باتت أميرة عبد الله مرزوق عيد مبارك أول مواطنة من دبي تحترف التزلج الاستعراضي وبمجهودات خارقة وتضحيات جسام، فهي تتطلع إلى أن ترافق زميلتها زهرة لاري إلى الأولمبياد العالمي، وهي تسعى لتحقيق هذا الهدف بقوة دفع من والدتها غوزيل عبدو باكير، التي تنحت الصخر لأجل توفير متطلبات رفع راية الدولة في المحافل العالمية، حيث يتطلب الوصول إلى الأولمبياد العالمي مشاركة احترافية في عدد من البطولات العالمية المعترف بها من قبل الاتحاد الدولي للتزلج الاستعراضي، وأضحت معاناتها يومية مع التزلج الاستعراضي والسبب ضعف الإمكانيات.

بداية احترافية

وتؤكد غوزيل عبدو باكير والدة أميرة، أنها لاحظت ومنذ سن مبكرة موهبة أميرة فعملت على صقلها من خلال التدريب الاحترافي داخل وخارج الدولة، المشاركة في المسابقات الخارجية والبداية كانت مع النسخة الأولى من كأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك الدولية للتزلج الاستعراضي.

دعم سامٍ

وتعتبر غوزيل عبدو باكير والدة أميرة أن الدعم والرعاية التي تقدمها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات» لرياضة التزلج على الجليد كان بمثابة طوق النجاة الذي أنقذ هذه الرياضة من التجاهل والنسيان، بل اكسبها الاعتراف من قبل المجتمع، حيث كانت غير معروفة قبل تنظيم بطولات وكأس أم الإمارات التي جعلت منها منصة عالمية تشارك فيها بطلات محترفات من مختلف بقاع العالم، وهو الأمر الذي يكسب بناتنا خبرات تنافسية عالمية ما كانت تتوفر لهن داخل الدولة، وأميرة تدين بالفضل الكثير لهذه البطولات وأم الإمارات.

دعم حكومي

وقالت غوزيل إنها وابنتها وأسرتها الصغيرة مدينة بالشكر والفضل لحكومتنا الرشيدة التي هيأت لها المسكن وراتبا شهريا من الشؤون الاجتماعية، لأنها تعتبر العائل الوحيد لبنتها وشقيقيها حمد وخالد، لكن مع احتراف ابنتها أميرة واعتلائها لمنصات التتويج العالمية بات راتب الشؤون لا يكفي لتوفير الاحتياجات التدريبية، حيث يبلغ المتوسط السنوي ما يقارب النصف مليون درهم وهو أمر ليس في مقدروها توفيره، ولا بد من راع من الشركات الوطنية أو مجلس دبي الرياضي أو أي جهة حكومية أخرى تضعها تحت مظلتها لتواصل مسيرتها، خاصة وأنها تعتبر أول مواطنة إماراتية من دبي، ولا زالت الوحيدة التي تمارس التزلج الاستعراضي باحتراف.

وقفات زهرة

وثمنت غوزيل الدعم اللوجستي والمعنوي والفني والمادي والغطاء التدريبي الذي وفرته اللاعبة زهرة لاري لرفيقة دربها أميرة وهو أمر نادر الحدوث في الرياضة أن تتكفل لاعبة بتوفير ساعات تدريبية من جيبها الخاص لزميلتها، وهو تجسيد للمواطنة الصالحة التي تبحث تطوير اللعبة ودعم المواهب، فزهرة لاري هي النجمة الساطعة وباتت اللاعبة رقم واحد في الدولة، ولم تبخل بخبراتها وإمكانياتها للمواهب الصاعدة.

حلم العالمية

وكشفت غوزيل عن أن حلم العالمية ليس مفروشا بالورود ويحتاج لتمويل ودعم ورعاية متكاملة، وهو ما تبحث عنه ولا تنسى دعم أكاديمية الشيخة فاطمة بنت مبارك واتحاد الإمارات للرياضات الجليدية، وبفضل هذا الدعم تشارك أميرة في البطولات الخارجية كان آخرها بطولة صوفيا الدولية للتزلج الاستعراضي في بلغاريا، وكان من المفترض أن تشارك في منتصف أبريل الحالي في إيطاليا لكن الرحلة ألغيت لظروف خارجة عن الإرادة، وهو الأمر الذي يؤثر على جاهزيتها في تحقيق مشاركة دولية تؤهلها للمشاركة في كأس العالم في كندا 2020.

