير»، وأكد أن راشد نجح في حصد كافة ألقاب المنافسات المحلية التي شارك فيها هذا العام، حيث فاز بلقب، O plate، للمرة الثالثة على التوالي، كما تمكن من تحقيق فوز مستحق في سباق بطولة الإمارات IAME X30 في دبي كارتدروم، وحلبة رأس الخيمة، مقدما عروضا شيقة، أبهرت الجميع، فضلاً عن العديد من الألقاب الأخرى.
كما فاز البطل الإماراتي بجائزة الإبداع الرياضي عن فئة «الشباب الرياضي المحلي»، حيث تكرم هذه الجائزة كل الرياضيين المبدعين على المستويين المحلي والعربي.
كما شهد هذا العام خطوة كبيرة في مسيرة راشد الظاهري، بانتقاله إلى الفئة العمرية الأعلى (8 ـ 12) عاماً، ضمن سباقات الكارتينغ الدولية، ورغم أن البطل الإماراتي كان الأصغر سناً في سباقات هذه الفئة التي تشهد منافسة شرسة، فإن الظاهري ارتفع إلى مستوى التحدي، جاعلاً من نفسه منافساً خطيراً على الحلبات.
وفي إيطاليا، حقق البطل الإماراتي الموهوب، العديد من الانتصارات، حيث اعتلى منصة التتويج، في كل سباقات أكاديمية بارولين، وبطولة الميني روك بإيطاليا، وكذلك سلسلة بطولات WSK، وهي أكبر وأعنف بطولات الكارتينغ في العالم، حيث يشارك فيها ما يقرب من 90 متسابقاً محترفاً. وحقق البطل الموهوب قفزة نوعية في مسيرته، خلال العام الحالي، أيضا، حيث انضم الى فريق بيبي ريس وهو واحد من فرق كارتينغ الصغار الأكثر شهرة في العالم والذي يقوم حاليا ببرامج تطوير سائقي الكارتينغ للمنافسة في سباق GP3.
وأصبح راشد الظاهري، واحدا من أبرز الرياضيين الإماراتيين الموهوبين، والذي يفوز بسباقات الكارتينغ محليا ودوليا، وشارك راشد في 23 سباقا، حيث صعد على منصة التتويج 14 مرة، منها 8 مرات في المركز الأول.
شغف مبكر
وكانت لنا بعض الأسئلة لوالده في محاولة استكشاف الموهبة الصغيرة.
كيف تم التعامل مع موهبة «الظاهري الصغير»؟
عندما لاحظنا شغف راشد الشديد بالفورمولا 1، وعرفنا أنه يردد دائما أنه يجيد «تشغيل السيارات الرياضية»، أخذت على عاتقي تهيئة الطريق له ليتلقى التدريب ويصقل موهبته، ولكن راشد نفسه هو الذي سهل لنا المهمة بحبه واستمتاعه بهذه الرياضة، وأدهش الجميع بمثابرته وسرعة تعلمه واقتحامه المجال بكل جرأة وجدارة.
** من الذي شجعه على ممارسة تلك الرياضة؟
## فاجأنا راشد بحبه للفورمولا1 وفيراري في مرحلة مبكرة جداً، وأصبح هدير سيارات الفورمولا 1 يمثل صوت الموسيقى بالنسبة له، فحبه لعالم السيارات الرياضية وللسائق الشهير فرناندو ألونسو، هو ما دفعه للتوغل في هذا العالم الرياضي، واستطاع راشد رغم صغر سنه في ذلك الوقت، أن يحدد صوت سيارة الفيراري المميز فور سماعها.
البداية
ومتى بدأت مشاركاته وكيف كانت البداية وفي أية فئة؟
بدأ راشد يتدرب في حلبات الكارتينغ المحلية مع فئة الصغار، حيث ظهرت موهبته المميزة بسرعة ثم تطور إلى الروتاكس عن فئة (البامبينو)، ليكون بذلك أصغر بطل إماراتي يحرز لقب بطولة الإمارات في منافسات التحدي (بامبينو)، ثم توالت نجاحاته حتى سجل انتصارات كثيرة، وحقق الفوز أكثر من أي سائق آخر في المنافسات الإماراتية، وذلك على الرغم من كونه من أصغر المتنافسين سناً في جميع السباقات.
هل هناك فارق بين مشاركاته المحلية والخارجية؟
يتعامل راشد مع كل السباقات محلية كانت أم عالمية بنفس الجدية وبنفس الروح الرياضية، ولكن هناك فرق في التجربة فمثلاً في المنافسات العالمية يتسابق راشد مع سائقين من مختلف الدول لهم تجارب ومستويات مرتفعة وأيضا على حلبات جديدة ومناخات ممطرة لم يألفها من قبل، وعليه أن يتأقلم بسرعة، بل ويشد أزره لكي يتفوق على منافسيه، وأثبت ذلك بكل جدارة، حيث فاز بالمركز الأول في كثير من الأوقات وأصبحت المنصة من نصيبه في أغلب الأوقات.
