اختتمت أمس منافسات «البارا جوجيتسو» والكبار لمهرجان أبوظبي الذي يأتي ضمن النسخة التاسعة لبطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو، التي تجرى على صالة آيبيك آرينا بالعاصمة، وتقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وشارك 55 لاعباً من ذوي الإعاقة في مهرجان أبوظبي العالمي للجوجيتسو ضمن فعاليات بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو التي تمتد على 14 يوماً حافلاً بالإثارة والتشويق.
وتضمّنت المنافسات فئات الناشئين والكبار والأساتذة الذين توافدوا من مختلف البلدان مثل البرازيل والأرجنتين وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا، وتشمل تصنيفات الإعاقة التي يمكنها المشاركة في المنافسات الإعاقة العضلية ونقص أحد الأطراف، والاختلاف بطول الرجلين، والإعاقة البصرية والإعاقة العقلية وغيرها.
ونجح الإماراتي حمد عيسى البلوشي، المشارك الإماراتي الوحيد في فئة «البارا – جوجيتسو» لذوي الإعاقة في انتزاع الميدالية الذهبية في فئته.
وإلى جانب فئة «البارا جوجيتسو» التي أقيمت في آيبيك أرينا، شهد مهرجان أبوظبي العالمي مشاركة 350 لاعباً قدّموا عروضاً قوية وحماسية ضمن فئات الرجال الكبار والأساتذة 1 و2 و3 و4 في كافة الأحزمة والأوزان.
وشهد برنامج هذه السنة إضافة أخرى جديدة إلى مهرجان أبوظبي العالمي للجوجيتسو هي فئة الحزام الأبيض لفئتي الأساتذة 3 والأساتذة 4 التي شهدت عروضاً قوية للاعبين الذين تخطّوا 40 عاماً في محاولة للفوز بـ137 ميدالية (53 ذهبية، 53 فضية، 31 برونزية).
تتويج
حضر وتوج الفائزين عبدالمنعم الهاشمي رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي للجوجيتسو النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي، محمد عبدالله الجنيبي رئيس اللجنة المنظمة للألعاب العالمية للأولمبياد الخاص 2019، محمد سالم الظاهري، نائب رئيس الاتحاد مدير قطاع العمليات المدرسية بمجلس أبوظبي للتعليم، محمد بن دلموك عضو مجلس إدارة الاتحاد.
فهد علي الشامسي المدير التنفيذي أمين الاتحادين الآسيوي والدولي، وعضوا مجلس الإدارة يوسف البطران ومنصور الظاهري، يوسف البلوشي مدير الإدارة الفنية في الاتحاد، طارق البحري مدير جولات غراند سلام أبوظبي، ومحمد المرزوقي مدير إدارة التسويق والمالية، ومحمود الخطيب لاعب المنتخب المصري السابق، بجانب عدد من جماهير الدول المشاركة.
سعادة
تألق حمد عيسى البلوشي بين منافسي «البارا جوجيتسو» ونجح بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف في حصد ذهبية الحزام البنفسجي في فئته نفسها، وخاض البلوشي نزالاً مثيراً مع منافسه الكازخستاني، استطاع في الرمق الأخير أن يحسمه لصالحه ويعتلي منصات التتويج.
وأبدى سعادته بتخصيص اتحاد الإمارات للجوجيتسو يوماً لذوي الاحتياجات الخاصة، مشيراً إلى أنها تجربة جيدة ويتمنى تكرارها مع كل نسخة خصوصاً أنها ضمت نخبة من أبطال العالم.
وأرجع البلوشي النجاح باعتلاء منصات التتويج إلى الجماهير الإماراتية التي شجعته بقوة ضد المنافس الكازخستاني، مؤكداً أنه تماسك خلال المباراة على الرغم من صعوبتها حتى لا يخذل الجماهير، واستغل نقاط ضعف المنافس في الحصول على نقطتين ومن ثم مواصلة التركيز، والتكتيك الخاص الذي أهداه الفوز.
وأوضح البلوشي أنه يمارس الجوجيتسو منذ 9 سنوات، وشارك في العديد من البطولات العالمية والمحلية وأحرز المراكز الأولى فيها، مشيراً إلى أنه توج بالذهب في 4 سنوات متتالية.
