أجمل ما يشعر به الإنسان في غربته هو إحساس بالأمان، خاصة إذا كانت تلك الغربة في بلاد بعيدة ذات ثقافة مختلفة وعادات لا صلة بينها وبينه، عندما تسير بين طرقات مدينة نيويورك العريقة، تحاول أن تصل إلى السر وراء عبقرية مدينة تحتضن الجميع دون تمييز، نيويورك ليست مدينة للعصابات كما أقنعتنا هوليوود وليوناردو كابريو، بل مدينة دافئة قادرة على انتزاع محبتك وعشقك، خاصة عندما تدخل بقدمك إلى شارع ستاينواي الشارع الرئيسي في حي كوينز الشهير.
فجأة تشعر بأن بلاد العم سام هناك وليست هنا، أصوات الأحبة أم كلثوم وفيروز وناظم الغزالي والسوداني وردي ترحب بك في حميمية وود، العالم العربي المصغر بكل مفرداته يجعلك تدخل إلى قلب الحدث مباشرة دون انتظار أو تحديد موعد.
«البيان الرياضي» دخلت إلى الحي العربي محاولة أن تستطلع الآراء حول الماراثون الخيري ومدى نجاحه وتأثيره منذ انطلاقته الأولى وحتى النسخة الـ 11 والمقرر انطلاقتها اليوم.
في المقهى الجزائري كانت هناك مجموعة من الشباب تجلس في انتظار أحد زملائهم العائدين من البلاد، الطيب الوزاني شاب جاء إلى نيويورك من أجل حلم قبل أن يكتشف صعوبة المهمة نوعاً ما، أكد قائلاً:
إن الأمور هنا صعبة للغاية فلا يوجد أمامك إلا العمل فقط، وعن الماراثون قال: أعرف الكثير عن الماراثون، وفي انتظار النسخة 11 التي ستقام اليوم في حديقة سنترال بارك فهو أحد أروع الأعمال الخيرية التي تقوم بها «إمارات الخير والعروبة» وتحديداً من أجل مرضى الكلى..
وأعتقد أن دولة الإمارات دولة خير وعطاء وتقوم بمبادرات خير في كل دول العالم، كما أنها تحظى بتقدير وحب من الجميع، وأتمنى النجاح للماراثون في نسخته الحالية وتحقيق الهدف الذي أقيم من أجله، وختم الطيب ضاحكاً، أتمنى العمل في الإمارات لأن الجميع معجب بهذه البلاد الطيبة.
سعادة
من جانبه، أكد مصطفى عبدالصادق مصري الأصل، أنه علم بالماراثون من أحد أصدقائه، وشعر بسعادة كبيرة لأنه تابع جيداً ماراثون القاهرة في نسخته الأولى والذي حقق نجاحاً باهراً واستطاع أن يجمع ملايين الجنيهات لصالح أطفال مرضى السرطان..
وأضاف قائلًا: اسم المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، كفيل بنجاح أي حدث، والجميع يعلم مدى حب المصريين وعشقهم لهذه الشخصية الرائعة والتي تحتل مكانة متميزة في القلوب، بفضل المساندة الدائمة والمواقف الرائعة والتي تدل على أصل الإمارات الطيب.
ونوه بأن الماراثون بحاجة إلى توعية إعلامية أكبر لدى العرب المقيمين في نيويورك، وعندما سألت عنه فوجئت بأن الآخرين يعرفونه جيداً، ربما لارتباطهم بثقافة الركض والتي يفتقدها الكثير من العرب.
وختم قائلاً: أتمنى النجاح للجميع والتوفيق للمشاركين في حدث أقيم خصيصاً من أجل الخير يحمل اسم الشيخ زايد صاحب الأيادي البيضاء في كل المجالات.
متابعة
بدوره أوضح وليد حسن (سوداني الأصل)، الذي تواجد في الحي لشراء بعض الأغراض الخاصة، حيث قال: أعرف عن الماراثون من خلال أخي المقيم في العاصمة أبوظبي، وبالرغم من عدم متابعتي له طيلة السنوات السابقة، إلا أنني حرصت على التواجد في النسخة الحالية وإذا سنحت لي الفرصة سأشارك لا سيما أن الهدف منها خيري.
كما طالب حسن القائمين على الحدث بالتواصل مع العرب المتواجدين في نيويورك من خلال الجمعيات أو التجمعات وتوعيتهم بالمشاركة الرمزية في هذا العمل الخيري الكبير، والذي يرتبط بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، ودولة الإمارات التي تحظى بالحب والتقدير من الجميع.
مكان
يمتد شارع ستاينواي في اتجاهين من الشمال إلى الجنوب بين مباني مايكل بوليفارد في أستوريا وشارع الشمالية في مدينة لونغ آيلاند. جنوب وسط باركواي الكبرى.
يمكن الوصول إليه عن طريق محطة مترو الأنفاق التي تحمل الاسم نفسه (ويشتهر باسم قطار إقليم شرق المتوسط) . وعن طريق الحافلة Q101 التي تصل إلى شارع ستاينواي من شارع 20 إلى شارع الشمالية.
يعرف شارع ستاينواي بأنه شارع العرب في نيويورك الذي يقع في أستوريا، كوينز، كما أنه يضم العديد من محال الشرق الأوسط والمقاهي ومجموعة من المطاعم التي تقدم أشهى الأكلات العربية إلى جانب عدد صغير من صالونات الحلاقة.