هل يشعر «الظاهري الصغير» بالخوف قبل أي سباق وكيف يتغلب على ذلك؟
لم يشعرني راشد بأي خوف في السباقات ولا يظهر عليه ذلك، وأعتقد أن السبب أنه لا يكل من التدريب، ويظهر القدرة على التحمل في يوم السباق، وعليه فإن يدخل السباق وهو واثق من نفسه وله منافسات كثيرة وقدرته في التحمل كبيرة في السباق.
الطفولة
هل أثرت الرياضة على طفولة «الظاهري الصغير»؟
لا أعتقد ذلك، لأن راشد يمارس كل هواياته الأخرى كأي طفل ولو تابعت نشاطاته على موقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك تراه يلعب ويمرح ويقوم بنشاطات أخرى غير سباق السيارات، وخاصة خلال إجازاته وحتى في البيت.
دراسة
وكيف يوفق بين مشاركاته الخارجية ودراسته؟
راشد محظوظ جداً بأن أكاديمية جيمس الأميركية – أبوظبي (GEMS) متفهمة جداً ومرنة معه ليوافق بين دارسته ومسيرته في الكارتينغ. ولا يتهاون أبداً في العمل على واجباته المدرسية، وتراه دائماً يدرس حتى وهو في الطائرة وأثناء فترات الراحة من التدريب أو عندما يعود إلى البيت، ويقوم بإنجاز الكثير من الواجبات المدرسية عندما يكون في إيطاليا مع أصدقائه. فهو يعرف أنه يتوقع من السائق الجيد أن يكون رائعاً في السباقات، ويكون ممتازاً أيضاً خارج المسار وخاصة في الدراسة، ولا أخفي عليكم أن دعم والدته يلعب دوراً رئيسياً، وهو طفل ملتزم يؤدي واجباته بشكل جيد، وبالطبع لا يسهر ليلة السباق.
ما هي الصعوبات التي تصادفه. والمطلوب للتغلب عليها ؟
بالطبع فإن وصوله إلى البطولة الإيطالية وعمره ست سنوات وقطع كل هذه المسافة، والفرق في التوقيت، والظروف المناخية المختلفة، والواجبات المدرسية كلها كانت تمثل تحدياً له بحد ذاتها، بالإضافة فإن المنافسة مع أطفال أكبر سناً تبلغ أعمار بعضهم 12 سنة ليس سهلاً، خاصة مع أنه تنافس معهم في حلبات وطنهم حيث يمارسونها في نهاية كل أسبوع.
ومن التحديات الأخرى التي واجهها القيادة في حلبة رطبة، حيث إنه ليست لدينا أمطار في كثير من الأحيان في الدولة، ولكن كان عليه أن يتغلب على كل تلك الصعوبات.
مشاركة
تحديات كبيرة 2017
يشارك الموهبة الصغيرة راشد علي الظاهري في 2017 في مسابقة WSK الإيطالية، وبطولة الميني روك، وبطولة «روتاكس ماكس» في الإمارات، وبطولة الإمارات X30، والتي تمثل تحديا كبيرا، إذ إنه يخوض البطولة، وهو أصغر متسابق يشارك فيها، ليواصل رفع علم الإمارات خفاقاً في كافة المحافل الدولية.
وأكد والده علي الظاهري أن كل مشاركة لابنه لها دروسها المستفادة، وهو يعي هذا جيّداً ويتعلم من كل تجربة ومن كل سباق، وفي الحقيقة فإن راشد متمكن من القيادة حسب الأصول والالتزام بالخطوط الصحيحة ويستفيد من الحلبة للحد الأقصى، ويبدي التزامه بكافة قواعد الإعلام والإشارات مما يشير إلى إلمامه التام واحترامه الكبير لقوانين السباق وبهذا نال راشد إعجاب منافسيه ومدربيه والجمهور.
اعجاب
السائق الأول خلال 10 سنوات
أكد ساندرو لوراندي مؤسس ومالك فريق بيبي ريس والمشرف التقني على سباقات راشد في ايطاليا، أنه سمع عن موهبة راشد منذ نحو عام وأعجب به حقا، وأكد أنه رغم صغر سنه إلا أنه اكتشف موهبته وذكاءه، وأن لديه شغفا حقيقيا لهذه الرياضة، والأهم من ذلك أنه يحظى بدعم لا محدود من عائلته، وأكد أنه من المحتمل أن يصبح سائق F1 خلال 10 أعوام.