كشف الوداع المبكر لفريقي الفيصلي والوحدات الأردنيين من كأس الاتحاد الآسيوي، ما تعيشه الكرة الأردنية من ضعف واضح على صعيد الأندية خارجياً، إذ لم يقوى البطل والوصيف محلياً على مجاراة بقية الأندية التي تقبع في ذات مستواها الفني في البطولة، لتقف قاطرتهما عند محطة دور الستة عشر، وتخفق في إعادة الألق للكرة الأردنية على صعيد الأندية.

مسيرة كلا الفريقين في الدور الأول جاءت متذبذبة، إذ تأهل كلاهما ثانياً عن المجموعتين الأولى والثانية، ليختارا الطريق الأصعب بلقاء متصدر المجموعتين الثالثة والرابعة، خارج الديار، حيث خسر الوحدات أمام نظيره القوة الجوية العراقي (1-2)، فيما خسر الفيصلي أمام مضيفه المحرق البحريني بهدف دون رد.

ليعود كلاهما إلى العاصمة الأردنية عمان، بلا بطاقة التأهل التي كانت كفيلة في إعادة جزء من الهيبة المفقودة لكرة القدم الأردنية التي تعاني على صعيد الأندية خارجياً، إذ إن شمس الإنجازات الخارجية غائبة منذ عدة سنوات.

وربما كان بالإمكان أفضل مما كان، لكن عدم قدرة الفريقين على العيش باستقرار فني خلال الموسم الماضي، كان عاملاً مهماً في ظهورهما تائهين أمام الأندية الخارجية، إذ غاب الفكر الفني المدروس على أرض الميدان، لتغيب هويتهما الكروية خارجياً، وتبقى صفتهما كبطل ووصيف في بلادهما فقط.

ورافق ذلك تخبط إداري كبير، وتحديداً من جانب الفيصلي الذي وقع بخطأ عدم تقييد لاعبين على سوية فنية جيدة، كما لم يفلح باختيار المحترف الأجنبي المناسب ليشارك في البطولة بعناصره المحلية فقط.

رحلة المليون

وبخروجهما المبكر، تكون بذلك قد انتهت رحلة المليون دولار التي كان يحلم بها كلا الفريقين، على اعتبار أنها طوق النجاة الذي قد ينتشلهما من الضائقة المالية التي يعانيان منها، وكان المبلغ هو الحل الأمثل، لإعادة ترتيب الأوراق من جديد، وفتح باب التعاقدات ذات العيار الثقيل، وتسديد التزاماتهما بالشكل الملائم.

وكان الطرفان قد أوقفا الحديث في جانب التعاقدات خلال الفترة الماضية، بانتظار ما ستسفر عنه نتائج المشوار الآسيوي، لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، ما سيعيدهما إلى المربع الأول من جديد والعمل ضمن الخطط المعتادة، وتقليص حجم الإنفاق المالي على التعاقدات للموسم المقبل.

تعديلات مختلفة

ينتظر أن تشهد صفوف الفريقين جملة من التعديلات على كافة الصعد في مقدمتها الأجهزة الفنية، حيث بات مدرب الوحدات رائد عساف خارج حسابات إدارة النادي في الفترة المقبلة، والحديث جارٍ مع العديد من المرشحين لتولي المهمة، وكذلك الحال بالنسبة للفيصلي الذي لعب مباراته الأخيرة بمدرب مؤقت، حيث ينتظر أن يحسم في الأيام المقبلة هوية المدير الفني الجديد لفريقه الكروي.