منصة عالمية

وتقول أميرة إنها تدين بالفضل في مسيرتها الاحترافية لوالدتها التي تسعى بقدر ما تملك من إمكانيات لتوفير تدريب ملائم لمسيرتها بجانب شقيقها حميد المحترف في النادي الأهلي وهو يخصص لها جزءا كبيرا من راتبه لتوفير المعدات الرياضية ومصاريف التدريب وهو جهد مقدر لكنه لا يفي بكامل الاحتياجات.

وتشكر أميرة جهود مدربتها الحالية الكسندرا التي تبذل معها مجهودات خرافية في سبيل إتقان الحركات الاستعراضية في أقل مجهود وزمن، لأنه لا يوجد صالة للتدريبات إلا في العاصمة ابوظبي، فهي تضطر يوميا للتنقل مع والدتها من دبي إلى ابوظبي منذ الخامسة صباحا للحاق بأول حصة تدريبية في السابعة وتستمر حتى التاسعة مع فترة راحة لمدة ثلاث ساعات ثم التدريب لمدة ساعتين، وتكمن المشكلة في أين تقضي فترات الراحة والدتها وهي قادمة من دبي ولا يملكون سكناً في ابوظبي، وهو أمر يتكرر يوميا ويسبب لهما الإرهاق، فترجو لو تتكفل جهة ما بتوفير سكن لهما في ابوظبي للراحة ومواصلة التدريبات.

الدراسة بروسيا

وكشفت أميرة ووالدتها عن معاناتهما الكبرى معاً، حيث تسببت قلة الإمكانيات وعدم وجود تدريبات احترافية في الدولة في حرمانها من مواصلة دراساتها في الدولة وسط أهلها وأحبابها، فهي تدرس في روسيا حتى تواصل تدريباتها في قيرغيزستان وهي من الجمهوريات الروسية السابقة، فهي تظل ووالدتها في حالة ترحال وتنقل دائم بين روسيا والإمارات لدواعي الدراسة والتدريبات والسبب قلة الإمكانيات.

 نجومية

نجومية الصفحة نهديها لكأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك الدولية للتزلج الاستعراضي، وتعد إحدى البطولات السنوية الثابتة على أجندة الأكاديمية واستطاعت الكأس أن تصنع لها حضوراً قوياً على الساحة الرياضية الإقليمية والدولية نظراً لكونها البطولة الدولية الأولى والوحيدة للتزلج الاستعراضي في الشرق الأوسط وقد حققت الكأس العديد من النجاحات في وقت قصير نسبياً بفضل التعاون المثمر بين الأكاديمية ومجلس أبوظبي الرياضي واتحاد الإمارات للرياضات الجليدية وأسهم التنظيم الحسن للكأس في نيل اتحاد الإمارات للرياضات الجليدية للعضوية الرسمية في الاتحاد الدولي للتزلج العام الماضي كأول اتحاد عربي يحظى بهذا اللقب.

 صحة

يعاني بعض الأشخاص المنخرطين في برامج للتمارين الرياضية، من صعوبات في إنقاص وزنهم، ولذا تزداد خيبتهم، ويتخلون بالتالي عنها، وهذا خطأ كبير، إذ وفقاً لدراسة حديثة نشرت في مجلة الكلية الأميركية لطب القلب، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحمي الصحة حتى وإن لم تؤد إلى فقدان الوزن، ووجدت الدراسة أن العكس صحيح أيضاً، أي أن فقدان الوزن مفيد للقلب، حتى وإن لم تتم ممارسة التمارين الرياضية، وهذه النتائج مشجعة جداً، لأنها تظهر بوضوح أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام بين صفوف الأفراد الذين يزداد وزنهم، تؤدي إلى خفض الأخطار الصحية عليهم.

رشاقة

أكد الدكتور كارل فوستر منسق للطب الرياضي وعلوم الرياضة لفريق سكيت السرعة الأمريكي أن هنالك الكثير من الفوائد المؤثرة نتيجة رياضة التزلج فقد برهنت دراسته على أن الشخص العادي الذي يتزلج بشكل عشوائي وعادي فهو يحرق لمدة 30 دقيقة معدل 285 سعره حرارية، أما المتزلج الاسكيتر المحترف فهو يحرق حوالي 450 سعرة حرارية في نفس الـ30 دقيقة، ومن فوائد رياضة التزلج أنها تعمل على تقوية العضلات وخصوصاً عضلات الرجلين وتطوير التوازن لدى اللاعب، ومن المعروف أن التزلج يزيد اللياقة لدى اللاعب، وتعزز رياضة التزلج بأنواعها ثقة الشخص بنفسه وتقوي شخصيته.