وشدد على أن الأرزاق تتقاسم بين البشر سواء في المال أو الجسد وغيرهما من نعم الله سبحانه وتعالى على عباده، وأنه راض تمام الرضى بما قسمه الله له، مشيراً إلى أن إعاقته في القدم لم تمنعه من ممارسة الرياضة التي يحبها أو مواجهة المجتمع، لأن الله سبحانه وتعالى قد عوضه بمواطن قوى جسدية أخرى.
وكشف البلوشي، الذي يلعب في نادي الوحدة، عن أنه لا يخضع لتدريبات خاصة بداعي الإعاقة بل يتدرب بشكل طبيعي مع نظرائه من الأسوياء، كما أنه يخوض معهم النزالات، لافتاً إلى أنه يستخدم قوة عضلات الصدر في تعويض عجز القدم.
يوسف البطران: مستقبل اللعبة في «البراعم»
أوضح يوسف البطران عضو مجلس إدارة اتحاد الجوجيتسو أن مستقبل رياضة النبلاء في الإمارات يتبلور في براعم المراحل العمرية الصغيرة.
حيث إنهم أمل الجوجيتسو الإماراتي، وهم الذين يتسلمون راية المستقبل، مشيراً إلى أن الاتحاد يعي أهمية إعداد قاعدة قوية من ناحية الكم والكيف، ووضع خطة استراتيجية بعيدة المدى في الإعداد الأمثل من الناحية الفنية.
محاور مهمة
وتابع: لا شك أن الأدوار متكاملة في إعداد جيل المستقبل بين المدارس والأندية، كما أن الأسرة شريك رئيس فهي تحفز الأبناء على ممارسة اللعبة وأيضاً الاستمرارية.
نواة المستقبل
وأضاف: تغمرني السعادة عندما أتوج أولادي وهم في أعمار صغيرة، والجيل الحالي من صغار اللاعبين واللاعبات هو جيل المستقبل والنواة التي يرتكز عليها الجوجيتسو الإماراتي، وفي كل منافسة يقدم بنين وفتيات الإمارات الوجهة المشرف لرياضة النبلاء، من حيث المستوى الفني والالتزام والانضباط قبل وبعد نهاية النزالات.
وأبان البطران أن دور الأندية بالدفع بلاعبيها أصبح أكثر فاعلية عما مضى، واتضح ذلك من خلال المشاركة الواسعة للأندية، وتقريباً الجميع مشارك، حتى العروبة وهو نادٍ جديد شارك بـ 16 لاعباً، مشيراً إلى أن الأندية من أهم حلقات نشر وتطوير اللعبة.
وأضاف النسخة التاسعة لبطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو مختلفة بشكل كبير عن سابقتها من النسخ الماضية، لافتاً إلى أن أعضاء الاتحاد بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين يضعون نصب أعينهم التطور والتميز وتطبيق كل ما هو جديد ومختلف والذي من شأنه أن يصب في مصلحة رياضة الجوجيتسو.
حوار روسي كازاخستاني على بساط النبلاء
حظيت منافسات أمس بروح وحماس عاليين، وجاءت المنافسات التي تلت نزالات البارا جوجيتسو مشوقة وممتعة، وكانت لنا وقفة مع ذريت ناليبابوفا، وإلينا أوبرزكونا، فالأولى كزاخستانية وحصلت على الميدالية الذهبية في وزن 62 كغ للحزام الأبيض، والثانية روسية وحصلت على المركز الثاني الفضي لنفس الحزام والوزن.
وفي البداية قالت أوبرزكونا إن الباليه كان رياضتها المفضلة ثم تحولت إلى الجوجيتسو، عندما لاحظت اهتماماً موسعاً من زميلاتها وانتشار الأخبار التي تتحدث عنه وفق تقارير صحفية وبث تلفزيوني، وحينها أخذت قراراً أن تقدم في أحد الأندية في بلدها روسيا ومن هنا البداية.
وأضافت أوبرزكونا: تأكد لي أن موطن البطولة في أبوظبي، وحينها أخذت قرار المشاركة، وبالفعل تواصلت مع المسؤولين وقيدت ضمن سجلات المنافسين، وهي المرة الأولى التي أزور فيها الإمارات.
وخلال انتقالي من دبي إلى صالة آيبيك آرينا بأبوظبي تفاجأت بالصحوة المعمارية الكبرى، وجذبت أنظاري النباتات المزروعة على أطراف الطريق بالإضافة إلى جودة الطرق والتنظيم المروري.