تم افتتاح مسجد الإيمان قبل عدة سنوات ويعتبر مركزاً للتجمعات الإسلامية من مختلف الجنسيات، كما أنه بمثابة استقبال للمسلمين الجدد نظراً لوجود مكتبة إسلامية ضخمة تضم العديد من الكتب قادرة على شرح معاني الدين الحنيف بأسلوب وسطي جميل.
«سنترال بارك» حاضنة الماراثون
11 نسخة من الماراثون الخيري لزايد الخيري استضافتهم جميعاً حديقة سنترال بارك في قلب المدينة الكبيرة، هنا نبذة مختصرة عن قلب مدية نيويورك، هي حديقة كبيرة موجودة في مانهاتن، بمدينة نيويورك الأميركية. تبلغ مساحتها 3.4 كم² وتستقبل سنوياً حوالي 37.5 مليون زائر.
فاز فريدريك لو أولمستيد بمسابقة التصميم لتحسين وتوسيع الحديقة مع خطة لتحسين العشب. بدأ البناء في العام نفسه، وواصل العمال البناء خلال الحرب الأهلية الأميركية، واكتمل البناء في عام 1873.
أصبحت معلماً تاريخياً وطنياً في عام 1962 والحفاظ على منظمة غير ربحية تساهم 83.5% من الميزانية المركزية بارك دولار 37.5 مليون دولار أميركي سنوياً، ويوضع 80.7% من المال لدفع راتب الموظفين وللصيانة في الحديقة.
تم تصميم الحديقة والتي كانت معلماً تاريخياً وطنياً منذ عام 1963، من قبل مصمم المناظر الطبيعية والكاتب فريدريك لو أولمستيد في عام 1858 بعد فوزه في مسابقة التصميم. كما أنه مصمم بروكلين بروسبكت بارك. ويحد سنترال بارك من الشمال الغربي شارع 110، ومن الجنوب الغربي شارع 59، ومن الغرب شارع 8. على طول الحدود في الحديقة.
تتلقى سنترال بارك نحو خمسة وثلاثين مليون زائر سنوياً، وهو أحد أكثر المناطق الحضرية في الولايات المتحدة تلقياً للسياح والزوار، وافتتح على 770 فداناً من الأراضي المملوكة للمدينة وتوسعت إلى 843 فداناً.
تقع بين شارعي 59 (سنترال بارك)، وشارع 110 (سنترال بارك شمال)، مسافة واسعة بين الجادة الخامسة ووسط غرب الحديقة. وقد خدم حجمها ومكانتها الثقافية بوصفها نموذجاً للحدائق الحضرية كثيرة بما في ذلك بوابة سان فرانسيسكو بارك الذهبي، وحديقة أوينو في طوكيو، وحديقة في فانكوفر ستانلي، ولكن الجغرافيا مقيدة بشكل فريد من مانهاتن، وجعلت هذه الحديقة جزء لا يتجزأ لهوية مدينة لها.
التاريخ
ما بين 1821م و1855م تضاعفت نسبة السكان في مدينة نيويورك أربعة أضعاف وعندما توسعت المدينة تنبه الناس إلى قلة وجود الأماكن المفتوحة للهروب من ضوضاء المدينة وحياتها الفوضوية.
قبل ذلك لم تكن الحديقة جزءاً من خطة المفوضين لعام 1811 ثم قام جون راندل باستطلاع المكان وعمل الرفع المساحي لقطعة الأرض حيث الأثر الوحيد لهذا الرفع المساحي «المسمار» ما زال ظاهراً كجزء لا يتجزأ من الصخرة التي تحته.
يتم الحفاظ على حديقة سنترال بارك، وخاصة، من قبل المؤسسة غير الربحية التي تدير الحديقة بموجب عقد مع إدارة مدينة نيويورك ولجنة المتنزهات والاستجمام.
مطاعم ومقاهٍ وكرة قدم
يضم شارع ستاينواي الشارع الرئيسي في حي كوينز الشهير بمدينة نيويورك الأميركية، العديد من المحالات والمطاعم والتي يمتلك أغلبها المصريون والمغاربة، كما تضم العديد من مقاهي الجاليات المصرية واللبنانية والجزائرية، إلى جانب محلات بيع ملابس الزي الإسلامي للمحجبات، وتعتبر ذروة الحي في يومي العطلة السبت والأحد والتي تشهد تجمعات عربية من أجل مناقشة أمور الحياة الشخصية والعامة.
كما أنه يعتبر تجمعاً مهماً في مباريات المنتخبات العربية وشهد المونديال الأخير البرازيل 2014 والذي ظهر فيه المنتخب الجزائري بصورة أكثر من رائعة احتفالية كبرى من جميع العرب حسب ما ذكر أحد الجزائريين في الحي، والذي أبان أن التلاقي بين الجاليات العربية وخاصة في الأحداث الكبرى له مذاق خاص..
حيث تعيش الفرحة مع جميع أبناء العروبة دون فرق، مضيفاً :
من الرائع أن نتواجد معاً، ونبرز للعالم حولنا مدى تلاحم الشعب العربي، أن أحدث مثل ماراثون الخير تكون دائماً مسجلة في أجندتنا السنوية ونحرص رغم الكثير من الصعاب على المشارك فيها أو على الأقل التواجد في اليوم الأخير للماراثون الذي يعتبر قبلة لجميع الرياضيين من أميركا وغيرها من الدول، وعلينا أن نكون دائماً في هذا الحدث الذي يمثل مفخرة لكل الشعوب العربية التي تعيش في نيويورك وبقية المدن المجاورة.