في الوقت الذي تتجه فيه غالبية الأندية في المنطقة الخليجية بشكل عام وقطر بشكل خاص للاعتماد على المحترفين الأجانب من منطقة أميركا الجنوبية وتحديداً البرازيل بحثاً عن تحقيق الانتصارات والألقاب والوصول إلى منصات التتويج منذ سنوات ليست بالقصيرة في عهد الاحتراف، باتت الخريطة في طريقها للتغيرات.
واختلفت التوجهات من خلال نهج جديد ومختلف أصبحت الأندية القطرية تحديداً تنتهجه أخيراً بالاعتماد أكثر على اللاعبين العرب سواء من آسيا أو من أفريقيا وبالأخص منطقة الشمال تونس والجزائر والمغرب، وأبرزهم المساكني الذي فضل لخويا على اوروبا.
ظاهرة قوية
وفي دوري نجوم قطر تحديداً باتت الظاهرة التي تفرض نفسها بقوة وتظهر بشكل واضح وستكون موجودة بشكل قوي في الموسم الجديد 2015/ 2016 وهي الاعتماد على المحترفين من شمال أفريقيا وبالتحديد تونس في ظل الخامة المتميزة الموجودة والتي يتم الاستعانة بها وتقدم الإضافة المطلوبة.
تجارب ناجحة
ولعل الكثير من التجارب الناجحة أخيراً باتت هي الفيصل في انتشار هذه الظاهرة إذا تحدثنا عن الجزائري نذير بلحاج لاعب السد القطري كنظرة شاملة عن شمال أفريقيا أو استغناء نادي الجيش القطري عن محترفه الكوري من أجل الظفر بخدمات النجم المغربي الشاب عبد الرزاق حمد الله من جوانجزو الصيني.
وأشرنا إلى الغزو التونسي موضوع هذا التقرير فلا بد أن نذكر يوسف المساكني نجم هجوم لخويا، والذي تلقى العديد من العروض الأوروبية أخيراً لكنه فضل البقاء مع بطل الدوري القطري ومواطنه حمدي الحرباوي أهم أعمدة نادي قطر والمساهم بشكل كبير مع الفريق في الطفرة التي حدثت الموسم الماضي تحت قيادة المدرب العراقي راضي شنيشل والذي قاد الفريق للتأهل إلى احتلال المركز الرابع وتقديم مستوى أكثر من رائع.
ضربة معلم
ولا يقتصر الأمر على نجوم الموسم الماضي فقط، بل كانت الصفقة المميزة التي أبرمها نادي الغرافة بالفوز بخدمات النجم التونسي ياسين الشيخاوي لاعب زيورخ السويسري كفيلة بأن يزداد الاهتمام بهذه الظاهرة ويلقي الكثيرون الضوء على المحترفين التونسيين في الدوري القطري.
فالشيخاوي بانضمامه للغرافة يصبح هو اللاعب الثالث في واحد من أقوى الأندية القطرية الساعية دائماً للتتويج بالألقاب، وبالنظر لإمكانيات الشيخاوي الفنية والبدنية يؤكد جميع المراقبين أن هذه الصفقة بمثابة ضربة معلم وإضافه قوية ستكون لفريق الغرافة مع المحترف الكونغولي آلان ديوكو والمدافع البرازيلي أندرسون مارتينيز القادم من نادي الجيش على سبيل الإعارة لموسم واحد.
الشيخاوي وصل بالفعل للدوحة وقام بالفحص الطبي تمهيداً لتوقيع العقد رسمياً على أن يلتحق بمعسكر الفريق الخارجي في ألمانيا ليصبح جاهزاً لارتداء القميص الأصفر في الموسم الجديد.
المساكني والاستقرار
أما المساكني المخضرم والذي لم تكن بداية موسمه على ما يرام فإنه استعاد بريقه بشكل واضح وقاد لخويا مع بقية زملائه للظفر بلقب بطولة الدوري وكأس قطر والوصول إلى الدور ربع النهائي في البطولة الآسيوية، وهو الأمر الذي دفع الإدارة للتمسك به رغم الكثير من العروض الأوروبية، وهو ما دفع باللاعب نفسه لتفضيل البقاء مع الفريق بحثاً عن الاستقرار.