وكشفت أوبرزكونا أن زيارتها الأولى للإمارات تحمل ذكريات سعيدة واهتمت بتوثيق بعضها عبر التقاط صور وفيديوهات، وما يزيد سعادتها أنها فازت بالمركز الثاني، لافتة إلى أن الجوجيتسو أصبح محط اهتمام الكثير من الأندية الروسية التي بدأت تفعل اللعبة وتستقطب أعداداً كبيرة وتحرص على رفع المستوى الفني.
أما ناليبابوفا فقالت إن لديها معرفة مسبقة عن الإمارات والعاصمة أبوظبي على وجه الخصوص حيث إن أخاها يقيم في الإمارات وهي المرة الثانية التي تزور فيها البلاد، مشيرة إلى أنها جاءت في المقام الأول من أجل خوض منافسات البطولة العالمية واعتلاء منصات التتويج.
وكشفت ناليبابوفا أنها معجبة بالتعاون بين الجميع ولديها انطباع جيد عن حسن أخلاق المجتمع الإماراتي، وقد كان لها تجربة عندما استقلت الحافلة الخاصة بنقل اللاعبات واللاعبين من دبي وإلى أبوظبي، فبعض الفتيات تأتي وتعرض المساعدة، وتحاول أن تفتح حديثاً شيقاً ومسلياً، وذلك يظهر الجانب الإنساني والأخلاقي للشعب الإماراتي.
وأوضحت أن الجوجيتسو الإماراتي تطور بصورة كبيرة، وقد لاحظت ذلك من خلال ارتفاع المستوى الفني للاعبين الإماراتيين، وشغفهم باللعبة، الذي ترجم من خلال النزالات والحضور الجماهيري الموسع.
وأضافت: أصبح مرتبطاً في أذهان الكثيرين أن أضخم بطولات الجوجيتسو مرتبطة بأبوظبي، وذلك عطفاً على عدد الأيام الممتدة إلى 14 يوماً، كما أنها تضم جميع الفئات والأعمار بمن فيها ذوو الاحتياجات الخاصة، وهذا شيء يحسب لمنظمي البطولة والاتحاد الإماراتي.
الجنيبي: أناشد الألعاب الأخرى السير على درب الجوجيتسو
قال محمد عبدالله الجنيبي إن السعادة تغمر المسؤولين والجماهير عند مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتاً إلى أن النزالات الخاصة بهم لها متعتها ومذاقها الخاص، وتعكس الجانب الإنساني.
وأشاد الجنيبي بالتنظيم الراقي لاتحاد الجوجيتسو لعالمية أبوظبي، برئاسة عبدالمنعم الهاشمي رئيس الاتحاد والنائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي، وتحدث رئيس اللجنة البارالمبية الخاصة بتواضع وأنه حضر إلى هذا المحفل الكبير من أجل التعلم من المجموعة الممتازة لاتحاد الجوجيتسو التي تسير في طريق النجاح والتميز لرياضة النبلاء.
وعن نجاحات الجوجيتسو قال: أتمنى من منتسبي الألعاب الفردية والجماعية في الدولة أن يحذوا حذو الجوجيتسو في حصد الميداليات الذهبية، والبطولات الضخمة التي ينظمها بجدارة على المستوى العالمي.
ومؤكداً أن الجوجيتسو الإماراتي سبق الجميع وعلى الآخرين أن يسلكوا نفس درب النجاح، لافتاً إلى أن لاعبي الإمارات يحصدون الذهب في المحطات العالمية التي يشاركون فيها.
وأوضح الجنيبي أن اللعبة قريبة من المجتمع الإماراتي ولذلك انتشرت بشكل كبير، ومن أهم المرتكزات دور الأسرة التي تشجع أبناءها، وطموح اللاعب على وجه الخوص في إبراز شخصيته وهويته في لعبة يحب ممارستها والاستمرارية فيها، بالإضافة إلى دور المدارس والأندية، فالأدوار هنا مشتركة والمسؤولية يتقاسمها الجميع.
وأشار إلى أن قوة الجوجيتسو تتبلور في الذكاء وإتقان «التكتيك» أكثر من القوة الجسدية، وقد تميز لاعبو الإمارات في هذا الشق التكتيكي، وفي نهاية المطاف فإن رياضة النبلاء تحتضن الجميع والفائز والخاسر يصافحان بعضهما البعض.